مثّل عام 2014 عودة حكم "الرجل القوي" في مصر وليبيا وتونس، وهي ثلاث دول أزاحت ثلاث حكام ديكتاتوريين منذ أربعة سنوات، بحسب صحيفة "جارديان" البريطانية. وذكرت الصحيفة أن عودة هذا الحكم كان جليا في مصر، بانتخاب المشير عبدالفتاح السيسي رئيسا للجمهورية، بعد عشرة أشهر من إزاحة الرئيس الإسلامي محمد مرسي الذي لم يحظ بشعبية، موضحة أن السيسي لديه جمهور ناخبين أرهقته الإضرابات التي تلت الثورة، مضيفة أن الإعلام صور دعم السيسي كواجب وطني. وقالت الصحيفة إن الانتخابات جاءت في وقت يستمر فيه قمع المعارضة، وإن السيسي لديه سيطرة تنفيذية كاملة بعد فوزه بالرئاسة في ظل عدم وجود برلمان، استخدمها لإعلان قرارات إدارية مفاجئة مثل خفض الدعم على الوقود وتوسيع قناة السويس، إضافة لدعم الجهاز الأمني. وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش المصري سيطر على مساحات عامة بقرار جمهوري، منها شوارع وجامعات، وأن جمعيات حقوق الإنسان يجب أن تخضع لسيطرة الدولة على تمويلها وأنشطتها وإلا أغلقتها الدولة، كما أشارت لسجن 16 ألف شخص على الأقل في ال18 شهر الماضية. ولفتت الجارديان إلى أن "السلطوية" لها مؤيديها ضمن الشعب، خوفا من التعصب الديني الذي "مزق دولا عربية أخرى"، وبسبب جماعة أنصار بيت المقدس التي بايعت تنظيم داعش في نوفمبر الماضي، الأمر الذي وصل حد إعلان 17 من رؤساء تحرير الصحف القومية والخاصة التوقف عن انتقاد الدولة. وقالت الجارديان إن مثل هجمات أنصار بيت المقدس هي ما يجعل قادة الدول يعاملون السيسي مثل مبارك، كحليف مهم في الحرب على التطرف في المنطقة. أما في الجارة ليبيا، فكان صعود الرجل القوي أقل نجاحا، وهو اللواء خليفة حفتر، الذي قاتل مع وضد القذافي. وأعلن حفتر في مايو الماضي عن طموحه في الوصول للرئاسة، متعهدا بتخليص ليبيا من الإسلاميين الذين سعوا للظهور في ظل سهولة الحصول على السلاح وضعف في أجهزة الدولة، ما يمكن مقارنته بحملة السيسي على الإسلاميين في مصر. وقالت الصحيفة إن هناك حكومتين تنقسم بينهما ليبيا نتيجة عدم اعتراف الإسلاميين بالحكومة التي فازت في الانتخابات التي جرت في يونيو الماضي، لتصبح الحكومة التي شكلها الفائزون في مدينة طبرق، والأخرى مسيطرة على العاصمة طرابلس. أما في تونس، فإن مفاهيم التعددية والتوافق أفضل حالا، بمواجهة العلمانيين والإسلاميين في الانتخابات السلمية التي فاز فيها حزب نداء تونس على حزب النهضة. ومؤخرا فاز رمز النظام القديم الباجي قائد السبسي ذو ال88 عاما بالرئاسة، في ظل تمني معارضيه بأن يكون التشابه بين اسمه واسم الرئيس المصري السيسي أقرب ما يكونا لبعضهما البعض.