وعد التحالف الذي تقوده السعودية، الحوثيين وحلفاءهم برد قاسٍ، وشدد على أن "المعادلة اختلفت" بعدما ارتكب الحوثيون "أحد أهم أخطائهم" عندما استهدفوا المدنيين السعوديين. وقالت الشرق الأوسط اللندنية، إن هذا التغيير، تجسد في تكثيف طيران التحالف، مساء أول من أمس، ضرباته على محافظة صعدة التي تعد المعقل الرئيسي لجماعة الحوثي والمنطلق الذي ينفذون منه عملياتهم ضد الأراضي السعودية الحدودية مع اليمن، حسبما أكدت مصادر مطلعة. وقال العميد أحمد عسيري المتحدث باسم قوات التحالف المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، إن منطقتي نجران وجازان السعوديتين، تعرضتا، للأسف، خلال الأيام الثلاثة الماضية، إلى الاعتداء من قبل الميليشيات الحوثية، باستخدام صواريخ "كاتيوشا" وبعض الراجمات، واستهدف مساكن ومزارع، ومدارس ومناطق خدمية، وأحد المستشفيات، حيث اتضح أن معظم الإصابات بين المواطنين والمقيمين، مشيرًا إلى أن "هدف الحوثيين لم يكن عسكريا، وإنما كانوا يستهدفون المواطن السعودي". وشدد عسيري خلال المؤتمر الصحافي في مطار القاعدة الجوية بالرياض، على أن العملية العسكرية كانت في بداياتها تهدف إلى الحفاظ على الشرعية وحماية المواطن اليمني، إلا أن المعادلة اختلفت، وأصبحت تستهدف الحدود السعودية، والمواطن السعودي، وأمن وسلامة المدن السعودية، مؤكدا أن {هذا أمر غير مقبول، وأن أسلوب التعامل سوف يختلف، لأن الحوثيين ارتكبوا أحد أهم أخطائهم باستهداف المواطن السعودي}. وأشار إلى أن قوات دول التحالف، وكذلك القوات المسلحة السعودية، سوف تتخذ الإجراءات الكفيلة بردع عمل الأشخاص الذين خططوا، وكذلك المواقع التي انطلقت منها هذه العمليات الإجرامية، والمدن التي تؤوي قادة من نفذوا العمل وخططوا له، وسيكون الرد عليهم في شدته ومدته، وسوف يستهدف جميع قادة التنظيم ومواقعهم القيادية وتجمعاتهم، ولن يكون عملا محدودا فقط. وذكر المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، أن "سلامة وأمن الحدود السعودية أولوية للقوات المسلحة وقوات التحالف، وهو خط أحمر تم تجاوزه، وسيكون هناك عمل مستقبلي كرد على الحوثيين وحلفائهم، وسينتهي الرد الذي تقوم به قوات التحالف والقوات المسلحة السعودية بانتهاء الأهداف التي تم وضعها من قبل قيادة التحالف السياسية". وأكد أن "قوات التحالف ستستهدف مناطق صعدة وعمران وضواحيها، لأن من قاموا بهذا العمل يتحصنون بهذه المناطق، وعليهم دفع الثمن". في غضون ذلك، استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، أمس، وزير الخارجية الأميركي جون كيري، وأجرى معه محادثات تطرقت إلى القضايا الثنائية والعالمية. وبعد اللقاء، عقد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، ونظيره الأميركي، مؤتمرًا صحافيًا تطرقا فيه إلى الأوضاع في اليمن. وأكد الجبير أن السعودية تفكر في إعلان وقف لإطلاق النار لمدة خمسة أيام في اليمن، للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية، بشرط التزام المتمردين ومن يحالفهم بوقف الأعمال الحربية. أما كيري، فحض المتمردين على التجاوب، وقال: "إننا ندعو جميع الأطراف إلى الموافقة على (اقتراح الهدنة)، وندعو بقوة (الحوثيين) للمضي قدما". وأكد كيري أن الولاياتالمتحدة «قلقة جدا إزاء الوضع على الأرض في اليمن، وندعم بشكل كامل الجهود لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية»، مشيرا إلى أن "المجتمع الدولي والولاياتالمتحدة سيضاعفان الجهود لمنع إمدادات السلاح إلى اليمن بموجب قرار مجلس الأمن".