يستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسى، اليوم الأثنين، سوشما سواراج، وزيرة خارجية الهند، وذلك بمقر رئاسة الجمهورية بقصر الاتحادية، حيث من المقرر بحث العلاقات المشتركة بين البلدين خلال الفترة المقبلة. كما تفتح هذه الزيارة ملف العلاقات المصرية الهندية، المنتظر أن تتصاعد وتقوى خلال هذه المرحلة؛ لأسباب اقتصادية واستراتيجية وسياسية، حيث تأتى زيارة وزيرة خارجية الهند للقاهرة، قبيل زيارة منتظرة للرئيس السيسى إلى العاصمة الهندية، فى إطار جولته الآسيوية التى تتضمن سنغافورةوالصين ودول أخرى، عقب عودته من روسيا، يوم الخميس المقبل. فى البداية أكد الدكتور طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة والجامعة الأمريكية، ورئيس قسم الدراسات الاستراتيجية بالمركز القومى لبحوث الشرق الأوسط، أن الرئيس السيسى كان قد قرر أن يعيد إستئناف جهوده الدبلوماسية الرئاسية بعد نجاح إفتتاح قناة السويس الجديدة، فى إطار استراتيجية السيسى الثابتة، والتى تعتمد على إقامة علاقات خارجية لمصر تتسم بالتوازن بين كل الأطراف، ورسم خريطة للعلاقات المصرية الدولية، تجمع بين الدول الكبرى التى تمثل أقطاب حالية إقليميا وعالميا مثل أمريكا وألمانيا وروسيا، والدول الصاعدة بقوة اقتصاديا وعسكريا وسياسيا، وفى مقدمتها الهند بعد الصين، وكلاهما من المتوقع أن يصبحا أكبر قوتين إقتصاديتين فى العالم خلال السنوات القليلة القادمة. وأضاف رئيس قسم الدراسات الإستراتيجية والإسرائيلية بمركز الشرق الأوسط، إن تعزيز علاقات مصر مع دول مثل روسياوالصينوالهند، لا يأتى فقط بهدف تنمية التعاون خاصة العسكرى والاقتصادى والتكنولوجى مع تلك الدول القوية، ولكن من أجل تحقيق التوازن فى علاقات مصر بين الشرق والغرب. وأضاف أستاذ السياسة الدولية بجامعة القاهرة والجامعة الأمريكية أن السيسى بذلك يرسل رسائل للولايات المتحدة، وخاصة التيارات التى مازالت مناوءه لنظامه داخل إدارة "أوباما"، مفادها أن مصر لم تعد تعتمد على حليف واحد يسيطر على مقدراتها إقتصاديا وعسكريا، وأن الرئيس مازال يصر على تنويع مصادر السلاح من ناحية والاستثمار من ناحية أخرى، موضحا أن القوة العسكرية لا تنفصل عن النمو الاقتصادى، وتحقيق التنمية وزيادة التبادل التجارى تنعكس على العلاقات السياسية بين الدول والعكس صحيح. وفى هذا السياق قال الدكتور جهاد عودة أستاذ العلاقات الدولية بجامعة حلوان، أن هناك منطقة صناعية لوجيستية هندية، لا تقل أهمية عن المنطقة الروسية، ستقام أيضا ضمن محور تنمية قناة السويس، الذى بدأت مصر تنفيذه منذ اليوم التالى لافتتاح القناة الجديدة. وأضاف أستاذ العلاقات الدولية أن مصر حريصة أيضا على الاستفادة من التجربة الهندية، خاصة فى المجالات التكنولوجية والتقنية والعسكرية، حيث لا توجد فرق المشاة الجبلية المهيأة للقتال فى الجبال ودروب الصحراء، إلا فى الجيشين الهندى والباكستانى، موضحا أن مصر اتجهت لتعزيز علاقاتها خاصة العسكرية بباكستان، من خلال تبادل زيارات القادة العسكريين بين القاهرة وإسلام أباد. موضحا أنه من الأهمية أن تخلق توازن فى علاقاتها بين الهند وباكستان؛ حتى لا تبدو منحازة لأى طرف من الطرفين، مشددا على أن الدبلوماسية الناجحة تعتمد على التوازن والتواصل مع كل الأطراف حتى المتناحرة، ولا مانع من لعب دور الوسيط وتقريب وجهات النظر، فى إطار محاولات مصر لاستعادة دورها الإقليمى والدولى. وعلى الصعيد الإقتصادى قال الدكتور عمرو صالح أستاذ الاقتصاد السياسى بجامعة عين شمس، ومستشار البنك الدولى سابقا، أنه من الأهمية أن تتواصل مصر مع الهند قبيل زيارة الرئيس السيسى إلى روسيا؛ لأن أهم تعاون إقتصادى منتظر بين روسيا ومصر هو مساعدة بوتين لمصر فى اكتساب عضوية منظمة "البريكس" التى تجمع كل من روسياوالهندوالصين,والبرازيل, وجنوب افريقيا، مؤكدا أنه على مصر أن تقوى علاقاتها بهذه الدول لتوافق على إنضمامنا إلى المنظمة، لافتا إلى قوة هذه الدول الخمس اقتصاديا وسياسيا. وتوقع الخبير الاقتصادى الدولى أن بدء العمل الفعلى لبنك مجموعة البريكس المركزى فى مدينة شنغهاى الصينية، سيغير وجهة مصر من البنك الدولى وصندوق النقد الدولى إلى هذا البنك الجديد.