منذ حضوره قمة كامب ديفيد في الولاياتالمتحدةالأمريكية 14 مايو الماضي، مع قادة دول الخليج والرئيس الأمريكى باراك أوباما، اختفي الشيخ تميم بن حمد، الامير القطري عن الساحة، في موقف غريب يثير العديد من التساؤلات. حالة من الترقب تشهدها قطر، لمعرفة السر خلف هذا الاختفاء، وانقطاع اخباره عن وسائل الإعلام، والتي اعتادت علي أن تفرد له خبرا يوميا في الصفحة الأولي. وفى الوقت الذى اختفى فيه الأمير تميم، يظهر فيه اسم أخيه الأصغر الأمير عبد الله بن حمد حيث تتعمد جميع الصحف الرسميه فى البلاد نشر صورة يوميا له فى الصفحات الأولى، ويزيد الأمر غرابة غياب "تميم" في حفل تسليم الدكتوراة الفخريه للشيخة "موزة" والدته. وانقسم خبراء الشأن السياسي حول هذا الاختفاء المفاجئ، ففي الوقت الذي اعتبره البعض بمثابة مؤشرات علي انقلاب علي "تميم" باعتبار أن قطر هي وكر الانقلابات الرئاسية، اعتبره البعض الآخر أمر طبيعي. قال طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن هناك ثلاثة تيارات في السياسية الداخلية لقطر تنازع الأمير "تميم" صلاحياته ومهامه، ويمثل التيار الأول والده الأمير "حمد" فالبرغم من افساحه للمجال لابنه وترك منصبه بعد تدخلات من الشيخة "موزة" والدة تميم والزوجة الثانية ل"حمد"، إلا أنه مرتبط بصورة أو بأخرى بتطورات الأوضاع في الداخل القطري، ويري هذا التيار أن "تميم" ليست لديه الخبرة الكافية للتعامل مع الأوضاع الداخلية في قطر، مما يستتبع تدخل مباشر منه في إدارة الأوضاع. وأضاف: أن الأمير حمد موجود في السلطة، رغم محاولات ابنه تميم إبعاده من خلال طرح اسمه كأمين عام لجامعة الدول العربية أو توليه أحد المناصب الدولية، وهو ما فشلت فيه قطر. وأوضح فهمي، أن التيار الثاني هو التيار الأصولي في السياسية الداخلية لقطر، ويعتمد علي الصقور من جماعة الإخوان، ولديها توجهات راديكالية لدفع الأمير "تميم" باتباع توجهات أكثر تشددا تجاه ما يجري في العالم وخاصة مصر، وتبني سياسة أكثر تشددا من السياسة الراهنة، وليس مجرد الاحتفاء بوجود بعض قيادات إخوان مصر هناك، ولكن تقديم الدعم لهم في مصر. وأشار إلي أن التيار الثالث، هو التيار المعتدل ويمثله الأمير "تميم" نفسه باعتباره جيل الشباب، الذي يرغب في إدارة قطر ويري أنها قادرة علي أداء دور أفضل في المنطقة إقليميا ودوليا، ويحظى بدعم كبير من الشيوخ وأجهزة الاستخبارات. واستبعد أستاذ العلوم السياسية، أن يكون هناك انقلاب علي "تميم" واعتبره أمر غير وارد، لأنه يسيطر علي أجهزة المخابرات، كما ان أسرة والدته الشيخة "موزة" تسعي إلي بقاء ابنها في السلطة معتمدة علي نفوذ أسرتها، والتي لها دور كبير في السياسة القطرية. ورأي أن الاختفاء لا يعني وجود انقلاب، فهو أمر طبيعي، ومن الوارد أن يقوم "تميم" بإجازة دون الإعلان عن ذلك لاعتبارات أمنية. فى السياق ذاته، قال محمد حسين، أستاذ العلاقات الدولية: إن هناك خبايا وخلافات كثيرة داخل الأسرة الحاكمة لا تظهر علي الساحة الإعلامية، فلديهم قدرة علي إخفائها، وريما يعكس اختفاء "تميم" الخلافات بشكل علني. واعتبر أن حدوث انقلاب علي الأمير القطري، أمر وارد ومعهود في قطر، فسبق أن انقلب تميم نفسه علي والده، لكن ربما يكون اختفائه أمر مؤقت لإجرائه عملية جراحية علي سبيل المثال. وقال أحمد أبو الخير، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن لا يمكن التنبؤ بما يحدث في قطر، ولكن التاريخ القطري مترسخ فيه فكرة الإنقلاب، فأمر طبيعي أن يخلع الابن أبيه والأخ أخيه، وسبق أن حدث ذلك. وأوضح أن اختفاء الأمير "تميم" ربما يعكس غضب الأسرة الحاكمة عليه، وغدم رضائها عن أعماله وتصرفاته، بالتالي انقلبت عليه واختفى من المسرح. وأشار سعيد اللاوندي، أستاذ العلاقات الدولية، أن طول مدة اختفاء تميم تطرح علامات الاستفهام فيما يتعلق بمستقبل إمارة قطر، فليس خافيا علي أحد أن نسبة كبيرة من أبناء الشعب القطري ترفض الأسرة المالكة، لأنها حولت قطر لقاعدة عسكرية أمريكية وبوق دعائي للفكر الأمريكي في الشرق العربي. وأكد أن مستقبل قطر في خطر شديد، ومع غياب تميم يرجح أن يكون الشعب القطري قام بإجراء ضده، والأيام القليلة القادمة سوف تكشف عن ذلك، لافتا إلي أن ظهور الأخ الأصغر لتميم إشارة بالغة بأن الأخ الأصغر قام بانقلاب علي أخيه الأكبر،وهو أمر ليس بالغريب، حيث تعد قطر وكرا للانقلابات الرئاسية.