وصف خبراء استراتيجيون زيارة وزير الخارجية سامح شكري الى جيبوتي ضمن جولته الافريقية بأنها مهمة للغاية وجاءت في توقيت بالغ الأهمية نظرا لأن جيبوتي أصبحت بوابة خطيرة للبحر الاحمر على مضيق باب المندب الذي تتهدده مخاطر الحوثيين في اليمن والأوضاع المشتعلة في الصومال . وتأتي زيارة شكري في اعقاب زيارة تاريخية قام بها مؤخرا وزير الخارجية الامريكي جون كيري لجيبوتي والتي تضم القاعدة الأمريكية الأهم في أفريقيا وتنطلق منها الطائرات الأمريكية بدون طيار وأيضا المقاتلات لشن هجمات ضد تنظيم القاعدة والجماعات المتطرفة الأخرى، فضلا عن كونها نقطة عبور رئيسية للأمريكيين الذين يحاولون العودة الى الوطن. وكانت الولاياتالمتحدةالأمريكية قد وقعت على اتفاق مع جيبوتي في عام 2003 لاستخدام المنشآت العسكرية في جيبوتي، ومنها ميناء جيبوتي المتطور والواقع بالقرب من المدخل الجنوبي للبحر الاحمر كقاعدة لحملتها المناهضة للإرهاب في القرن الافريقي. وجددت الولاياتالمتحدة عقد إيجار قاعدة معسكر لمونيه في جيبوتي في الخامس من مايو2014 أثناء زيارة للرئيس الجيبوتي إلى واشنطن، وتضم جيبوتي قاعدة ليمونيه، المقر العسكري الأمريكي في القارة الإفريقية وأكدت مصادر مطلعة ل"النهار" أهمية توثيق العلاقات المصرية الجيبوتية خاصة وأن امريكا تتخذ منها قاعدة للتحكم في القارة الافريقية من جهة فضلا عن شن الهجمات بذريعة محاربة الارهاب في اليمن هو ما يعكس ايضا تهديدا لمضيق باب المندب وممر الملاحة عبر قناة السويس . وكان شكري قد وصل جيبوتي في مستهل جولته الافريقية التي تشمل ايضا أوغندا حيث كان في استقباله في المطار وزير خارجية جيبوتي، والتقي سامح شكري وزير الخارجية برئيس جيبوتي عمر جيلة حيث نقل له رسالة شفهية من الرئيس السيسي الي شقيقه الرئيس جيلة تتعلق بالعلاقات الوطيدة التاريخية التي تربط البلدين الشقيقين وحرص مصر علي مزيد من تطوير العلاقات في المجالات الاقتصادية والسياسية والتجارية والامنية، والتطلع الي مشاركة الرئيس جيلة في قمة التجمعات الاقتصادية الثلاث التي يتعقد في شرم الشيخ يوم 10 يونيو لإقامة منطقة تجارة حرة فيما بينها. وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية بدر عبد العاطي ان الرئيس جيلة طلب نقل تحياته وتقديره لشقيقه الرئيس السيسي والتمنيات له بالتوفيق، وعقب الوزير شكري بتقديم الشكر علي مواقف جيبوتي الداعمة لإرادة الشعب المصري في 30 يونيو واستئناف ممارسة مصر لأنشطتها في الاتحاد الافريقي. وقال المتحدث ان الوزير شكري اكد خلال اللقاء علي اهمية العلاقات مع جيبوتي وتفعيل دور الوكالة المصرية للشراكة من اجل التنمية في جيبوتي لتنفيذ مشروعات تنموية وبرامج بناء القدرات والتدريب والدعم الفني في مختلف القطاعات بما فيها التعليم والصحة والنظر في إمكانية إقامة مستشفي ميداني مصري لتقديم الخدمات الطبية للأشقاء في جيبوتي. واوضح المتحدث ان اللقاء تناول بشكل مستفيض تطورات الاوضاع في اليمن في ظل عمليتي عاصفة الحزم واستعادة الأمل والتطلع الي بدء سريان الهدنة الانسانية والتزام الأطراف المعنية بها. وقد استعرض الرئيس جيلة التحديات التي تواجهها جيبوتي نتيجة التعامل مع تدفق النازحين من اليمن الي جيبوتي. كما جرت مناقشة مطولة لقضية أمن البحر الأحمر وتأمين حرية الملاحة الدولية في منطقة باب المندب والبحر الأحمر آخذا في الاعتبار قرب افتتاح مشروع توسعة قناة السويس باعتبارها شريان التجارة في العالم. وتم التشاور حول الاوضاع السياسية والامنية قي منطقة القرن الافريقي وتنامي ظاهرة الارهاب والتطرف والقرصنة، وبصفة خاصة الوضع في الصومال واهمية الاستمرار في دعم الحكومة الصومالية وتمكينها لمواجهة التنظيمات الارهابية، والتعاون مع الأزهر الشريف في مواجهة الأفكار المتطرفة. و اكد وزير خارجية جيبوتي ترحيب بلاده الكامل باستعادة مصر لمكانتها الاقليمية ودورها الاستراتيجي كمحور للاستقرار في المتطقة، مؤكدا علي اهمية التعاون والتنسيق القائم بين البلدين خاصة وان مصر تمثل البوابة الشمالية للبحر الأحمر في حين ان جيبوتي تمثل البوابة الجنوبية عند مضيق باب المندب.