تظاهر اليوم العشرات من مختلف فئات الشعب أمام مقر الامانة العامة للجامعة العربية منددين بترشيح مصر للدكتور مصطفى الفقى لمنصب الأمين العام الجديد للجامعة العربية خلفا للسيد عمرو موسى الذي تنتهي فترة عمله في 15 مايو المقبل .وأبدى المتظاهرون سخطهم ومعارضتهم الشديدة على اختيار الفقي والذي كان يشغل منصب رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشورى المصري ويشغل حاليا نائب رئيس البرلمان العربي ، حيث اعتبره شباب الثورة الذين انضموا للمتظاهرين أنه من فلول نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك و ولا يصلح لأن يمثل مصر في الجامعة العربية .كما انضم للمظاهرة أبناء محافظة البحيرة مسقط رأس الفقي و الذين رفعوا شعارات مناهضة له حيث لم يقدم لهم أي خدمات خلال الانتخابات البرلمانية للدورة 2005 2010 و التي خاضها وشابهها التزوير .وعبر المتظاهرون عن رفضهم القاطع للفقي مؤكدين أن هناك من هو اكفأ منه من الرموز المصرية لنيل هذا المنصب .ووزع شباب الجبهة القومية للعدالة والديموقراطية من الثوار بيانا يدين ترشيح الفقي أمينا عاما للجامعة ذكروا فيه : لم يكن منطقيا أو معقولا أو مقبولا أن ترشح مصر الجديدة التي مازالت تعيش في جلبابها الثوري شخصا مثل الدكتور مصطفى الفقي لمنصب الأمين العام للجامعة العربية حيث أنه يشكل اعادة تصدير نفس الوجوه البائدة التي كثيرا ما نافقت وانبطحت وانكسرت أمام الرئيس المخلوع مبارك ونظامه الفاسد الى المشهد العربي باعتباره واجهة مشرفة مما يعني أن مصر لم تتغير .وأضاف البيان : انه من المعروف للجميع أن الفقي الذي ترشحه مصر لهذا المنصب الرفيع دخل مجلس الشعب بالتزوير ، وشهدت المستشارة نهى الزيني على حجم التزوير الذي حدث في دائرته ، لكنه لم يكترث ووافق على أن يكون نائبا مزورا .ولفت البيان الى ان الفقي هو نفس الشخص الذي يقبل بأن أي رئيس قادم لمصر يجب أن يحصل على موافقة الولاياتالمتحدةالامريكية وعدم اعتراض اسرائيل اولا ، وهو ما يعني انه يقبل بوضع سدة السلطة السياسية في مصر تحت التصرف الامريكي الاسرائيلي ، وهو الشخص الذي عمل عرابا للنظام السابق عشرات السنين ، وكان يستميت في الدفاع عن مبارك حتى آخر لحظة ، ووصفه بأنه ليس بن علي ، وانه شجاع ومقدام ، وذلك قبل نجاح الثورة بأيام قليلة .وحينما نجحت الثورة تنكر لمواقفه السابقة وقفز على المشهد وراح يوجه للنظام البائد سهام النقد والتقريع مع انه كان يسبح بحمده قبلها بساعات .وقال ممثلو الجبهة في بيانهم : ان الفقي من الاشخاص التي تلعب على كل الحبال ، وبعد خروجه من وزارة الخارجية اعترف في اكثر من حوار صحفي انه ينتظر امام اسانسير النظام دون أن يتوقف عنده المصعد ، كما يعرف عنه ارتكابه فسادا اداريا وسياسيا حينما كان رئيسا للجنة الامتحانات الشفوية بالسلك الدبلوماسي حيث كان يوافق على نجاح فتيان وفتيات والحاقهم بالخارجية لاسباب خاصة ، لذلك اعربت الجبهة عن رفضها بشكل قطعي ترشيح مصر لمثل هذا الشخص الذي يقبل مقدما بالفساد والخضوع لاسرائيل لنيل منصب الامين العام للجامعة العربية ، وترى الجبهة ان هذا الترشيح لا يليق بمصر في اللحظة الراهنة ولا يخدم الوضع العربي بحال من الاحوال .وأكدت الجبهة ان مصر مليئة بالكفاءات السياسية التي تشرفها في الداخل والخارج ، وكان من الممكن اختيارها لهذا المنصب المهم .واضاف بيان الجبهة : ان ترشيح الفقي لهذا المنصب يعني أن النظام الانتقالي لا يزال يعامل الملف العربي على انه ملف ثانوي وشكلي في الوقت الذي يجب على مصر أن تعمل على استقلال المنطقة العربية وتفعيل العمل المشترك حتى نستطيع جميعا مواجهة المخاطر الراهنة.