تناولت السينما صورة الفيلسوف، بأشكال وأنماط عديدة، ولكن اغلب الصور الدرامية التى عبرت عن تلك الشخصية، كانت بشكل ساخر، فكان فى "فوزية البرجوازية" مثلا منعزلاعن الواقع الذى يعيش فيه. واذا تطرقنا للاعمال الفنية التى تناولت تلك الشخصية المركبة، شخصية "الفيلسوف"، في ذكري إعدام "سقراط"، سنجد الشاشة قدمته مكافحا فى فيلم "عصفور من الشرق" و"قاهر الظلام". ومظلوما في "احنا بتوع الاتوبيس" و"الكرنك" و"البريء". ومناضلا فى "ميرامار". كما ظهر يائسا من حياته فى "ثرثرة فوق النيل" و"القاهرة 30" و"اذكريني" و"الرباط المقدس" و"بين الأطلال". وشخص وطنى يواجه تطرف الارهاب الغاشم كما رأيناه فى "المشاغبات والكابتن" و"الارهابي". كما انه ظهر كوميديان احيانا كما جاء فى فيلمي "الزواج على الطريقة الحديثة" و"خلي بالك من زوزو" و"على بيه مظهر". "الكلابشات": وهو بطولة سعيد صالح وسماح أنور وسمير صبري وعلاء ولي الدين محمد الصاوي، ومن تأليف براء الخطيب واخراج أحمد صقر. ويدور حول "فايد" استاذ فلسفة يقبض عليه ظلما بتهمة الحصول على ماكينة تزوير دولارات تعود ملكيتها الى أخيه الذي يعيش معه، ويتعرف في السجن على "خليفة" ويقرر الهروب معه والبحث عن براءته. الفليسوف العربي فى "المصير": ويتناول الفيلم قصة حياة الفيلسوف العربى ابن رشد، وهو بطولة نور الشريف ومحمود حميدة وليلى علوى وخالد النبوى وإخراج يوسف شاهين. وتدور قصته حول الصراع الذى دار بين التوجه الفكرى العقلانى المتمثّل فى "ابن رشد" الذى ينادى بالاجتهاد وإعمال العقل، وبين التوجهه الفكرى النصوصى المحافظ المتمثّل فى الشيخ رياض، والذى يدعو إلى التمثّل بالسلف وحسب، وينتهى هذا الصراع بإحراق كتب ابن رشد. الطفل الفليسوف فى "العفاريت": ونجد فى هذا الفيلم شخصية الطفل الفذ، والذى جسده "احمد عقل"، والذى دائما يطلقون عليه فى الاحداث سقراط "فليسوف الغابرة"، وذلك فى اشارة الى ذكائه، وهذا الفيلم بطولة مديحة كامل وعمرو دياب وحمدى الوزير ونعيمة الصغير وعماد محرم، ومن تأليف ماجدة خير الله، واخراج حسام الدين مصطفى. وتدور احداثه حول المطرب الشاب الذى يكتشف فتاة صغيرة تتمتع بموهبة فنية، فتروى له عن العصابة التى تستغلها هى ومجموعة من الاطفال فى السرقة وتوزيع المخدرات. "قلب الليل": قدم الفنان نور الشريف شخصية "جعفر" الشاب المثقف الغارق في هموم الفلسفة، وعندما يعجز عن إيجاد حلول لمشاكل البشر، يقرر اعتزال الحياة العامة، ويعكف على تأليف كتاب يحمل نظريته الخاصة فى السياسة والفكر والأدب، ويتضح أن محتويات الكتاب مجرد هواجس وأفكار مشوشة، يواجه أحد الأصدقاء جعفر برأيه فى كتابه ونظريته، ويثور عليه ويقتله، ويدخل السجن ليقضى بقية سنوات عمره بتهمة القتل، يخرج من السجن فى حالة جنون مطلق، ويسير فى شوارع القاهرة المعاصرة يهذى بكلمات غير مفهومة تعكس مدى خراب نفسه وارتباك عقله. "فوزية البرجوازية": ظهر الفنان صلاح السعدني فى دور "عبد الواحد" المفكر الفليسوف الذى يعيش فى منطقة يقطنها اطياف مختلفة كثيرا، ويستعرض الفيلم بطريقة ساخرة العلاقة بين ذوى الانتماءات السياسية فى اطار كوميدى ما بين اهل منطقة سكنية واحدة. "البيضة والحجر": نجد "احمد زكى" يجسد دور "مستطاع" مدرس فلسفة، الذى يقوم بالسكن فى غرفة فوق السطوح بحي شعبي، حيث يطرد من عمله بسبب فلسفته بين تلاميذه، الامر الذى يعرضه للتحقيق، واتهامه بالقيام بنشاطات سياسية مما اضطره لاحتراف مهنة الدجل والشعوذة مستغلا في ذلك ذكاءه العقلي وجهل المجتمع حتى اصبح رجلا معروفا وثريا من خلال نصبه على كثير من الناس.