الثورات فى الدنيا لها مقدمات، فالفساد والإفساد والظلم والقهر والفقر واحساس الفرد بأنه غريب فى وطنه وتنتهك حريته ليل نهار، واستخدام الفزاعات البوليسية والعصا الأمنية للترهيب والإرهاب، أهم المعطيات لتفجير الغضب الشعبى داخل الجماهير، فلذلك عندما سقط حاجز الخوف لدى الشعب المصرى والشباب الثائر ذكرنى بسقوط خط بارليف الحصين وجيش إسرائيل الذى لا يقهر الذى لم يصمد أمام الإرادة وتحدى القوات المسلحة والله أكبر التى هزت أركان الدنيا لأن الجيش والشعب كانا يريدان أن يثأرا لكرامتهما ووجودهما وما حدث فى يناير كان بداية الانفجار والطوفان الشعبى الذى هز رأس وأركان النظام، وسقط هذا النظام الهش فى دقائق، ولم يصمد أمام ثورة الغضب من الشعب وكانت منحة السماء التى باركت دعوات المظلومين والمقهورين والشهداء وسقط النظام بكل عناصره وأدواته وليس كل رجاله الذين عاثوا فى الأرض فسادا وإفسادا فالفاسدون زائلون ومصر دائما هى الباقيةولكن هذه الأيام يقفز علينا وعلى الواقع المصرى والمشهد العام مدعون جدد وفاسدون يلبسون قناع الوطنية والثورة والتغيير، وهم أشباه رجال لم تكن لهم ما قبل يناير وما بعدها أى مواقف فى مواجهة الانحراف أو الفساد أو التسيب بل هؤلاء القلة المدسوسة كانوا جزءا لا يتجزأ من الفساد اليومى، واليوم يقفزون ويحاولون أن يتمسحوا بالثورة وأنهم ذهبوا للتحرير، وهم يتاجرون بالمواقف والكلمات ولم نسمع صوتهم من قبل ومن بعدحركات التغيير والمناضلون الحقيقيون والشرفاء من هذا البلد، واجهوا فساد الحكومة والنظام وأحمد عز، لأن عز كان دولة داخل دولة فى وقت كان يملكون فيه كل طرق الإبادة السياسية والاقتصادية ولا أنسى عبدالله الأشعل وممدوح حمزة وأسامة الغزالى حرب وحمدين صباحى ومحمد عبدالعليم داود وعلاء عبدالمنعم وسعد عبود ومحسن راضى وسعد الكتاتنى وحسين إبراهيم وصبحى صالح والدكتور إبراهيم الجعفرى، الذين قدموا استجواب الفساد الشهيرهؤلاء قليلون من كثير فجروا الشرارة الأولى للثورة التى تلقاها الشباب وكانت قضية خالد سعيد هى الطلعة الأولى، والانتخابات البرلمانية هى الزلزال الأول الذى أجهز على كل شىء، وفتح بوابات الصمت الجماهيرى فى كل محافظات مصر لتعلن راية العصيان لهذه المهزلة الانتخابية وبرز الشباب الحقيقى فى السويس الذى ضحى بروحه واستشهد أمام طلقات الأمن، وكذلك فى الإسكندرية وكان ميدان التحرير هو ملتقى الشعب والشباب الذى واجه بصدور عارية الرصاص المطاطى والقنابل المسيلة للدموع، لينتهى المشهد بسقوط النظام وأركانه ولكنْ هؤلاء المأجورون الجدد يريدون أن يهدموا هيبة الدولة والقامات الوطنية الحقيقية، ويلوثوا الرموز فى هذا البلد وهم لايقدرون على المواجهة وأتذكر قول الدكتور محمد البرادعى الذى لعب الدور الحقيقى فى مواجهة النظام، وكان رد الفعل لهؤلاء الشرذمة الجدد الذين يعتبرون وباء على الشخصية المصرية الوطنية أن قاموا بضربه أمام العالم وهو يدلى بصوته فى الإعلان الدستورى، لأنهم فلول من يدفع لهم، بل حاولوا تلويث سمعته وأسرته ولكن البرادعى سيبقى وهؤلاء الفاسدون الجدد زائلون فى مزبلة التاريخ، حتى أسرهم ستنساهم لأنهم نكرات سياسية واجتماعية جاءوا من العشوائيات السياسية ليبحثوا عن دور فى هذا الزخم السياسى الذى تمر به مصر وهؤلاء الكومبارس الذين يجيدون لعب الأدوار فى كل زمان ومكان سيجدون ضالتهم المنشودة فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، فيتمسحون فى الائتلافات الوطنية للشباب والأحزاب الجديدة حتى ينشروا سمومهم وأمراضهم السياسية المستديمة، لأنهم لسبب بسيط يحلّون الحرام ويقاومون الحلال فهم الخطر القادم والتتار الجدد الذين سيعوقون حركات وقافلة الحرية والديمقراطية، لأنهم لقطاء سياسيون يأكلون على كل الموائد السياسية وليس لهم لون ولا طعم ولا هوية سياسية فهم كالمنافقين يريدون أن ينتقموا من الجميع لأن فى قلوبهم حقداً وضغينة وهنا أتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم مع الفارق الكبير جدا، وليس مكانها أو مجالا للمقارنة، ولكن هذا الموقف يعطى دلالة ومؤشراً أن محمد بن عبدالله وهو يوحى إليه من السماء خرج عمه أبو لهب ليقول لخاتم الأنبياء والمرسلين إنك كاذب وساحر وشاعر، فهل بعد ذلك نستبعد أفعال الأقزام الجدد، ونحن نعيد بناء مصر الحرة العربية الإسلامية الإفريقية مصر التى تمصّر غيرها ولا تتمصر؟ ويجب أن يعلم الخائفون والمرتعدون وماسحو الجوخ ومن فى أحضان الشيطان أن الحق يعلو ولا يعلى عليه وأن مصلحة الوطن مقدمة على أى مصلحة شخصية خفية وأن معرفتهم أنهم يقذفون النماذج الوطنية ويثيرون الشائعات والفتن لإضعاف قيمة مصر سيعرضهم للمساءلة المجتمعية والقانونية والربانية لأنهم سيكونوا قنابل شيطانية يقذفها المجتمع والشعب فى وجوههم وشكر الله سعيكم يأيها الفاسدون والأقزام الجدد وعجبى