أجرت إذاعة صوت روسيا اليوم مقابلة مع الكاتب الصحفى أسامة شرشر رئيس تحرير جريدة النهار مع رولاند بيجاموف مدير مكتب إذاعة صوت روسيا بالقاهرة حيث تحدث شرشر من خلالها عن الأوضاع الراهنة بمصر بالإضافة إلى المستقبل الذى ينتظرها فى ظل الصراعات الواقعى بين المجلس العسكرى والقوى السياسية وبين الشعب والثوار، وكان هذا اللقاء:* فى البداية حدثنا عن حالة الغموض التى تسيطر على الأجواء المصرية المستقبلية فيما يخص الجدول الزمنى لإنتخابات مجلسى الشعب والشورى؟- دعنى أتفق معك أن المشهد السياسى فى مصر غير واضح وملئ بالأسرار، ويدعو إلى عدم التفاؤل كما أن اللعبة الإنتخابية والدستورية غير واضحة حتى الآن، وكان من المفروض أن المجلس العسكرى الذى يرأس المجلس الإنتقالى فى مصر لحين إنتخابات الرئاسة أنه بدلا من أن يدخل فى الإعلان الدستورى نهاية إلى التعديلات ومرورا بالقوانين كان عليه مبدئيا ألا ينزلق فى هذه التفاصيلوالألغاز وأن تكون هناك جمعية تأسيسية لوضع دستور جديد للبلاد وذلك بالإتفاق مع القوى السياسية على أساس توضيح معالم الفترة المستقلبية كى تكون البلادج أكثر هدوءا وتأهلا إنتخابات مجلسى الشعب والشورى وبهذا نكون خرجنا من المأزق الذى وضعنا فيه، لأن مرحلة مابعد ثورة 25 يناير يجب أن يكون الشعب هو صاحب القرار الأول والأخير لأن أى دولة بها ثلاث محاور أهمها السلطة والشعب، إذا كان من الأولى أن تكون هذه الفترة الزمنية مخصصة لإعداد دستور حقيقى بعيدا عن فلول الحزب الوطنىحتى نعبر بمصر إلى طريق الأمان لآن مصر مستهدفة بحيث أن هناك قوى خارجية تريد إخراج الثورة المصرية من إبهار العالم وذلك بداية من قيام كونداليزا رايس بوضع مخطط صهيونى إمبريالى هدفه إخراج مصر من المعاهدات الدولية، وأنا أتفق أن المسألة فيها شكل ضبابى.*حسب الجدول الزمنى المقترح لإنتخابات مجلسى الشعب والشورى لم يكتملا قبل شهر مارس والدستور سوف يطلب مدة من الزمن فالبالتاى نتوقع أن إنتخابات الرئاسة لم تنعقد قبل أواخر 2012 وأوائل 2013 ، هل تعتبر ذلك مماطلة من الجلس العسكرى؟- أعتقد أن هناك تسويف زمنى مخطط من خلال الجدول الزمنى لإنتخابات مجلسى الشعب والشورى لحين إعداد الدستور وإنتخابات الرئاسة، من حيث أن كل ذلك لن يتم قبل 2013 إذا لماذا كل ذلك بالرغم من أن البلاد فى حالة من الفوران والغليان، وأنا أرى أنه يجب على المجلس العسكرى تحديد موعد متفق عليه مع القوى والأحزاب السياسية لوضع الدستور الجديد أولا ثم الإنتخابات، وذلك خسية من قفز فصيل سياسى معين على اليلاد فيدخل مصر فى أشياء نحن فى غنى عنها، وهناك لقاءات تتم حاليا للإتفاق على موعد الإنتخابات من حيث إحتمالية إلغائها أو إنعقادها وفى هذه الحالة نقول أننا لم نفعل شيئا، فهناك من يريد إعلان الدستور وآخرون يريدون الإنتخابات ولكن الأفضل وضع دستور جديد أولا ثم الإنتخابات كى نقى مصر من المرحلة القادمة، خاصة أن لو حزب الإخوان المسلمين وحزب الدعوة السلفية وصلو إلى مجلسى الشعب والشورى ستضيع مصر والدستور وأخشى أن يتكرر سيناريو جبهة الإنقاذ الإسلامى التى فازت فى الجزائر تدخل مصر فى حرب أهلية ليس لها نهاية.* من خلال معلوماتك هناك أخبار بأنه تم الإتفاق عبين المجلس العسكرى وبين القوى والأحزاب السياسية. مارأيك؟