مميش: إغلاق باب المندب مستحيل

مع بدء العد التنازلى لافتتاح قناة السويس الجديدة، تتجه أنظار دول العالم كافة إلى مصر انتظارًا لهذا الحدث العظيم، الذى سيحقق للقناة ميزات تنافسية عدة، وزيادة كبيرة فى معدلات الإيرادات السنوية، الأمر الذى سينعكس على إنعاش الاقتصاد وتوفير فرص عمل جديدة للشباب.
وفى هذا الصدد أكد الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس فى حواره مع «الوفد»، أن معدلات الحفر زادت من 770 ألف متر مكعب يوميًا، إلى مليون و0.3 متر مكعب، مشيرًا إلى أنه تم الانتهاء من 88% من أعمال الحفر الجاف، وقال فى الإطار ذاته إن المصريين قادرون على التحدى، وسيتم افتتاح القناة فى الموعد المحدد... وإلى نص الحوار:
ما هى آخر تطورات أعمال الحفر فى القناة الجديدة؟
أعمال الحفر تسير على قدم وساق، ووصل عدد الكراكات التى تقوم بعمليات الحفر إلى 30 كراكة، كما زادت معدلات الحفر من 770 ألف متر مكعب يوميًا، إلى مليون و0.3 متر مكعب، كما أنجزنا 88% من أعمال الحفر الجاف، وأريد أن أطمئن الجميع، المصريون قادرون على التحدى، والعمل يجرى ليلًا ونهارًا، وسيتم افتتاح القناة فى الموعد المحدد بإذن الله.
ما الأهمية التى مثلتها زيارة الرئيس السيسى إلى موقع حفر القناة؟
الرئيس عبدالفتاح السيسى زار المنطقة الغربية والجيش الثانى الميدانى قبل زيارة موقع حفر القناة الجديدة، وهو ما يدلل على إيمانه بمبدأ «يد تبنى ويد تحمل السلاح»، وزيارته إلى موقع الحفر كانت لفتة فى غاية الأهمية من جانبه، حيث أبحر فى القناة الجديدة، وظهرت معالم السعادة جلية على وجهه، ثم تابع بنفسه سير العمل فى المشروع، كما صعد على أحد الكراكات وشاهد العمال وشد على أيديهم، وأصدر الرئيس خلال الزيارة تكليفات جديدة بضرورة تنمية الشركات التابعة للهيئة، وأن تتحول القناة من مجرد مجرى ملاحى، إلى قاطرة للبناء والتنمية.
وما أهم المشروعات التى ستقوم الهيئة بطرحها فى مؤتمر مارس الاقتصادى؟
مشروع تنمية محور قناة السويس يتبع الهيئة حتى هذه اللحظة، حيث رسى العطاء الخاص به على شركة دار الهندسة، ومن المقرر تدشين مشروعات جديدة من داخل هذا المشروع، خصوصًا المشروعات المتعلقة بخدمات وتموين السفن والخدمات البحرية الأخرى، التى تستطيع زيادة دخل القناة وتحويلها إلى منطقة جذب، حيث تضطر معظم السفن إلى تغيير خط سيرها خلال رحلتها للحصول على مثل هذه الخدمات، وإذا قمنا بتوفيرها ستستفيد القناة والسفن العابرة بها أيضًا.
وهل لديكم معيار سيتم الاختيار على أساسه المستثمر سواء الوطنى أو العربى أو الأجنبى للاستثمار فى المشاريع المطروحة؟
نحن لا نمنع أى سفينة من العبور بقناة السويس، وبالتالى لا يمكن أن نمنع أى مستثمر من ضخ أمواله فى مشروعات محور التنمية، طالما أن اقتصادنا سيستفيد وهو أيضًا سيستفيد، لكن الأولوية ستكون للمستثمر الوطنى.
هل تم وضع جدول زمنى للانتهاء من مشروع تنمية محور قناة السويس؟
الرئيس أصدر أمرًا بضغط المدة من 5 إلى 3 سنوات.
هل يمكن اختصار هذه المدة أسوة بأعمال حفر القناة الجديدة؟
مشروع تنمية محور قناة السويس يختلف فى طبيعته عن مشروع القناة الجديد، فبناء مصنع على سبيل المثال، يتطلب مصادر طاقة وعمالة مدربة وإنشاءات، وهو أمر يحتاج بعض الوقت، لكن الرئيس ضغط المدة من 5 إلى 3 سنوات، لأن الاقتصاد لا يتحمل أكثر من ذلك.
ما ملامح إدارة تأمين قناة السويس الجديدة؟
هناك قوة تأمين تم تشكيلها على أعلى مستوى، وتم اختيار عناصرها بدقة، وتدريبهم ودعمهم بأحدث أجهزة الكشف والمراقبة، لمجابهة أى خطر قد تتعرض له أى من السفن العابرة.
هل سيطرة الحوثيين على مقاليد الحكم فى اليمن تهدد حركة الملاحة فى مضيق باب المندب؟
إطلاقًا..فالتجارة العالمية تمر من خلال هذا المضيق، ولا يستطيع أحد إيقاف حركة التجارة العالمية، وأعتقد أن هذا أمر يصعب على أى طرف القيام به.
وما سبب رفضك محاربة القرصنة عند توليك قيادة القوات البحرية؟
رفضت هذا الأمر بشكل قاطع، لأننى كنت أحارب القرصنة داخل حدودى فقط، كما رفضت الانضمام للتحالفات الدولية لمحاربة القرصنة، لأن قرار الانضمام إلى أى تحالف، لا يكون إلا بقرار من الأمم المتحدة، وهو ما لم يحدث، ولو دخلت التحالف الدولى فى حينها، سيجيز هذا الإجراء للدول المشاركة فى التحالف، التدخل فى مصر إذا ظهر أى تهديد فى قناة السويس على سبيل المثال، وهو ما نعتبره تهديدًا للسيادة الوطنية.
هل كانت قنوات جديدة لتظهر فى المنطقة فى حال التأخر فى حفر قناة السويس الجديدة؟
طبعًا، وجميعنا يتردد على مسامعه أسماء قنوات كان يتم التخطيط لحفرها، وكانت ستظهر إذا تأخرنا فى الإعلان عن بدء أعمال حفر القناة الجديدة.
هل يزال هذا الخطر قائمًا؟
لا أحد يقدر على حفر قناة جديدة، ولست معنيًا بأى طرف آخر، لكن دورى يكمن فى حماية قناة السويس من أى ظهور مجرى موازٍ فى أى بلد آخر، كما أن قناة السويس ليست قابلة للمنافسة.
كيف ترى دور القوات المسلحة فى مشروع القناة الجديدة؟
سيدنا إبراهيم عندما دعا لأرض الحجاز، قال «رَبِّ اجْعَلْ هََذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ»، وهنا قدم الأمن على الرزق، فى رسالة واضحة مفادها أنه لا رزق بدون أمن، والقوات المسلحة تتولى مهمة تأمين البلاد، وهذا الدور ظهر بشدة فى الفترة ما بعد ثورة 25 يناير، وساهم فى تحقيق أعلى إيرادات لهيئة قناة السويس فى تاريخها، وذلك خلال عام 2014.