حالة الانحدار التى تعيشها السينما المصرية الآن تظل الأزمة الكبرى فى حياة نجوم الفن فى مصر، رغم محاولات إقامة مهرجانات والانشغال بتقديم أعمال درامية كثيرة، ولكن تظل أزمة السينما هى المسيطر الرئيسى على أى حوار فنى أو تظاهرة فنية. وعلى هامش مهرجان القاهرة السينمائى الدولى قامت "النهار" باستفتاء كبار المخرجين عن نصائحهم لإنقاذ السينما المصرية من وجهة نظرهم ورؤيتهم لمستقبلها لتعود السينما المصرية لسابق عهدها.. الباحث المغربى نور الدين صايل: افتتاح قاعات عرض إضافية لحل أزمة القرصنة الباحث السينمائى نور الدين صايل استطاع أن يرتقى بالسينما المغربية من إنتاج فيلمين سنويا إلى 25 فيلما وهو ما يعتبر إنجازا تاريخيا، قال إن السينما المصرية تراجعت فى ظروف عصيبة على المجتمع المصرى، فالظروف السياسية أثرت بالسلب كثيرا على الإنتاج المصري، وأفرزت نوعيات ليست على المستوى المطلوب. وعبر صايل عن رغبته الشديدة فى عودة السينما المصرية لسابق عهدها، مؤكدا أن ازدهار السينما فى مصر يؤثر بالإيجاب على ازدهار السينما فى بقية الدول العربية. واعتبر صايل أن القرصنة الإلكترونية، هى أكبر أزمة تواجه السينما المصرية مشددا على ضرورة افتتاح صالات عرض إضافية لأن القاهرة بها 120 قاعة عرض فقط فإذا شعر الجمهور أن هناك عددا كبيرا من صالات العرض يمكنه فيها مشاهدة الأفلام بسعر أرخص سيبتعد كثيرا عن القرصنة لأنه سيجد نسخة أفضل بسعر أرخص، وهى الطريقة التى استخدمتها فرنسا لمواجهة القرصنة حتى وصل إنتاجها الآن لأكثر من 600 فيلم سنويا، وبالتالى تستعيد السينما فكرة إنتاج 200 فيلم سنويا بسهولة. المخرج الأسترالى رولف لى هير: عمل علاقات فنية دولية فيما اعتبر المخرج الأسترالى رولف لى هير أن أزمة السينما المصرية ترجع لنوعية المنتجين الذين يعتمدون على الحكومة فى توزيع أفلامهم والتسويق لها، مشددا على ضرورة قيام المنتجين بالتسويق لأفلامهم بأنفسهم، والسعى لإقامة حفلات افتتاح لأفلامهم فى جميع دول العالم، وهو الأمر الذى سيستلزم بالضرورة إنتاج أفلام تليق بالعرض الدولى مما يسمح بتناقل الثقافات بين الدول وبعضها. وأشار إلى أن الفنانين المصريين يتميزون بخفة الدم فلماذا لا يتم تقديم أعمال إنتاج مشترك مع دول العالم لنشر الثقافة المصرية فى العالم الأوروبى كما هى فى العالم العربى.. كما أشاد رولف بمستوى السينما التى كانت تقدم فى مصر فى عهد الثمانينيات والتسعينيات وقال إن السينما المصرية دائما ما كانت تقدم نماذج متميزة من الموضوعات تسمح لنا بالتعرف على الجمهور المصرى خاصة افلام يوسف شاهين المترجمة لأكثر من 19 لغة عالمية، لكن للأسف الأفلام التى تقدم الآن غير مترجم بالإضافة إلى أنها تتناول مواضيع لا نفهمها فى بلادنا. وأكد رولف أن أستراليا تنتج 400 فيلم سنويا يتم الاستعانة فيها بنجوم من هوليود وألمانا وفرنسا وكوريا وتشيكوسلوفاكيا فى محاولة لفتح سوق عرض خارجية تستطيع جمع إيرادات الأفلام وتحقق ردود فعل قوية جدا. المخرج الألمانى فاتح أكين: الأعمال الوطنية هى الحل يعتبر المخرج فاتح أكين أشهر مخرجى ألمانيا، والذى فاز فيلمه الأول بالأوسكار والثانى فاز بأغلب جوائز المهرجانات الدولية. قال أكين إن السينما المصرية اختلفت كثيرا عما كانت تقدمه قديما، معتبرا أن هناك اهتماما بالسينما الروائية الاجتماعية على حساب الأفلام السياسية والوطنية التى تحقق نجاحا مع الجمهور الدولى. وأبدى أكين دهشته من تجاهل المبدعين المصريين لتقديم أفلام عن تراثهم وحضارتهم، وتركهم الساحة للمخرجين العالميين لتقديمها، وهذا ليس خطأ لأن المادة