يكتب من لوس انجلوس السؤال المطروح الآن فى واشنطن: هل فعلا سمحت إدارة أوباما بالإفراج عن معلومات سرية إلى وجهاء ومشاهير هوليوود الذين تربطهم صلات وثيقة بالرئيس أوباما وإدارته لتقديم فيلم عن العملية الانتحارية التى قتل فيها أسامة بن لادن؟ هذا هو السؤال الذى طرحه نائب الكونجرس الأمريكى «بيتر كينج»، ويريد ردا عليه من البيت الأبيض وإدارة الدفاع الأمريكى، التى أعلنت على الفور أنها ستجرى تحقيقا واسعا حول هذه القضية التى تهدد سرية الأمن القومى الأمريكى. وقالت «باتريسيا برينين» نائبة المفتش العام للاستخبارات بالبنتاجون فى تقرير إلى النائب «بيتر كينج»، وأرسله كينج للصحفيين عبر البريد الإليكترونى: «إننا سنقوم على الفور بالتحقيق فى هذا الأمر الهام جدا». وأضاف كينج أن التحقيق سيكون فى مسألة ما إذا كان صناع الفيلم - المخرجة «كاثرين بيجلو» وكاتب السيناريو «مارك بوال» اللذان فازا عام 9002 بجائزتى أوسكار عن فيلم حرب العراق «ذا هيرت لوكر»، قد تمكنا من الحصول على معلومات خاصة حول المهمة التى لا تزال محاطة بالسرية التامة، فى حين أن الصحف والمجلات قد نشرت من قبل تقارير تفصيلية عن الغارة، ولكن لا يزال الكثير منها غير معروف للجميع وغامض وعلى دراية به عدد قليل للغاية فى واشنطن. وكان مقررا للفيلم الذى تنتجه شركة «سونى بيكتشرز» أن يصل إلى دور العرض فى أكتوبرالقادم، فى خضم المعركة الانتخابية لإعادة انتخاب الرئيس أوباما. ولكن هذا قد تم تأجيله الآن إلى ديسمبر، وتقول شركة سونى: نحن ننظر على نطاق واسع للعملية الانتحارية لقتل «بن لادن» بأنه قرار سياسى رائد وناجح لأوباما، الذى أرسل قوات البحرية الأمريكية لقتل زعيم تنظيم القاعدة فى مجمع فى باكستان على الرغم من أن وكالة المخابرات المركزية لم تكن على يقين من أن بن لادن كان هناك» وقد أثار الأمر اهتمام النائب «بيتركينج»، عندما كتب الصحفى «مورين داود» فى صحيفة ''نيويورك تايمز'' أن «صناع الفيلم تمكنوا من الحصول على أعلى مستوى للتفاصيل حول المهمة الأكثر سرية فى التاريخ من الإدارة الأمريكية التى سعت لإلقاء المزيد من الناس فى السجن بتهمة تسريب معلومات سرية أكثر من إدارة الرئيس بوش». وأضاف كينج: «تعجبت كثيرا وأنا أرى هذا الكم الهائل من المراتب العليا فى البيت الأبيض والبنتاجون التى ظهرت فى الآونة الأخيرة، وكانت مفاجأة كبيرة لى ولبعض كبار ضباط الجيش فى مراسم الاحتفال لوكالة المخابرات المركزية لتوزيع نياشين الأبطال بعد العملية الناجحة». «التسريبات التى تلت عملية قتل بن لادن أدت إلى اعتقال عدد كبيرمن الباكستانيين ووضعت أبطال المهمة الانتحارية وعائلاتهم فى خطر»، وقال كينج: «لقد أعرب أفراد لجنة الاستخبارات والعمليات الخاصة فى الكونجرس عن دعمهم الكامل لطلب التحقيق الذى تقدمت به. وأتطلع إلى معرفة جميع تفاصيل التحقيقات والإجراءات التى اتخذت حتى الآن». ويذكر أن المتحدث باسم البيت الأبيض «جاى كارنى» قد علق على تصريحات «بيتركينج» بأن المخرجة «كاثرين بيجلو» وكاتب السيناريو «مارك بوال» قد حصلا على معلومات سرية بأنها إدعاءات «سخيفة» ، ولا صحة لها على الإطلاق. وأضاف «كارنى» للصحفيين «عندما يكون أى من الناس، بمن فيهم أنتم، فى هذه الغرفة، تعمل على كتابة مقالات أو نشر كتب، أوعمل بعض الأفلام الوثائقية التى تشمل الرئيس أوباما، من فضلك اطلب التحدث إلى المسئولين فى الإدارة، ونحن سنبذل قصارى جهدنا للتعاون معكم وتصحيح كافة الوقائع وتزويدكم بالحقائق»، وأضاف: «هذا ليس نهجا جديدا لوسائل الإعلام، نحن فى البيت الأبيض لا نناقش أية معلومات سرية تخص الأمن القومى». وبالإضافة إلى تحقيقات البنتاجون، أعلنت وكالة الاستخبارات المركزية فى رسالة إلى النائب بيتر كينج، أنها قررت صياغة سياسة مكتوبة حول كيفية التعامل مع الطلبات العامة المقدمة من قبل المؤلفين والمخرجين. وعقبت المخرجة «كاثرين بيجلو» حول القضية التى تثير إهتمام السياسيين فى واشنطن الآن: «لقد جاء مشروعنا حول هذا الفيلم بعد مطاردة دامت عشر سنوات ل «بن لادن» فى أعمال ورؤى متنوعة وسيناريوهات كثيرة ولسنوات عديدة، وبفضل جهود جماعية من ثلاث إدارات للبيت الأبيض، للرؤساء كلينتون وبوش وأوباما، فضلا عن استراتيجيات تعاونية وتنفيذية معنا من المسئولين فى وزارة الدفاع ووكالة الاستخبارات المركزية».
وأضافت: «فى الواقع، أن المهمة الخطيرة للعثور على أخطر رجل على رأس قائمة المطلوبين فى العالم تمت على يد أفراد من الجيش والاستخبارات الأمريكية، من الذين عرضوا حياتهم للخطر من أجل تحقيق المصالح القومية لوطنهم بغض النظر عن الانتماء السياسى. كان هذا هو أسمى مشاعر الفخر و الانتصار الأمريكى، البطولية وغير الحزبية، وليس هناك أى رغبة لدينا سوى أن نشير إلى أن هذا الفيلم سوف يمثل ويجسد هذه المشاعر ويعزز ويبرز هذا الانتصار الهائل، وليس لدينا أى خطط أخرى على خلاف ذلك، فليطمئن الجميع».