- بالفعل هناك مايتردد من تسريبات تفيد بأن هناك توافق بين المجلس العسكرى والقوى السياسية على إعادة النظام المستقل والفردى إلى إنتخابات مجلس الشعب وهذا يدخلنا فى دائرة مليئة بالمشاكل مثلما حدث فى إنتخابات عامى 74 و87 وتم حل محلس الشعب، إذا نحن أمام شئ غريب وهو الفعل ورد الفعل، لذلك لا يمكن إجراء إنتخابات حاليا خاصة فى ظل الإنفلات الأمنى والأخلاقى والفوضى التى تمر بهم البلاد، وأنا أخشى على مصر من أن الإنتخابات حاليا لما تسبب من حمامات من الدماء خاصة فى صعيد مصر والعائلات الكبرى بها، إذا كل مايريده أى إنسان مصرى يخشى على بلاده هو أن يتم وضع الدستور أولا ثم إجراء الإنتخابات لبناء دولة قوية حقيقية بعيدا عن الإخوان والسلفين اللذين يشبهون الحزب الوطنى الذى تخلصنا منه مع ثورة 25 يناير.* هل هناك أقاويل بإشتراك جزء من فلول الحزب الوطنى فى الإنتخابات القادمة؟- عندما تسقط رأس نظام مبارك ونجله جمال ومعهم أحمد عز من خلال إقصاء كل القوى السياسية هذا يعنى أنك أسقت رأس النظام لكن مازل جسده متمدد غى جميع أرجاء مصر، وكان من الضرورى على المجلس العسكرى فى هذه المرحلة الإنتقالية أن يتم إستبعاد فلول الحزب الوطنى عن المشاركة السياسية مدة خمس سنوات على الأقل حتى نضمن تطهير البلاد من الفساد، لكن هؤلاء الرجال اليوم دخلوا وقفزوا إلى الحياة السياسية بعد الثورة وتعايشوا معها من خلال مسميات عديد لكثير من الأحزاب المختلفة والأخطر القديمة والجديدة حيث أن هناك أكثر من 80 عضو من الحزب الوطنى إنضموا إلى حزب الوفد، وهذا سبب ترك منى مكرم عبيد حزب الوقد التى إتهمت سيد البدوى رئيس حزب الوفد على تعامله مع الحزب على أنه قطاع خاص، إذا هناك فرصة سانحة لأعضاء الحزب الوطنى الذين مازال لهم نفوذ وسيكون الأغلبية لرأس المال السياسى، وهم جاهزون إنتخابات مجلس الشعب وهذه هى الخطورة على مصر.*من خلال خبرتك الصحفية كصحفى مخضرم فى البرلمان منذ عام 1984 كنت دائما تعلمون على الرأى العام. فمن هو صاحب الرأى العام حاليا؟- الشباب فجميع الفصائل السياسية الشبابية على مستوى مصر، ترفض إجراء إنتخابات مجلسى الشعب والشورى، كما ترفض وجود عناصر الحزب الوطنى، ولكن نتوقف عند أن الشباب صاحب اليد الأولى فى الثورة وهو يعى تمام أن الوضع فى مصر مازال يتعامل بميكانيكية النظام السابق لأنه يفرز عناصر بنفس النمط، والشباب يرفض تطبيق قانون الطوارئ ويريد إستقلال القضاء وتطهير المحليات التى مازالت تعمل بعقلية الحزب الوطنى، وهذه هى الخطورة لأنه إذا أجريت الإنتخابات بنفس النمط ستكون المحصلة القادمة سوداء، وأتنبأ بحدوث شئ ما أو نهاية الثورة وتفريغها من نقاءها وثوريتها لأن المدعيين والثورجيين كثر عددهم هذه الأيام وأعتبر الكثير نفسه جيفارا، كما كثر المفسدين فى مصر خاصة بالمحليات التى تعتنق أفكار الحزب الوطنى.*حل يمكن توقع تعديل نظام وموعد الإنتخابات ويمكن أن ينوى المجلس العسكرى ذلك؟- أنا عن نفسى أتمنى ذلك ونحن نثق فى وطنية المجلس الأعلى للقوات المسلحة بصفته الحامى الحقيقى للشعب والثورة وإسقاط النظام، وننبه المجلس العسكرى أن هناك بعض التيارات التى تريد إدخال مصر فى مستنقع أفغانستان آخر وصومال آخر من فتن وحروب أهلية، لذلك نرجو أخذ قرارات حاسمة، ولا يستمع إلى كلام الإخوان والسلفيين والوفد لأنها ستكون نهاية الثورة، خاصة أن الشعب المصرى فى حالة من الغليان والفوران ولا أحد يعلم ماهى التوقعات الحقيقية لمستقبل مصر السياسى.