"لماذا لا تزال أمريكا تقتل الناس خفية بواسطة طائرات بدون طيار"، سؤال طرحه الصحفي الاستقصائي الأمريكي "سيمور هيرش" الذي أكد خلال لقاء تليفزيوني له بألمانيا أن أوباما أكثر ذكاءً وأكثر اطلاعاً من الرئيس جورج بوش، لكن السياسة الخارجية هى نفسها"، موضحاً أن السياسة الخارجية الأمريكية تحتاج لكثير من الإيضاح أو التغيير. فبعد شهادته له بالذكاء لاحقه بالاتهام والكذب، ففي مفاجأة جديدة كشفت حقيقة الإدارة الأمريكية أمام العالم، ووضعتها في مأزق، جاء الصحفي الأمريكي الشهير سيمور هيرش يُكذب الرئيس باراك أوباما ويلاحقه بحقائق حول مقتل "أسامة بن لادن" زعيم تنظيم القاعدة، وتضعه مع أجهزة المخابرات الأمريكية في مأزق كبير أمام العالم.
حيث أكد هيرش، أن أوباما كذب بشأن الدور الباكستاني في "بن لادن" لينسب الفضل كله لنفسه، مفجرا مفاجأة في تحقيق استقصائي مطول نشرته دورية "لندن بوك ريفيو" أن جثة بن لادن لم تلقى في البحر بل دفنت في أفغانستان.
وأوضح أن الباكستانيين هم من قاموا بإحكام السيطرة على بن لادن في مجمع أبوت باد، وأن المخابرات الأمريكية توصلت لمكان ابن لادن بعد معلومات من مسئول من المخابرات الباكستانية، والذي كان يطمع في الحصول على مبلغ 25 مليون دولار كجائزة على الإدلاء بمكانه.
كما كشف أن بعض المسئولين الأمريكيين قاموا بالتفاوض مع نظراءهم الباكستانيين على تنفيذ هذه المهمة في الأراضي الباكستانية، وإنه لم يكن هناك نظاما ليحلل الحامض النووي "دي ان ايه" الخاص ببن لادن، لكنه أصبح جزء من مراحل المفاوضات بعد تنفيذ المهمة.
أضاف أن المخابرات الباكستانية قامت بقطع التيار الكهربائي عن المنطقة التي اختبأ فيها بن لادن، حتى يتأكدوا من نجاح الغارة وتنفيذ المهمة على أكمل وجه، دون تدخل من جانبهم وأن يكون الطيران الأمريكي هو المسئول، مؤكداُ إنه لم يكن هناك تبادل لإطلاق نار سوى للرصاصات التي خرجت لقتل بن لادن، وإنه كان أعزل تماماً، وفي وقت تنفيذ العملية كان بن لادن بعيدا عن تنظيم القاعدة، ولم يكن يديرها.
وأكد أيضاً إنه لم يكن هناك معلومات استخباراتية مهمة في مخبأ "بن لادن"، مشيراً إلى أن تصريحات أوباما ألحقت الضرر بقيادات باكستانية بعد أن كشفت عن التعاون الاستخباراتي بين الدولتين.
وفي استكمال هيرش لتحدي أوباما، جاء التحقيق يصف اناقض الوعود، حيث أن الصحفي أكد أن أوباما أذاع تنفيذ المهمة حتى ينسب الفضل لنفسه بعد مقتل بن لادن بساعات في غارة جوية لطائرة بدون طيار، على الرغم من اتفاقه مع باكستان على عدم نشر الخبر قبل سبعة أيام من تنفيذ المهمة، مؤكداً أن تفاصيل العملية التي أعلنت عنها الولاياتالمتحدة كان بها بعض المبالغة.
وأكد سيمور هيرش، في نهاية تحقيقه أن بن لادن قتل في الثاني من مايو 2011 في مجمع سكني في منطقة ابوت اباد في باكستان بالقرب من الحدود مع أفغانستان.
وأشار إلى أنه نقل الحقائق التي وصل إليها عن مصادر استخباراتية أمريكية وباكستانية ومصادر من البحرية الأمريكية، ليكشف "الكذب المتكرر" الذي مارسه البيت الأبيض ووكالة الاستخبارات الأمريكية، موضحاً أن تسرُع أوباما بنشر الخبر تسبب في فوضى بلوكالة الاستخباراتية وأجبرتهم على خلق قصة مقتل بن لادن المزيفة.
تاريخ هيرش من المعارضة
ولم تكن حقيقة مقتل "بن لادن" هي السابقة الأولى لمعارضة هيرش للإدارة الأمريكية، فهو الذي اكتشف مذبحة "ماي لاي" التي قامت بها القوات الأميركية خلال حرب فيتنام، وهو أول من اكتشف ووصف بالتفصيل ما حدث في سجن أبو غريب بالعراق، من انتهاكات بحق السجناء العراقيين.
من هو سيمور هرش
هو صحفي أمريكي يهودي الديانة عُرف بمعارضته للإدارة الأمريكية أساليبها، عن طريق تحقيقاته الاستقصائية، ولد في شيكاغو لأسرة يهودية عام 1937.
اشتهر هرش، عام 1969 بعد كشفة مذبحة قرية ماي لاي التي قامت بها القوات الأميركية خلال حرب فيتنام، وقد حصل على جائزة بولتزر للصحافة.
في عام 1991 اصدر هيرش كتابة خيار شمشون ، الترسانة النووية الإسرائيلية وسياسة الخارجية الأميركية، وقد ذكر في كتباه ذلك أن نيكولاس ديفيس محرر الشؤون الخارجية في صحفية الديلي ميرور ابلغ السفارة الإسرائيلية في لندن عن مردخاي فعنونو الخبير النووي الإسرائيلي الذي كشف وجود البرنامج النووي الإسرائيلي.