كتبت هبة شعيب ومحمود عثمانأقامت اللجنة الثقافية بنقابة الصحفيين مؤخراً أمسية أدبية لمناقشة وتوقيع كتاب أيام الحرية للكاتب الصحفى محمد الشماع حضرها مجموعة من النقاد والإعلاميين، أدارت الأمسية الإعلامية آمال عويضة وتحدث بها الناقد والروائى زين عبد الهادى دكتور بقسم المعلومات كلية الآداب جامعة حلوان، فى حين تغيبت الفنانة سهير المرشدى عن حضور الأمسية.حيث أوضح الدكتور زين عبد الهادى بأن الكتاب يعتبر رؤية حية لما حدث بالتحرير وهو يعتبر إنجاز رائع لأن الشماع حاول تجميع كل ما شاهده وسمعه فى التحرير خلال أيام ثورة 25 يناير كما أنه لم يكتفى بذلك فقط بل جمع كل ماكتب من مقالات وتقارير بالصحف وأعاد صياغتها كى ينقل للقارئ صورة حية متكاملة عما حدث بالميدان وعن مدى المعاناة التى لاقاها المعتصمون أثناء أيام الثورة، فى حين أعربت الإعلامية آمال عويضة عن إعجابها بالكتاب ولكن أستوقفها طريقة وضع الصور بالكتاب فهى صور عامة تشتت القارئ فكان عليه أن يختار الصور الغريبة التى تفيد القارئ وتوضح له الأمور أكثر ولكن هى ترى أن الكتاب فى مجمله غاية فى الأهمية ويستحق درجة 95% من النجاح.يذكر أن الكتاب صدر عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة، يقع في 224 صفحة ويتضمن أربعة فصول بالإضافة إلى ثلاثة ملاحق، قدم الشماع من خلاله مشاهداته اليومية من ميدان التحرير الذي شهد ولمدة ثمانية عشر يومًا إنتفاضة في الفكر والرؤى السياسية وعقدًا إجتماعيًا جديدًا وضعه الشباب الثائرون بكافة أطيافهم.على الغلاف الخلفي للكتاب؛ نقرأ من مقدمة المؤلفأمضيت ثمانية عشر يومًا في ميدان التحرير؛ أشهد مصر الجديدة التي رسمها الثوار، أشهد بعيني وأسجل أحداثًا سيكتبها التاريخ بحروف من نور، ألمس حراكًا جديدًا، وأستطلع ثورة حقيقية قوامها شباب ظلمه الواقع وشيوخٌ كانوا خير دعمما حدث في ميدان التحرير وكل ميادين مصر هو إنقلاب في المفاهيم، فلم يعد شباب الفيس بوك قوة مهمشة تتجادل في أحقية عمرو دياب بلقب الهضبة أو تامر حسني بلقب نجم الجيل، لم يعد النقاش مقتصرًا على أيهما أحرف أبو تريكة أم شيكابالا، توارت الرسائل الرومانسية والعاطفية، وشكلت حركة 6 أبريل وخالد سعيد وشباب الإخوان والوفد والجبهة الوطنية للتغيير وجدان الشباب الذي ثار، خرجنا لنستنشق رحيق الحرية، إنهار جدار القلق الأمني، وعبر المصريون الخط المنيع المسمى قديمًا الخوف، لم تثبت النظرية الأمنية نجاحها بل أثبتت نظرية الحق في التعبير والإصلاح والتغيير قوتها، فهتف من هتف وصمت من صمتأمضيت أيامًا هي الأهم في حياتي، تحت وابل القنابل المسيلة للدموع والطلقات المطاطية والرصاص الحي أحيانًا، واجهتُ ورصدتُ أعنف مواجهات شهدها الشارع المصري، ويا ليتها مواجهات كلامية وفكرية فقط؛ بل كانت مواجهات بالأيدي والأسلحة والبغال والنوق والخيولشعرتُ بالخوف والقلق على حياتي وحياة من كانوا بجانبي، لكني كنت مطمئنًا لأن مصر تغيرت، نعم هي تتغير الآن وقت كتابتي لهذه السطور، تتغير بسرعة لم نعهدها في العصر الحديث، وعلينا أن ننتظر لنجني ثمار التغيير.يتناول الفصل الأول والذي حمل عنوان ثمانية عشر يومًا أسقطت نظام مبارك تفاصيل ما حدث بين يومي 25 يناير بداية إنطلاق شرارة الثورة، و11 فبراير نهاية حكم مبارك، والتي خرج خلالها المصريون ليستنشقوا رحيق الحرية، بعد إنهيار جدار القلق الأمني، تلك الأيام التي عبر المصريون فيها الخط المنيع المسمى قديمًا الخوف، قدم الشماع في هذا الفصل مشاهدات من ميدان التحرير وغيره من ميادين القاهرة تحت وابل القنابل المسيلة للدموع وطلقات مطاطية ورصاص حي، كان شاهدًا على نجاح شرطة حبيب العادلى في تفريق المتظاهرين يوم 25 يناير بوابل من القنابل وخراطيم المياه والهراوات من الساعة الثانية عشرة ليلاً إلي الساعات الأولى من صباح اليوم الذي تلاه وكان شاهدًا على هروبهم يوم جمعة الغضب 28 