كتبت: نورهان عبداللهصرح وزير الثقافة عماد أبو غازي عن كافة ماطرح حول الخطة المستقبلية لوزارة الثقافة في نشر الوعى الثقافي والنهوض بالطبقات العشوائية قائلاً أن الدور لم يقتصر على وزارة الثقافة فقط بل أن للمجتمع المدني دور كبير في نشر ذلك الوعى,مؤكداً أن دور الثقافة محجوب لكنه قائم على المجتمع المدني وسيتحقق عند وجود علاقة بين الثقافة والتعليم والثقافة وباقي الأنظمة الاخرى , وأضاف أن التمسك بالقيم والاخلاق وعلى الأنظمة السياسية احترام مبدأ التعددية وحقوق الإنسان ومبادئ العدالة والديمقراطية .فخلال اللقاء الذي عقدته مكتبة أ فرع المرغني مساء الاحد و بحضور كلاً من عماد أبو غازي و الكاتبة بسمة عبد العزيز طبيبة نفسية ومؤلفة كتاب إغراءات السلطة المطلقة الصادر عن دار صفصافة للنشر في طبعته الأولى , وبهى الدين مدير مركز القاهرة للدراسات وحقوق الإنسان , ود.نفين أستاذ العلوم السياسية , وعماد العادلي المسئول الثقافي بالمكتبة , أكد فيه أبو غازي أن سبب الدفاع عن أهمية دور الدولة في نشر الثقافة ليس بتوجيه ثقافة المجتمع إنما في سبيل إتاحة فرصة للمجتمع في المشاركة الثقافية .وفي سياق آخر حول كتاب اغراءات السلطة المطلقة للكاتبة بسمة عبد العزيز قال أبو غازي : تحاول الكاتبة بسمة عبد العزيز في كتابها أن ترصد علاقة الشرطة بالمواطن من خلال نصوص تاريخية قديمة وحديثة ,فأنا على معرفة بالكاتبة منذ القدم , وقد استشرتني في بعض الوثائق بإعتباري باحث فيها وفي التاريخ .لم تقف الكاتبة عند هذا الحد بل رصدت بعض الحالات في التاريخ المصري القديم ودور الشرطة الإيجابي في الدفاع عن حقوق المصريين ,وكيف تم اختلاف دور هذا الجهاز في القمع إبان وجود الغزاه والاجانب على مصر .وأثنى أبو غازي على جرأة الكاتبة في كتابها اغراءات السلطة المطلقة والتي كشفت عن دور الشرطة منذ بدايتها قديماً وماتميزت به حتى عام 2010 ,فأظهرت العنف الجسدي والسجون والمعتقلات التي مرت بها تلك الفترة الحديثة ,كذلك فكرة المقارنة بين العصر والآخر وربطها ببعض , وساعدتها كثيراً في الكتاب وظيفتها كطبيبة نفسية مما أهلها للغوص في أعماق العلاقة النفسية مابين الشرطة والشعب ,وصدور الكتاب قبل الثورة سيظل شئ يحسب للكاتبة بسمة عبد العزيز , فالمسودة والإضافات التي قدمتها الكاتبة في كتابها يعد رؤية وعمل من الممكن أن يفتح باب لدراسات كثيرة عن قوة السلطة وعنفها ودراسة جوانبها التاريخية والنفسية والتي ستجنبنا مستقبلاً من الوقوع في كوارث .وأوضح بهى الدين محمد أن الكاتبة ناقشت ثورة 25 يناير قبل إنطلاقها وعالجتها تبعاً لدراستها الأكاديمية , فما قامت به كان بمثابة محاولة لإستخلاص العنف في كل مرحلة من مراحل التطور التاريخي ,لتحقيق الإستقرار والأمن .وقد قسمت بسمة عبد العزيز في كتابها ثلاثة جمهوريات عرضت فيها دور أجهزة الشرطة , فالجمهورية الاولى جمهورية جمال عبد الناصر والثانية جمهورية السادات أما الثالثة جمهورية عصر مبارك .وميزت الكاتبة في الجمهورية الاولى تعامل الشرطة مع المواطن بغلظة ومع النظام السياسي والسبب ديكتاتورية النظام , أما الجمهورية الثانية اختلف دور الشرطة والتي مارست في تلك المرحلة اسلوبها التعذيبي على المعارضين وغير المعارضين ,وكثرت الإعتقالات إبانتلك الفترة ,فترة السادات .اما الجمهورية الثالثة في عهد مبارك افردت لها الكاتبة رصداً كبيراً من ناحية العنف بأنواعه والآليات المستخدمة لهذا العنف في غضون سنوات قليلة من حكم مبارك , فمن ابرز الامثلة تباهي رجل الشرطة بكونه رجل القانون .وتابع بهى الدين عن تفسير الكاتبة دور اللجان الشعبية في المحافظة على الامن والإستقرار والتي تغير دورها مشيراً أن اللجان الشعبية ارتدت ثوب الشرطة نتيجة ترحيل بعض المناصب لهم من الدولة .وقدمت بسمة تفسير جديد لظاهرة التحرش والبلطجة من وجهات نظر متعددة منها من قال أن تلك الظاهرة ادت لضياع القيم وأخرى قالت أن هذا الضغط نتيجة الظروف الإجتماعية من فقر وضعف وسوء الحال .ومن جانب أخر أكد ت بسمة عبد العزيز أن دور الشرطة بعد 25 يناير لم يختلف في تصرفاته عن السابق , والسبب عدم اكتفاء الوسائل التي ستساعده على التحريات مما يجبره على تعذيب المواطنين والفبض عليهم دون ذنب.وعن دور الشعب في صناعة الإستبداد قالت أن دور الصفوة من صحفيين وكتاب ومثقفين مهم جداً لأن الفترة القادمة سنقبل على استبداد اكبر مما نحن كنا فيه .