جاء الإعلان عن القمة التي جمعت قادة قبرص ومصر واليونان، أمس، في العاصمة القبرصيةنيقوسيا، موضحًا التحديات المشتركة التي تواجه الدول الثلاث، وأكد على أهمية التنسيق والتعاون المشترك لتحقيق مصالح البلدين فيما يتعلق بالمجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية والسياحية، بما يعزز السلام والاستقرار والأمن والازدهار. وكانت الدول الثلاث وقَّعت على إعلان سابق في القاهرة في نوفمبر 2014، أكد على الروابط التاريخية والثقافية بينهم، موضحًا أنه يستمد مبادئه من القانون الدولي وميثاق الأممالمتحدة، وتناول خارطة الطريق التي وضعتها القوى السياسية بالتعاون مع القوات المسلحة، وترسيم الحدود البحرية للدول المختلفة، والأوضاع في ليبيا، والإرهاب في العالم. يعتقد الدكتور حسن أبو طالب، أستاذ العلوم السياسية، أن مصر تؤكد على مكانتها من خلال التعاون مع الدول المختلفة وتُوجد آليات مرنة لتحقيق المصالح المشتركة فيما يتعلق بالأمور التي لم تحسم، كتحديد الحدود البحرية لقبرص، موضحًا أن إعلان "نيقوسيا" يساهم في السيطرة على مصادر التوتر بشرق البحر المتوسط، كالقضية الفلسطينية وما يحدث بسوريا والعراق وموقف تركيا السلبي من مواجهة تنظيم "داعش" الإرهابي. أما الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية، يلمح إلى أن القمة الأخيرة جاءت لتعزيز العلاقات بين الدول الثلاث، وأن مصر تولي اهتمامًا كبيرًا بدولتي اليونان وقبرص، لافتًا إلى أن القمة تدعم شرعية 30 يونيو في الدول الأوروبية، معربًا عن تفاؤله بتعاون الدول النشطاء في جنوب البحر المتوسط مع الدول النشطاء في الشمال. ولا يعتقد اللاوندي أن القمة تمثل تحالفًا ضد تركيا، التي تتخذ مواقف معادية لمصر ولها نزاعات مع قبرص حول النفط في المياه الإقليمية، ويتوقع أن تكون نواة لقمة بين دول أكثر في ما يعرف بشرق المتوسط.