يناير، ونزول مدرعات ودبابات القوات المسلحة، هتف الجيش والشعب إيد واحدة، شاهد أخطر المواجهات التي كانت أمام وزارة الداخلية وبالقرب من مديرية أمن القاهرة في سجن الإستئناف، كان شاهدًا على موقعة البغال والنوق والخيول ورصد السلوك الجمعي للمصريين أوقات الشدائد أثناء إشتراكه فيما يسمى باللجان الشعبية التي حرست الأحياء والبيوت وقت إنسحاب قوات الشرطة، جلس وسط الجموع وتناول الأحاديث والنكات والقفشات، تأمل صور الشهداء التي إنتشرت فى أرجاء ميدان التحرير، رصد دخول الباعة بعربات الفيشار والبطاطا وعلب الكشري والغزو الكبير لباعة الأعلام وستيكرات تحمل صور الشهداء، روى ما شاهده من صيدليات ومستشفيات ميدانية، وإمدادات لوجيستية من بطاطين وخيم وحمامات، رصد صلوات للمسلمين والمسيحيين مؤكدًا أن كل هؤلاء صاغوا مجتمعًا صغيرًا هو دولة التحرير.أما فى في الفصل الثاني الخريطة السياسية لميدان التحرير يستعرض المؤلف بالتحليل كل الحركات التي نشأت من رحم ميدان التحرير وربما إنتهت فيه أيضًا، وهي حركات أشبه بتنظيمات علنية إكتسبت علانيتها وشرعيتها من الميدان وليس غيره، مثل إئتلاف شباب الثورة، إتحاد شباب الثورة، مجلس أمناء الثورة، جبهة دعم مطالب الثورة، تحالف ثوار مصر، إئتلاف مصر الحرة، وحركة شباب 25 يناير، وغيرها.وفى الفصل الثالث الشائعات والحرب النفسية فيرصد بالتحليل أهم الشائعات التي واكبت أيام الثورة وما لعبته من دور يبدو مهمًا، فبين الشائعة والحقيقة عاش الشعب المصري خلال فترة ثورة الحرية والكرامة يتخبّط في خوف من شائعة قد تكون حقيقة، ومن حقيقة قد تكون عاقبتها وخيمة، وفي ظلّ هذا الفراغ المرير بين هذا وذاك كان للشائعة أثر إيجابي في هذه الفترة فمنها ما أسعد المواطنين وأدخل البهجة على قلوبهم وزادهم إصرارا في إكمال المشوار، ومنها ما دفعهم إلى الخوف وإغلاق الأبواب، كما أنها أحد أهم وأبرز الأسلحة التي تستخدم في الأزمات، وتم إستخدامها في شكل متعمد من أعداء الثورة فيما يُعرف بالحرب النفسية بأن تنشر بعض وسائلها أنباء حول نقص الأغذية وأن مصر تتعرض لمجاعة خلال شهور طالما إستمرت الإحتجاجات، أو شائعات أخرى أكثر ضراوة مثل قتل عدد كبير من المتظاهرين في التحرير بإستخدام أسلحة نارية، وهى الأمور التي تعمد الإعلام المصري إذاعتها بعد 25 يناير وحتى 11 فبراير يوم تخلى مبارك عن الحكم، كي يثبط من عزيمة الثوار.وكما يعرف أهل الفولكلور المثل الشعبي بأنه خبرة أو موقف مكتوب في جملة بسيطة التناول والألفاظ، فالنكتة أيضًا تلخص رأيًا عميقا في مجموعة جمل ذات طابع كوميدي، ما حدث في ميدان التحرير أيام الثورة إستحق لأن يلخصه الشعب المصري في مجموعة من النكات جاء معظمها سياسيًا معبرًا عما يجيش بداخلهم من آراء سياسية وإجتماعية وتحليلات قد تبدو عميقة أو ساذجة، وهذا ما قصده المؤلف في الفصل الرابع إضحك الثورة تطلع حلوة، فالشعب أسقط النظام في ثمانية عشر يوما وأخرج ما في جعبته من نكات ألفها العقل الجمعي المصري، أضاف فيها من أضاف وحذف منها من حذف لتبقي مأثورا شعبيا تتوارثه الأجيال، وكانت ساحة الفيس بوك مليئة بالنكات مثلما كانت ساحة التحرير، ضحك عليها شباب الثورة من كل أطيافه مثقفين وصحفيين وإخوانا وليبراليين، مسيحيين ومسلمين.الكتاب يحوي ثلاثة ملاحق، الأول لقطات فوتوغرافية جمعها المؤلف من مختلف الوسائط إضافة إلى كاميرته الخاصة، والثاني حمل عنوان صحف من زمن الثورة يستعرض فيه الصفحات الأولى من بعض الصحف القومية والخاصة التي صدرت أيام ثورة يناير، والأخير مجموعة من الخطابات والبيانات التي ألقيت خلال الثمانية عشر يومًا منها خطابات الرئيس السابق مبارك وبيانات القوى السياسية إضافة إلى البيانات الأولى للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، وخطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما تعليقًا على تخلى مبارك عن السلطة