" في مصر وتونس وليبيا، الدول الثلاث التي أسقطت 3 أنظمة ديكتاتورية منذ قرابة أربعة أعوام، يشير العام الحالي داخل تلك الدول لعودة مفهوم الديكتاتورية" .. بهذه الكلمات استهل الكاتب البريطاني ومراسل صحيفة الجارديان البريطانية بالقاهرة (باتريك كينجسلي) مقاله اليوم الخميس، مشيرًا إلى أن مصر كانت الأكثر وضوحًا في عودة مفهوم الديكتاتور، فالقائد السابق للجيش عبدالفتاح السيسي وصل للسلطة بعد الانقلاب على الرئيس المنتخب د. محمد مرسي.وأوضح كينجسلي، في تقريره ، أنه في عدم وجود برلمان، بات السيسي يسيطر بشكل كامل على السلطة التنفيذية وبالفعل فقد استغلها لاتخاذ قرارات إدارية مفاجئة مثل خفض الدعم على الوقود وتقوية جهاز الأمن، وبعد صدور مرسوم رئاسي في خريف هذا العام، أصبح الجيش يملك الولاية القضائية على نطاق واسع من الممتلكات العامة مثل الطرق والجامعات والمنشآت الحكومية. وأضاف أن مصر شهدت إلزام جماعات حقوق الإنسان بإخضاع أنشطتها ومصادر تمويلها لرقابة الدولة أو أن تواجه الإغلاق، يضاف إلى ذلك حبس أكثر من 16 ألف شخص على مدار الأشهر ال 18 الماضية بتهم مسيسة وتقديم المئات منهم لمحاكمات جماعية، وحتى يكتمل تجسيد الصورة القاتمة، تمت تبرئة الديكتاتور حسني مبارك والذي تمت الإطاحة به في عام 2011، في نوفمبر الماضي من التهم الموجهة ضده في أعقاب خلعه. وتابع مراسل الجارديان: إذا انتقلنا إلى الجارة ليبيا، ففي 2014 شهدت ليبيا ظهور رجل آخر يبدو وأنه يرسخ لمفهوم الديكتاتورية لكنه حقق نتائج أقل نجاحا من نظيره المصري وهو اللواء خليفة حفتر والمدعوم من الإمارات ومصر المناهضتين للإسلاميين. وإذا عبرنا الحدود لنصل إلى تونس، فإن مفهومي التعديدية والحلول التوافقية حققا نجاحا بشكل أكبر، فشهدت الانتخابات تنافسا بين الإسلاميين والعلمانيين خلال الانتخابات البرلمانية "السلمية" التي شهدت ظهور تحالف علماني قاده حزب "نداء تونس"، الذي فاز بأغلبية ضئيلة على التكتل الإسلامي بقيادة حركة "النهضة"، لكن جاءت الانتخابات الرئاسية بعكس ما كان متوقعا، فقد فاز برئاسة تونس أحد رموز النظام السابق وهو الباجي قائد السبسي زعيم حزب نداء تونس، ووزير الخارجية السابق قبل عام 2011.