لماذا أمر "السيسي" بالإنتهاء من حفر السويس خلال عام ؟ يبدأ المشير عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، اليوم الخميس خلال ساعات قليلة، من افتتاح المجرى الملاحي الموازي لقناة السويس "قناة السويس الجديدة" بحضور عدد من رؤساء وملوك دول العالم، في حفل مصري بهيج ، يحتوي في الصباح على عرض عسكري للقوات الجوية والبحرية، وفي المساء حفل "أوبرا عايدة" وباقة من أجمل أغاني الموسيقار العالمي "عمر خيرت" ليعبر عن أصالة الحضارة المصرية والفن المصري العريق. تحقيق الحلم حيث تم تدشين مشروع حفر قناة موازية للممر الملاحي الحالي بطول 72 كم "قناة السويس الجديدة"؛ لتمكين السفن والناقلات من عبور القناة في كلا الاتجاهين في ذات الوقت، وتلافي المشكلات التى كانت في الماضي من توقف قافلة الشمال لمدة تزيد عن 11 ساعة في منطقة البحيرات المرة، وتقليل زمن رحلة عبور القناة بشكل عام، مما يسهم في زيادة الإيرادات الحالية للقناة. ويؤكد الإنتهاء من حفر قناة السويس الجديدة وتشغيل المجرى الملاحي لقافلة الشمال والجنوب، اليوم الخميس، في خلال عام من بدء الحفر في 6 أغسطس 2014، على كفاءة القوات المسلحة وبراعة العقلية الهندسية المصرية التي أستطاعت أن تحفر في الصخر وتسابق الزمن؛ من أجل الإنتهاء من حفر القناة الجديدة في المدة الزمنية المحددة. ولا نغفل دور وزارة البترول بالمشاركة في تنفيذ نفقين للسيارات ونفق للقطارات أسفل القناة بمنطقة شمال الإسماعيلية؛ وذلك ضمن خطة تشمل تنفيذ 6 أنفاق جديدة تحت قناة السويس للسيارات والقطارات بمنطقتى بورسعيد والإسماعيلية بهدف تنمية منطقة القناة والمحافظات المحيطة بها وربط محافظات الدلتا بسيناء لخدمة مشروع تنمية محور قناة السويس. النمو الإقتصادي مشروع قناة السويس الجديدة يساعد في زيادة دخل هيئة القناة؛ من أجل النهوض بالإقتصاد المصري خلال الفترة القادمة من خلال المساهمة فى تحويل منطقة قناة السويس الى مركز اقتصادى ولوجيستى وتجارى مؤثر فى التجارة العالمية، كما تساهم في تعزيز فرص الإستثمار، بما يتيح فرص عمل كبيرة للشباب، للنهوض بالمستوى الإقتصادي والإجتماعي للشعب المصري. لماذا أمر "السيسي" بالإنتهاء من حفر السويس خلال عام ؟ أمر الرئيس عبد الفتاح السيسي بالإنتهاء من حفر قناة السويس، في خلال عام حتى يؤكد على أهمية البناء والتمنية في زمن قياسي، حتى ينهض بالإقتصاد المصري، ويثبت للعالم أن مصر بلد الأمن والأمان، وأرض خصبة للإستثمار الأجنبي والمحلي. كما يبعث رسالة إلى إسرائيل مفاداها أن مصر قادرة على تحدي الصعاب، بعد أن صدق رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نيتنياهو" في عام 2012، على إقامة خط سكة حديد بطول 350 كيلو متر يربط بين قارة أسيا وأوربا عن طريق ميناء إيلات في البحر الأحمر، وأشدود بالأبيض المتوسط، حتى يؤثر على حركة مرور السفن التجارية في مجرى قناة السويس التي يمر بها 12% من نسبة التجارة العالمية. إسرائيل وخط سكة حديد يربط بين قارة أسيا وأوربا منذ عقود وإسرائيل تحلم بتدشين ممر بري يربط مرفقي ايلات على البحر الأحمر، وأشدود على البحر الأبيض المتوسط ينافس قناة السويس، للتأثير على مكانة مصر الإستراتيجية، حيث يمر عبر القناة ما بين 8% إلي 12% من حجم التجارة العالمية. أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نيتنياهو"، في عام 2012، عن التصديق لاقامة مشروع خط سكة حديد يستخدم في نقل البضائع بين قارة أسيا وأوربا، قائلاً :" دول عظمى مثل الصين والهند ودولاً أخرى ستجد في إسرائيل مصلحة كبيرة؛ لذلك هو مشروع استراتيجي هام ليس لإسرائيل فقط ولكن على مستوى العالم". إسرائيل تستغل انشغال مصر ب"أحداث ثورة 25 يناير" ليس غريب أن تختار إسرائيل هذا التوقيت ومصر تمر ب"أحداث ثورة 25 يناير"، وما مرت بها من أحداث أدت إلى انهيار الإقتصاد المصري وغياب المستثمرين؛ نظراً للوقفات الإحتجاجية التي كانت تحدث وقتها. حيث تريد إسرائيل أن تسوق نفسها للعالم على أنها بلد الأمن ومركز جذب اقتصادي، و تربة خصبة للإستثمار الجيد. الهدف من إقامة خط السكة الحديد والهدف من اقامة خط سكة حديد يربط بين قارة أسيا و أوربا، في خلال ساعتين، هو أن ينقل مركز الثقل إلى إسرائيل، وينافس مصر في أهم مواردها الإستراتيجية؛ ليكون بديلاً لقناة السويس التى كانت في الماضي تقف بها قافلة الشمال لمدة تزيد عن 11 ساعة في منطقة البحيرات المرة، حتى تعبر قافلة الجنوب. تكلفة خط السكة الحديد تكلفة إنشاء خط السكة الحديد قرابة 2 مليار دولار، بطول يزيد عن 350 كم، من ميناء إيلات وحتى أشدود وتل أبيب، مروراً بمدن مركزية مثل "بئر السبع، وديمونة في صحراء النقب"، كما يشمل المشروع إقامة 63 جسراً وشق 5 أنفاق. نهاية المطاف وفي نهاية المطاف سواء نجح مشروع خط السكة الحديد في منافسة قناة السويس أم لا؟، فإنه يطرح ممر تجاري أخر يربط البحر الأحمر بالأبيض المتوسط، ويسعى إلى تهميش دور مصر السياسي والإقتصادي التي تكتسبه من وجود قناة السويس.