حذرت الدستور الأردنية من مخاطر التدخل الخارجي لإنهاء الأزمة الليبية في ظل غياب أي دور مؤثر لجامعة الدول العربية.وقالت الصحيفة في افتتاحيتها اليومالجمعة إن العالم العربي ينتابه شعور عارم بالأسى والألم على نزيف الدم المستمر في ليبيا الشقيقة منذ أسابيع وأن تصل الأزمة هناك إلى مراحل خطرة جدا تهدد استقلال الدولة الليبية ووحدتها الجغرافية وإمكانية التدخل الخارجي بحجة حفظ الأمن، مشيرة إلى أن الرأي العام العربي يشعر بالكثير من الإحباط بسبب غياب أي دور مؤثر للجامعة العربية.وأضافت الصحيفة إنه كان واضحا أن النظام العربي الرسمي وخاصة ضمن الجامعة العربية يعاني منذ سنوات من ضعف كبير في التأثير على المستجدات السياسية في المنطقة ، حيث ظهر ذلك جليا من خلال غياب الدعم المطلوب للأشقاء الفلسطينيين في المفاوضات مع إسرائيل وغيرها من التحديات التي تواجه الأمة العربية، معتبرة أن التراجع وصل إلى مرحلة عدم القدرة على اتخاذ مواقف وإحداث تأثير على المستجدات الداخلية في الدول العربية.وأشارت إلى أنه في الوقت الذي يواجه فيه الشعب الليبي أزمة الصراع الداخلي والتي تظهر على شكل حرب وهجمات عسكرية وتراجع توفر الغذاء والطاقة والمعاناة الإنسانية، يبدو أن الحل الوحيد لهذه الأزمة سيكون من خلال تدخل دولي لا نعرف بعد مداه ولا خصائصه ولا كيفية تأثيره على مستقبل الدولة الليبية ومواردها.وذكرت الصحيفة أن هناك شبه اتفاق بين كافة الدول العربية على رفض هذا التدخل، خاصة أن شواهد التاريخ الحديث تشير إلى أن القوى الدولية تبحث عن أي موطئ قدم في الدول العربية الثرية بالنفط وتحت أية حجة عسكرية أو سياسية أو اقتصادية وهذا ما يتوفر الآن في ليبيا بسبب غياب الحوار وعدم تقبل السلطة للدعوات المخلصة للإصلاح والتي طرحها الشعب الليبي ومواجهتها بالسلاح لا بالحوار، ولكن الخلاف يبقى على التفاصيل حيث هناك آراء مختلفة حول فرض منطقة الحظر الجوي بينما سيكون أي تدخل بالقوات العسكرية الخارجية مرفوضا تماما.