العلمية متاحة للجميع ولكن يجب على المبدعين المصريين توثيق حضارتهم وثوراتهم وحروبهم، داعيا الفنانين المصريين للسير على دربه فهو قد شارك بفيلم القطع الذى قدمه فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى ونال عنه عدة جوائز، مرجعا نجاحه لأنه يتناول مذابح الأرمن ويقدم توثيقا لجريمة تركية. المخرج الألمانى " فولكر شولندروف": يجب دبلجة الأفلام المصرية بلغات مختلفة فولكر شولندروف الحائزعلى جائزة الأوسكار قال إن السينما المصرية حققت نجاحا على مستوى العالم خلال السنوات الماضية وكنت متابعا جيدا لها عبر اليوتيوب وخاصة الأفلام التسجيلية والوثائقية التى تعرض صورة مصر كما يجب أن تكون وتقدم خلالها الأجيال الجديدة من السينمائيين أشكالا مختلفة للفنون، مشيرًا إلى أنه وجد صعوبة بالغة فى فهم هذه الأفلام، داعيا الفنانين إلى دبلجة أعمالهم بلغات مختلفة خاصة وأن مصر بها ترجمة أنيس عبيد والتى تعد من أشهر الترجمات فى العالم، "وأعتقد أنه إذا قدمت نوعيات مختلفة من الأفلام المصرية بدبلجة ألمانية وإيطالية وروسية فإنها ستحقق نجاحا أكبر حتى يتفهمها الجمهور الدولى، بالإضافة إلى تقديم نوعيات مختلفة من الموضوعات عن الثورات السياسية التى قامت فى مصر فى الآونة الأخيرة". المخرج اليونانى بانتينليس فولجاريس: شادى عبد السلام ويوسف شاهين علما العالم أصول الإخراج السينمائى قال المخرج اليونانى بانتينليس فولجاريس أشهر مخرج باليونان، وصاحب رائعة "إنجلترا الصغيرة"، إن السينما المصرية ماتت بعد يوسف شاهين وشادى عبد السلام اللذين كانت السينما الإيرانية وحتى اليونانية والكورية تتعلم منهما وتدرس أسلوبهما فى الإخراج، وكيفية تقديم أبعاد مختلفة، حتى أصبحت الآن متفوقة على السينما المصرية بمراحل كثيرة. . وأعرب فولجاريس عن حزنه لما وصلت إليه السينما فى مصر خاصة أن مصر يقام بها مهرجان القاهرة السينمائى وهو أحد 11 مهرجانا لها الصفة الدولية فى العالم، مشيرا إلى أن الحل فى إعطاء الفرصة لتقديم تجارب رخيصة الثمن وزيادة الدعم على كل الوسائل المساعدة لخروج الأعمال السينمائية بشكل أفضل، وأن يتم التصوير فى الأماكن السياحية فى مصر لعمل دعاية للبلد كما يفعل المخرجون فى اليونان وتركيا وإيران ودبى وغيرها، بالإضافة إلى زيادة الاهتمام بمؤسسات التعليم السينمائى مثل معهد السينما والمركز القومى للسينما وغيرها من المؤسسات المنوطة بالسينما والتى من مسئوليتها الحفاظ على التراث السينمائى. وأكد فولجاريس أن فيلم المومياء يدرس فى كل المؤسسات التى تعرض سينما فى اليونان وتم دبلجته وترجمته لما يتناوله من أبعاد مختلفة فى التصوير والإضاءة، وأيضا أفلام يوسف شاهين كلها لما تتناوله من موضوعية فى الإخراج لا تقدم بسهولة ولذلك يجب أن تخرج مصر مبدعين مثل هؤلاء. المخرج الموريتانى عبد الرحمن سيساكو: الأفلام المستقلة والتسجيلية الحل الأمثل أعرب المخرج الموريتانى عبد الرحمن سيساكو عن تفاؤله بمستقبل السينما المصرية مرجعا التعثر الحاصل فى الأعوام الأخيرة إلى الثورات التى دائما ما تؤثر على كل أنواع الفنون.. وأشار إلى أن الحل لنهوض السينما المصرية بسرعة أن يقدم كل منتج فيلما روائيا طويلا بالتزامن مع فيلمين قصيرين أو وثائقيين أو تسجيلين توثق الأحداث الهامة وترفع مستوى الذوق المصرى وهى تجربة تم تقديمها فى موريتانيا والمغرب وحققت نجاحا كبيرا لأن الأزمة الحقيقية التى تواجهها مصر هى عدم وجود أفلام تشارك بها فى المهرجانات ولذلك إذا استطاعت تقديم أعمال تسجيلية سيكون هناك عدد كبير من الأعمال التى تشارك فى كافة المهرجانات.