اكدالامين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي اهمية الاتفاق الروسي الأمريكي لوقف الأعمال القتالية في سوريا بدءا من يوم غد السبت، معتبرا أنها خطوة هامة لمواصلة عملية المفاوضات في جنيف والبدء بمسار الحل السياسي للأزمة السورية وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2254 وبيان جنيف لعام 2012 وخطة عمل بياني فيينا 1 و2. وقال العربي في كلمته اليوم امام اعمال الدورة الثالثة لمنتدى التعاون العربي- الروسي، المنعقدة في موسكو ، انه منذ بداية الأزمة، تطالب جامعة الدول العربية بحل سياسي سلمي يحفظ وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية، وعلينا أن نعمل جميعا لتحقيق هذا الهدف ووقف شلال الدم والدمار الذي تعاني منه سوريا اليوم. واكد العربي اهمية انعقاد هذه الدورة في موسكو التي شهدت منذ ثلاثة أعوام إطلاق منتدى التعاون العربي الروسي ، موضحا ان العلاقات العربية الروسية بنيت منذ نشأتها على التعاون الوثيق والثقة المتبادلة، حيث كان العالم العربي حاضراً دوماً على الأجندة الروسية، كما كانت روسيا مقصداً للعديد من الدول العربية وداعمة لقضاياها العادلة، وعلى وجه الخصوص القضية الفلسطينية. وحذر العربي من التحديات الخطيرة التي تشهدها المنطقة وفي صدارتها ظاهرة الارهاب معربا عن امله في ان تكون روسيا عونا في الصمود أمام تلك التحديات، واشار في هذا الصدد الى قرار مجلس جامعة الدول العربية المهم في سبتمبر 2014 لمواجهة الإرهاب بشكل شامل وبخطوات جماعية لا يقتصر فقط على الجوانب الأمنية والعسكرية بل تشمل أيضاً النواحي الثقافية والفكرية والإعلامية. وشدد العربي على ان القضية الفلسطينية تظل دائماً القضية المركزية للعرب مثمنا دور روسيا تجاه القضية الفلسطينية واوضح ان الدور الروسي كان مهما في دعم فلسطين واتخاذ سياسة واضحة ترسي قواعد السلام لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية، وتؤسس لقيام دولة فلسطينية طبقاً لقواعد الشرعية الدولية التي تم الاتفاق عليها شريطة أن يتم ذلك ضمن إطار زمني محدد، وهذا تحد كبير علينا أن نواجهه جميعاً.
وعلى صعيد الوضع في ليبيا اكد العربي على دعم حكومة الوفاق الوطني الليبي الجديدة. وبالنسبة لليمن، اعرب عن تأييد المساعي والجهود التي تبذلها الأممالمتحدة وممثلها الخاص إلى اليمن السيد إسماعيل ولد الشيخ أحمد نحو العمل على حل الانقسامات بين الأطراف المتنازعة والدعوة إلى استئناف المشاورات لإيجاد تسوية سياسية والالتزام بوقف العمليات القتالية، وذلك بالاستناد إلى مخرجات مؤتمر الحوار الوطني ومبادرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية وآلياتها التنفيذية. كما اكد العربي على ضرورة وقف التدخلات الإيرانية في الشئون الداخلية،سواء في اليمن أو في الدول العربية كلها. كما شدد على ضرورة إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل، فهذا التحدي لازال قائماً ويعصف بالأمن والاستقرار في المنطقة. وفيما يخص التعاون المشترك ، قال العربي ان العلاقات الاقتصادية العربية الروسية تشهد نمواً كبيراً، إلا أنها لا تزال أقل بكثير مما نطمح إليه، وبما يتناسب مع حجم العلاقات بيننا، فمنذ توقيع مذكرة التعاون عام 2009 كان التبادل التجاري بين الجانبين حوالي 6.1 مليار دولار، ووصل الآن إلى 16.3 مليار دولار عام 2014. وعلى الرغم من تلك الزيادة المطردة في حجم التبادل التجاري، إلا أن روسيا بهذا تحتل المرتبة الأخيرة بين الدول التي تقيم معها جامعة الدول العربية منتديات للتعاون من حيث حجم التبادل التجاري، وهو لا يرقى بالطبع لعمق العلاقات التاريخية والثقافية التي تجمع روسيا بالدول العربية، ولا يعكس دفء العلاقات السياسية. ودعا العربي ، القطاع الخاص، ورجال الأعمال والمستثمرين العرب والروس، إلى مزيد من الانخراط في الجهود التي تقوم بها الحكومات ، من أجل تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري المشترك ، ومزيد من تعميق المصالح المشتركة. واوضح ضرورة تفعيل نشاط مجلس الأعمال العربي الروسي، وكذلك اعتماد وتنفيذ بنود خطة العمل المشتركة للفترة (2016-2018). كما اكد إن التعاون الثقافي والعلمي، يتطلب مزيداً من الاهتمام، ووضعه على سلم الأولويات. واكد العربي مجددا على مقترح مجلس السفراء العرب في موسكو حول تأسيس مركز ثقافي عربي في موسكو يهدف إلى التعريف بالثقافة العربية في المجتمع الروسي، ليكون ركيزة لمزيد من التعاون في المجالات الثقافية والعلمية، ولتعميق أواصر التقارب بين الدول العربية وروسيا. وشدد العربي على ان العلاقات المتينة التي جرى تأسيسها بين العالم العربي وروسيا، يجب ان ترسخ لمزيد من التعاون والتنسيق لمستوى يؤسس لمرحلة جديدة لتعزيز شراكة تجمع المنفعة والمصلحة المتبادلة.