تسعى إسرائيل لإنشاء مشروع "إيلات – أسدود" بهدف منافسة قناة السويس على السفن العابرة من البحر الأحمر إلى البحر المتوسط، مدعية أن مشروعها "أكثر أمانًا" من قناة السويس. ومن هنا جاءت فكرة بناء خط سكة حديدى للشحن؛ ليصبح بديلاً للممر المائى المصرى الأهم فى العالم، وهو "قناة السويس"، حيث سيربط هذا المشروع المسافة المقدرة بحوالى 300 كم بين إيلات وأسدود. وقال القبطان عبد العزيز صلاح الدين -خبير النقل البحري- عن ذلك إن مشروع ميناء إيلات أسدود الذي تسعى إسرائيل لإنشائه لا يؤثر إطلاقا على قناة السويس. وأضاف ل "البديل" أن تكلفة هذا الممر الملاحي عالية جدًّا تقدر بالمليارات، ولا يوجد أي جهة تستطيع أن تتحمل تلك التكاليف حتى وإن كان البنك الدولي لا يستطيع تغطية تلك التكلفة. وأردف لكي يبدءوا بهذا المشروع يجب أن يبدءوا بصنع أنابيب، وتلك الأنابيب تبدأ من البحر الأحمر إلى البحر الميت، ولكن تحويلها لممر ملاحي مكلف جدًّا، ولكن ستفيدهم تلك الأنابيب فقط في توليد المياه عن طريق الشلالات المندفعة منها المياه. وتابع أن إسرائيل تحاول تكبير ميناء إيلات لكي يتحول إلى ميناء محوري؛ لكي تفرغ السفن به بضائعها بدلاً من ميناءي دمياطوالسويس. وأضاف "من هنا جاءت لإسرائيل فكرة بناء خط سكة حديدى للشحن ليصبح بديلاً للممر المائى المصرى الأهم فى العالم، وهو قناة السويس، حيث سيربط هذا المشروع المسافة المقدرة بحوالى 300 كم بين إيلات وأشدود، ولكن كل ذلك لن يجدي نفعًا، حيث إن السفينة الواحدة لكي تفرغ بضائعها تحتاج إلى 150 قطارًا، فكم قطارًا ستحتاج السفين الكبرى؟". وأشار إلى أنهم بعدما وجدوا التوسع الذي يحدث في قناة السويس يحاولون استغلال مشروعهم في نقل العتاد الحربي، وهذا ما يليق بتفكيرهم العدواني. ونوه بأنه مع تعميق قناة السويس وتطويرها لن تبقى السفن الكبرى في الانتظار، وبالتالي أصبح لا جدوى من نقل البضائع عن طريق السكة الحديد الإسرائيلية، وبالتالي لا فائدة فيما تكلفته إسرائيل من مبالغ باهظة من أجل إنشاء هذا المشروع. وأضاف أن إسرائيل تحاول فقط التشويش على مشروع قناة السويس ومحاولة إيقافه، إما عن طريق ما أطلقته من شائعات حول أن مشروع القناة سيؤثر على البيئة، وإما بمحاولة إنشاء مشروع ينافس القناة، ولكن ما تفعله لن يجدي نفعًا، حيث لا تستطيع التأثيرعلى أو منافسة قناة السويس بشتى الطرق. ومن جانبه قال وائل قدورة -عضو الفريق الاستشاري لمشروع تنمية محور قناة السويس- "إن إسرائيل وجدت أن تقريبًا 20% من تجارتها تدخل إليها من ميناء أسدود، حيث إن ميناء إيلات ذو إمكانية محدودة لا يمكن عبور تلك البضائع عن طريقه، فكانت بضائعها تعبر عن طريق ميناء السويس وتدفع رسومًا لكي تصل إلى ميناءي حيفا وإيلات. وتابع أنه مع توقع إسرائيل أن بضائعها ستتزداد في القترة المقبلة مع دول شرق آسيا ومشكلة ميناء إيلات المتمثلة في أن واجهته محدودة، فكانت النتيجة هي بداية تفكيرهم في حفر قناة داخل الأرض تنتهي ببئر كبير جدا، وعمل جسر بري يربط إيلات بأسدود وفي نفس التوقيت تعمل توسعات بميناء أسدود. وأردف "واليوم يفكرون في إنشاء خط سكة حديد كهربائي يربط بين إيلات وأسدود بمسافة 300 كم، وسيكون وقت الرحلة بالتقريب ساعتين ونصف. وأكد قدورة ل "البديل" أن هذا المشروع لن يكون بديلاً لقناة السويس، حيث إن البضائع التي مرت من قناة السويس بالتقريب 700 طن وما عبرت عن طريق إسرائيل لا تكمل 10% من هذا الحجم. وأشار إلى أن إسرائيل فقط حاولت إيجاد طريق بديل لها؛ للربط بين البحرين في حال قفل أو تعطيل قناة السويس لأي سبب كان. ونوه بأن إسرائيل تستطيع استخدامه عسكريًّا في نقل الأسلحة عن طريق خط السكة الحديد للدول الصديقة لها.