ظهرت تركيا في موقف الغائب الحاضر في القمة الثلاثية بين مصر وقبرص واليونان، حيث ربط الكثير من المحللين بين التوتر في العلاقات المصرية التركية والتنسيق مع اليونان التي تعد العدو التاريخي لأنقرة وقبرص التي تتهم تركيا باحتلال جزء من أراضيها.. «الأخبار» استطلعت آراء شيوخ الدبلوماسية المصرية بشأن إعلان القاهرة الذي صدر عن القمة فأكدوا أن تعاون مصر مع اليونان وقبرص هو تجديد لملف قديم وتاريخي في العلاقات المصرية الخارجية، و أضافوا أن الدول الثلاث اتخذت موقفا موحدا ضد الخطر التركي الذي يهدد مصالحهم في منطقة شرق المتوسط. أكد السفير كمال عبد المتعال مساعد وزير الخارجية الأسبق أن القمة التي عقدت بين مصر واليونان وقبرص ناجحة ، معتبرا أنها خطوة كبيرة في مجال الدور الإقليمي لمصر. وأوضح عبد المتعال أن القمة جاءت ردا علي الدور التركي المعادي لمصر ، مضيفا: مصر عندها أنياب وتستطيع أن تدافع عن مصالحها». وأشار عبد المتعال إلي أن القمة أظهرت التقارب بين مواقف الدول الثلاث فيما يتعلق بكثير من المشكلات التي تعاني منها منطقة شرق المتوسط، لافتا إلي أنهم اتخذوا موقفا موحدا ضد الدول التي تريد استخراج البترول من خارج المنطقة وهما تركيا وإسرائيل. رفض السفير فتحي الشاذلي سفير مصر الأسبق في تركيا، الربط بين القمة الثلاثية لمصر واليونان وقبرص، بالتوتر في العلاقات بين القاهرة وأنقرة، ولكنه أشار إلي أن هذا التنسيق الثلاثي قد لا يكون علي هوي القيادة التركية علي حد قوله، إلا أنه رفض اختزال العلاقات التاريخية لمصر مع اليونان وقبرص في مجرد محاولة إزعاج تركيا، مؤكدا أن العلاقات المصرية بين البلدين تمتد لقرون مضت. وقال الشاذلي: «العلاقات مع تركيا ربما كانت في أذهان المشاركين في القمة الثلاثية ولكني لا أحب الربط بين علاقات مصر مع قبرص واليونان وأزمة في علاقاتنا مع تركيا»، مشيرا إلي ان تلك الأزمة تعد «عابرة» في تاريخ العلاقات المصرية التركية. وأشار الشاذلي إلي أن أثينا ونيقوسيا تستطيعان لعب دور في قضايا شرق المتوسط خاصة الأزمة السورية، كما أنهما دولتان عضوان في الاتحاد الأوروبي ومن المهم تدعيم العلاقات معهما، مؤكدا ان الاتحاد لم يفرض عقوبات علي مصر بعد ثورة 30 يونيو، وإنما اتخذ سياسة التباطؤ في التعاون لتقييم مواقفه. ورأي السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية الأسبق أن التعاون مع اليونان وقبرص هو تجديد لملف قديم وتاريخي في العلاقات المصرية الخارجية، في ظل تنويع مصر لعلاقاتها الخارجية بدلا من تركيزها علي أمريكا وغرب أوروبا. وأكد بيومي أن التوتر في علاقات تركيا بالدول الثلاث حاضر في كواليس اللقاءات ويعد رسالة غير مباشرة ضد نظام أردوغان، خاصة في ظل العداء التاريخي بين تركيا واليونان واحتلالها شمال قبرص.. وأضاف أن محاولة مصر تشكيل جبهة لترسيم الحدود البحرية بشرق المتوسط، قد يزعج تركيا، مؤكدا أن إسرائيل لم تتعد حدودها البحرية في التنقيب عن الغاز في المتوسط. وحول الملف الاقتصادي في القمة، أشار بيومي إلي أن اليونان رابع أكبر اقتصاد أوروبي مستثمر في مصر، والقمة الأخيرة ستذلل أي عقبات استثمارية بين الدول الثلاث، كما أشار إلي ان اليونان وقبرص سيكونان الصوت المعبر عن المصالح المصرية داخل الاتحاد الأوروبي، وهو ما يعد استمرارا لسياستهما الداعمة لمصر تاريخيا، حيث كانت اليونان من أكبر الداعمين لتقديم مساعدات أوروبية لمصر خلال السنوات الماضية. وقال السفير ناجي الغطريفي مساعد وزير الخارجية الأسبق إن قضية حقول الغاز في البحر المتوسط هي ما يجمع الدول الثلاث مؤكدا أن القاهرة تريد تنسيق المواقف مع اليونان وقبرص استعدادا للمفاوضات التي ستحدث بشأن الحدود البحرية ومخزون الغاز في المتوسط.