قالت صحيفة (جارديان) البريطانية إن الدول الثلاث التي أطاحت بثلاثة طغاة منذ ما يقرب من 4 سنوات، تميزت في عام 2014 بعودة مفهوم "قيادة الرجل القوي" متمثلة في "السيسي"، "حفتر"، و"السبسي". جاء ذلك تحت عنوان "قيادة الرجل القوي تعود في مصر وليبيا وتونس"، حيث استهلت الصحيفة تقريرها بمصر، التي تؤكد أن قيادة الرجل القوي أصبحت أكثر وضوحاً في ظل انتخاب الرئيس "عبدالفتاح السيسي"، الذي حاز على دعم قوي، مع عدم وجود برلمان حتى الآن، فإن ذلك جعله يُحكم سيطرته وزمام أمور السلطة في البلاد واتخاذ القرارات الإدارية المفاجئة والحاسمة، كخفض دعم الوقود، ومشروع قناة السويس. إضافة إلى ذلك، فإن حرب السيسي على الإرهاب في سيناء، عقب هجمات المتطرفين على الجنود المصريين، خصوصاً تلك التي راح ضحيتها 30 جندياً في نوفمبر الماضي، فإن كل ذلك أعاد تأهيل "السيسي" على الساحة الدولية، وأصبح زعماء أكثر الدول الأجنبية يتعاملون مع السيسي ك"حليف" أساسي في الحرب ضد الإرهاب والتطرف في المنطقة. انتقلت الصحيفة إلى ليبيا، التي ترنحت بين الميليشيات الإسلامية وقوات الجنرال "خليفة حفتر"، الذي شبه البعض حملته بصعود الرئيس "السيسي" نظرا لتعهده بتخليص ليبيا من المتطرفين الإسلاميين، مما دفعه لجمع ميليشياته الخاصة، وأطلق حملة ضد الجهاديين في بنغازي، وكذلك الجماعات المتطرفة وبعض السياسيين. وتصاعدت وتيرة الحرب في يونيو بعد أن جلبت الانتخابات البرلمانية خسائر كبيرة للأحزاب الإسلامية في ليبيا، والمكاسب للسياسيين المتحالفين مع حفتر، الذين تمكنوا من تشكيل الحكومة، ومن ثم قامت الميليشيات الاسلامية وحلفاؤها في طرابلس بالتصعيد ضد حلفاء حفتر، ونجحوا في ترحيل الحكومة الجديدة لفرض سيطرتها على شرق مدينة طبرق، بينما سيطر خصومهم على العاصمة وشكلوا مجلس وزراء منافساً. وأضافت الصحيفة قائلة: بعد ستة أشهر، ليبيا لا تزال لديها حكومتان متنافستان، وحالة من الجمود بين الشرق والغرب، فأحبطت محاولات الاممالمتحدة التوصل إلى اتفاق سلام بحلول ظهور حرب بالوكالة بين القوى الإقليمية المتنافسة، فمصر والإمارات يقفان مع حركة حفتر ويزودانه بالسلاح، بينما توفر قطر وتركيا وفصائل أخرى في الغرب التمويل والأسلحة للإسلاميين. وختمت الصحيفة تقريرها بتونس قائلة: منذ مايو وتحافظ البلاد على إيقاد شعلة الديمقراطية بالانتخابات البرلمانية السلمية، فأصبحت مفاهيم التعددية والتسوية بحال أفضل بكثير في تونس، فخرج العلمانيون وجها لوجه مع الإسلاميين، وفاز العلمانيون في النهاية بفارق ضئيل من خلال حزب "نداء تونس" على "النهضة" الإسلامي، وكذلك فاز زعيم نداء تونس البالغ من العمر 88 عاما "الباجي قائد السبسي"، وزير الخارجية في عهد ما قبل عام 2011، بالرئاسة.