لا حديث لوكالات الأنباء العالمية إلا عن الفضيحة الأمريكية التى هزت البيت الابيض وكشفت الثوب الداخلى لوكالة الاستخبارات الأمريكية وتبارى كتاب الرأى والمحللين لتفنيد القضية ولم يفت قارعو الطبول فى الصحف اللأمريكية المختلفة الدفاع عن الرئيس الأمريكى وإدارته وبالخصوص أجهزة الاستخبارات. نعود الى أصل الحكاية وإلى لب القصيد التى رفعت الثوب الاستخباراتى الأمريكى إلى فوق الركبتين بكثير وهو ما أعلنه صحفى الاستقصاء الأول فى امريكا والحاصل على العديد من الجوائز فى هذا المجال الصحفى سيمور هيرش فى تحقيقه المصور بجريدة (لندن لفيو) دورية الصدور عن كيفية القبض على أسامة بن لادن قالبا بذلك الحقائق التى أعلنها اوباما عن كيفية الانتهاء من أسطورة بن لادن حيث نشر هيرس فى التحقيق الذى بناه على معلومات من ثلاثة من كبار العاملين السابقين فى الاستخبارات الأمريكية ان بن لادن تم اعتقاله على ايدى المخابرات الباكستانية عام 2006 بعد وشاية من المقربين نظير مبالغ طائلة ووضعوه فى مكان مغلق تحت حراسة مشددة فى الطابق الثالث إلى أن ازداد مرضه وأصبح طريح الفراش ثم رأت المخابرات الباكستانية التخلص منه فباعته للاستخبارات الأمريكية نظير ملايين من الدولارات فتم القبض عليه وإنهاء حياته بعد أن أطلق ثلاثة من المخابرات الأمريكية النيران السريعة عليه لتمزق أوصاله ثم كان السيناريو المعلب الذى صدعت به أمريكا العالم كله. وما إن نشر التحقيق إلا ونفدت الجريدة من الأسواق ووصلت أيدى الموالين لأوباما رجال كل عصر المنتفعين حتى على جثة الحقيقة وسارعوا بتكذيب التحقيق مدعين أنها فبركة صحفية لا تستند على معلومات حقيقية ومشككين فى المصادر الثلاثة مدعين أن مقتل بن لادن نتاج جهد وعمل شاق من الإدارة الأمريكية لا دخل لدولة فيه لكسب أصوات كثيرة لأوباما ليستمر فى فترة الرئاسة الثانية. وتميل الوكالات المحايدة إلى تصديق ما جاء فى التحقيق خاصة أن أمريكا فى عهدى بوش وأوباما اشتهرت بالسيناريوهات المعلبة على كل لون والمعدة سلفا والتى استخدمتها فى غزو العراق وأفغانستان وتمارسها مع القاعدة وداعش واكتوينا العرب بسيناريو الربيع العربى وما أذاعته الوكالات أيضا عن مقتل الرجل الثانى فى داعش والمسئول عن تداول النفط والبترول على أيدى القوات الأمريكية دون تدخل من سوريا .. وما علينا إلا أن ننتظر ما ستسفر عنه الأسابيع القليلة المقبلة.