«الست الأصيلة لا تتزوج بعد موت زوجها، وتبيع ترمس حتى تربي أبناءها»، ليس كلام أساطير قديمه، يتوارثه الأجيال بسخرية، إنما واقع تعيشه سيدة مصرية في أقصى صعيد مصر. قسوة الحياة، غياب الرجل، شعورها بأنها المنقذ، والعائل الوحيد لابنتها «هدي»، دفعها إلى التخلي عن أبسط حقوقها كإمرأة، الإضطرار للعمل في ظروف لا تليق بالسيدات، دفعها إلى التغلب عليه بالتنكر في زي الرجل. قصة كفاح مستمرة منذ ما يقرب من 40 عاماً، خلدتها الحاجه «صيصه أبودوح»، كإمرأة من محافظة الأقصر بصعيد مصر، تقاليد وأعراف تنظر للمرأة البيت ستره للمرأة، تحدت هي تقاليد مجتمعها، ونجحت في قتلها. إيمانها بأن المرأة الأصليه لا تتزوج بعد وفاة زوجها، حتى لو اضطرتها الظروف لأن تتخلى عن فطرتها كأنثة وتتنكر في زي الرجال، تقول الحاجة «صيصة»، في روايتها لقصة كفاحها خلال لقاءه مع الإعلامية منى الشاذلي في برنامج«معكم» :«الست الأصيلة لا تتزوج بعد موت زوجها، وتبيع ترمس حتى تربي أبناءها، وتكون أكثر من رجل بين الرجال، ولو كانت ابنتي رجلاً لما فعلت هذا، ولكنها فتاة ولو لم أفعل هذا لما راعاها أحد». تبكي من ترحيب وتقدير الجمهورلها، ويزداد تقدير الجمهورلها ألف مره، لفخرها بقصة كفاحها، تروي دون خجل، بأنها تنكرت في ملابس الرجال لما يزيد عن 40 عاما بعد وفاة زوجها. دفعتها الظروف والفقر للعمل في أعمال لا تناسب المرأة، حرصها على تربية ابنتها الوحيدة وسمعتها، أجبرها على التعود على ملابس الرجال، ولما لا؟!، وهي التي عملت في «الفاعل»، ومسح الأحذية. تحمد الله، على تربيتها لإبنتها والحفاظ عليها، تعتز بنفسها رغم الفقر«لو لم تكن الجلابية الخاصة بي مكوية لا ألبسها» زاهدة في الدنيا، لا تلقي لها بال، تحمد الله كثيراً على ذهابها لبيت الله الحرام وزيارة وقبر الرسول مرتين، استطاعت بمساعدة أهل الخير قضاء«العمرة» مرتين. و لأن الحياة علمتها الكثير، ولانها لم ترتدي ملابس سيدات إلا لزيارة الكعبة، توصي ابنتها الوحيدة بأن تلبس كل جميل بعد وفاتها ولا تحزن عليها