بعد مرور عدة اشهر من العثور على جثتين بدون رأس بمنطقتين مختلفتين ببولاق الدكرور والهرم في الجيزة بأوقات متقاربة قررت نيابة حوادث جنوبالجيزة الكلية حفظ التحقيقات في القضيتين لعدم التوصل إلى أية أدلة تشير الي هوية القتيلين وعدم التوصل الي اية بلاغات تتفق مواصفاتها مع الجثتين. وعقب ورود تقارير الطب الشرعي حول الجثتين والصفة التشريحية لهما أمر المستشار اسامة حنفي رئيس نيابة حوادث جنوبالجيزة الكلية بقيد القضيتين ضد مجهول وحفظ التحقيقات بهما. وكانت كشفت التحقيقات التي اجراها المستشار احمد ناجي مدير نيابة حوادث جنوبالجيزة الكلية ان الجثتين تبين انهما مقطعتين الي اجزاء سواء نصفين او اكثر والفاصل الزمني بين كل منها تراوح بين 3 اسابيع وشهر وتم ارتكابها بذات الأسلوب في شطر الجثث او تقطيعها لأجزاء صغيرة الحجم ووضعها داخل اكياس قمامة وحقائب جلدية وألقاها في منطقة نائية. وكان قد تم العثور علي الجثة الأولى منذ اكثر من شهرين عندما عثرت الخدمات الامنية علي جثة ملقاة بجوار المتحف الكبير الذي لم يتم افتتاحه بالهرم ، وبمناظرة المستشار أسامة حنفي رئيس نيابة حوادث جنوبالجيزة كشفت أن الجثة مفصولة الرأس ولم يتم العثور عليها في الحقيبة الموجودة بها بقايا أجزاء الجسد، كما تبين ان الجثة يوجد عليها اثار اسمنت مما يرجح ان القاتل حاول اخفائها بدفنها داخل الاسمنت الا انه فشل والقاها في تلك المنطقة المهجورة. وبعد مرور فترة قصيرة علي اكتشاف الجثة فحص احمد ناجي مدير نيابة الحوادث 3 حالات تغيب ابلغت اسرهم عنهم حيث تم أخذ عينة DNA من اسر المتغيبين إلا أن جميعها كانت سلبية ولم يثبت أن الجثة تابعة لأي من الاسر الثلاث فطلبت النيابة تحريات الاجهزة الامنية حول الواقعة للتوصل الي احد المتغيبين الذي يمكن ان يكون تم قتله بهذه الطريقة. والجثة الأخرى عثر عليها بمنطقة بولاق الدكرور عندما تم الاشتباه في حقيبتين أسفل كوبري سقارة وهو ما أثار الذعر خشية ان تحتوي الحقيبتان على قنابل أو عبوات ناسفة فتم استدعاء خبراء المفرقعات دون أن يقترب اي شخص من الحقيبتين وتم فرض كردون امني حولهما حتي حضر خبراء المفرقعات برفقة رجال المباحث العامة. وكشفت التحقيقات الاولية ان ضباط تأمين الطرق والمنافذ اثناء مرورهم لملاحظة الحالة الامنية اشتبهوا في حقيبتين ملقيتين في مطلع كوبري سقارة فتم ابلاغ خبراء المفرقعات خشية وجود قنابل بهما إلا أنه بالفحص تبين العثور على أجزاء آدمية لرجل بالحقيبتين فتم إخطار النيابة العامة للتحقيق ، وانتقل احمد ناجي مدير نيابة حوادث جنوبالجيزة الي موقع العثور علي الاشلاء الآدمية وتبين انها جثة لرجل في العقد الثالث من العمر في حالة تعفن. وأشارت مناظرة الجثة الي حدوث الوفاة منذ مدة تتراوح بين 4 او 5 ايام نظرا لتعفن الجثة بشكل شبة كامل وأسفرت المناظرة أيضا أن الحقيبة الأولي عثر بداخلها علي نصف الجثة عبارة عن جذع الجسد من منطقة الصدر حتى منطقة الحوض وذراعين والحقيبة الأخرى وجد بها الساقين فقط ورأس الجثة مفقود فلم يتم التعرف علي الجثة بالإضافة الي عدم بيان الاصابات بالجثة نظرا لحالة التعفن بها. وامرت النيابة باشراف المستشار اسامة حنفي مدير نيابة جنوبالجيزة بندب خبراء الطب الشرعي لتشريح جثة المجني عليه لبيان سبب الوفاة كما طلبت تحريات اجهزة البحث الجنائي حول الواقعة وفحص بلاغات التغيب للتوصل الي هوية القتيل. إلا أنه مع عدم التوصل لهوية المجني عليهما او الجناة اصدرت النيابة قرارها المتقدم.