عن أبى هريرة رضى الله عنه، أن رجلا قال للنبى صلى الله عليه وسلم: «أوصنى»، قال) : لا تغضب (، فردّد، قال) : لا تغضب (رواه البخارى. الحديث السابق يدلل على أن الغضب أمر سيئ, حتى إن الرسول الكريم أوصى بالابتعاد عنه. وفى الجهة المقابلة نرى واقعة تجسد الحلم فى أسمى معانيه، وهذه الواقعة حدثت ما بين عبدالله بن الزبير ومعاوية ابن أبى سفيان والرواية تقول: كان لعبدالله بن الزبير رضى الله عنهما مزرعة فى المدينة مجاورة لمزرعة يملكها معاوية بن أبى سفيان، رضى الله عنهما، وفى ذات يوم دخل عمّال مزرعة معاوية إلى مزرعة ابن الزبير فغضب ابن الزبير وكتب لمعاوية فى دمشق وقد كان بينهما عداوة .... من عبدالله ابن الزبير إلى معاوية ((ابن هند آكلة الأكباد)) أما بعد: فإن عمالك دخلوا إلى مزرعتى فمرهم بالخروج منها أو فوالذى لا إله إلا هو ليكوننّ لى معك شأن! فوصلت الرسالة لمعاوية وكان من أحلم الناس فقرأها ثم قال لابنه يزيد: ما رأيك فى ابن الزبير أرسل لى يهددنى؟ فقال له ابنه يزيد: أرسل له جيشاً أوله عنده وآخره عندك يأتيك برأسه.. فقال معاوية: بل خيرٌ من ذلك زكاة وأقرب رحما فكتب رسالة إلى عبدالله بن الزبير يقول فيها من معاوية بن أبى سفيان إلى عبدالله بن الزبير ((ابن أسماء ذات النطاقين)) أما بعد: فوالله لو كانت الدنيا بينى وبينك لسلمتها إليك ولو كانت مزرعتى من المدينة إلى دمشق لدفعتها إليك، فإذا وصلك كتابى هذا فخذ مزرعتى إلى مزرعتك وعمالى إلى عمالك، فإن جنّة الله عرضها السماوات والأرض فلما قرأ ابن الزبير الرسالة بكى حتى بلها بالدموع وسافر إلى معاوية فى دمشق وقبّل رأسه وقال له: لا أعدمك الله حلماً أحلك فى قريش هذا المحل. موقف واحد من مواقف عديدة تؤكد أن الحلم من الأمور المستحبة والمفضلة والتى غالبا ما تأتى بأفضل النتائج, اللين يلين لك الحديد وبالغضب تصبح الأمور أشد تعقيدا وتأزما.. كن حليما ولا تغضب.. المسألة بسيطة أوى.