الزوجة: استغل وجودها بمفردها فى البيت وفعل فعلته ثم فر هاربا خوف اهلى من الفضيحة أضاع حق اختى جلست على كرسى معدنى رابض فى ركن بعيد بإحدى قاعات الجلسات بمحكمة الاسرة بمصر الجديدة، تهدد وليدها بأيد مرتجفة، وتتنقل بعينيها البائستين بين ملامح وجهه البرىء المكسو بحمر الميلاد وحافظة مستندات دعوييّ الطلاق والنفقة المتواجدتين الى جوارها، بدت "ن.م" ذات ال33 ربيعا حزينة خائفة ، تائهة بين مئات التساؤلات التى تضرب برأسها، ما ذنب ان يحمل هذا الصغيرعار ابيه الذى سكن الشيطان نفسه فأغاب عقله وضميره – حسب روايتها- وأقدم على اغتصاب خالته مستغلا اعاقتها الذهنية، ماذا سينتظره فى المستقبل، هل سيكتب عليه طوال عمره ان يعيش منبوذا بين العالمين ، هل ستظل فعلة ابيه محفورة على جبينه، ملفوفة كالحبل حول عنقه حتى مماته. تستهل الزوجة الثلاثيية رواية تفاصيل مأساتها ل"صدى البلد"بكلمات متلعثمة وصوت تتلون نبراته بالحسرة والمرار قائلة :"تزوجته بطريق تقليدية، كان يكبرنى ب 30 عاما ومتزوج بأخرى وعمر اصغر اولاده فى مثل عمرى تقريبا، لكننى قبلت به، فقد كان بالنسبة لى طوق نجاة من الطامعين فى جسدى، فالمطلقة مثلى لحمها مباح فى نظر أمثالهم من فاقدى النخوة والضمير، حسبت انه سيكون اباً صالحا لابنى من زيجتى الاولى، بعد ان ضاق اهله بتربيته وبمكوثى انا وهو فى بيتهم، رغم اننى لم اكلفهم مليما واحدا منذ ان احتميت بهم من مطلقى المدمن، أوهمت نفسى بصدق كلمات "عريس الغفلة"عن زوجته النكدية، سالبته حقوقه الشرعية ، المتمردة على رجلها الوفى المخلص، وبالفعل تمت مراسم الزفاف فى اشهر معدودة، ورضيت ان اعيش مع ضرتى فى بيت واحد، وفى ليلة الدخلة سقط القناع عن زوجى المسن وظهر وجهه القبيح ، لأكتشف السبب الحقيقى وراء زواجه بى ، ليلتها اعترف لى أنه يعشق ممارسة العلاقات الشاذة، وانه تزوج للمرة الثانية لان زوجته دائما ما ترفض ممارساته ومعاشرته، هبطت عباراته على كالصاعقة، ورفضت الرضوخ لطلبه فربطنى فى السرير وعاشرنى بقوة ". تلمع عين الزوجة الثلاثينية فى مشهد يشى باقتراب سقوط دمعة وتضم رضيعها الى حضنها وهى تقول:" لم أجرؤ على التفوه لاهلى بكلمة واحدة عن ما جرى لى على يد زوجى ، لاننى اعلم جيدا ماذا سيقولون:"اهى جوازة احسن من قعدتك جنبنا، واحنا مصدقنا نخلص منك ومن ابنك"، فآثرت ان اخفى مصيبتى فى نفسى، وها يكفيني بيت مستقل أستظل بجدرانه مع الصغير، ويسترنى بعيدا عن اسرتى التى تنفست الصعداء لأنها تخلصت منى اخيرا، لكننى اكتشفت اننى جنيت عليه عندما قبلت بالبقاء مع هذا الرجل، فقد بات يعذبه ويلقنه الركلات واللكمات على اتفه سبب، دون رحمة او اعتبار لصغر سنه وضعفه، اما انا فتولت "ضرتى" واولادها مهام ضربى واهانتى، بينما تفرغ هو لاستقطاب الساقطات الى سريرى لينفذن له طلباته المحرمة، ومع ذلك صمت وتحملت، فالطلاق للمرة الثانية مر والناس لا ترحم". تنهمر دموع المرأة الثلاثينية وتتعالى صرخات وليدها وكأنه يشاركها آلام قلبها وهى تختتم حديثها عن مأساتها:" لكن ما لم اتحمله او اقدرعلى تجاهله هو اعتراف شقيقتى المعاقة ذهنيا لى باغتصاب زوجى لها اثناء تواجدها بمفردها فى البيت، فلطالما كنت ارى لمساته ونظراته المريبة لجسدها كلما زرنا بيت ابى، لكن كنت اكذب نفسى دوما، فلم اتخيل ان يفعل ذلك بها، استغل اعاقتها سامحه الله،وظن انها لن تكشفه، وحتى ان تحدثت لن يصدقها احد، لكنى اصدقها لانى اعرف هذا الرجل جيدا،وحسبما روت لنا المسكينة بعد حدوث الواقعة بشهرين،بأنه كتم انفاسها وهددها وفعل فعلته ثم فرهاربا، وقالت انها خشيت ان تصرح بما حدث لها، حينها ادركت لم كانت تغلق باب غرفتها عليها، ولم كانت ترفض الحديث معى وتهرب فور رؤيتى، حاولنا توثيق آثار الاعتداء الجنسى عليها لكن اثاره كانت قد زالت، اضافة الى خوف اهلى من الفضيحة كان سببا فى ضياع حق وشرف البائسة، وعلى الفورلجأت للمحكمة لأرفع دعوى طلاق للضرر أتخلص بها من هذا الزوج، ونفقة لى وللصغير، ومازلت انتظر حكم الخلاص".