كشفت مصادر للنهار أن اجتماع وزراء الدفاع لمجلس التعاون الخليجى الذى عقد فى دولة الكويت 12 نوفمبرالجارى بحث سبل تطوير جيش خليجى موحد قادر على دحر أى عدوان خارجى على أى دولة خليجية. وقالت المصادر إن هناك إستراتيجية عسكرية جديدة لجيوش الدول الخليجية سترى النور قريباً، لافتة إلى اتفاق شبه نهائى على تشكيل جيش مكون من 500 ألف جندى خليجى للتدخل السريع فى حال نشوب أى منازعات عسكرية، وأن هذا الجيش سيزود بأسلحة ردع متطورة ومنظومة دفاعية ورادارية حديثة بالإضافة إلى غطاء للطيران مكون من 300 طائرة حربية من بينها اف 15 ومروحيات الأباتشي. وأوضحت أن قوات درع الجزيرة المشكلة بالسابق التى كان لها دور كبير إبان الأحداث التى شهدتها البحرين عام 2011ستنصهر فى الجيش الجديد وسيتم اختيار اسم جديد لها، وأن هناك توجهاً لعقد اتفاقيات عسكرية بين دول مجلس التعاون الخليجى مجتمعة مع جيوش عربية وصديقة، أبرزها مصر والمغرب والأردن وباكستان للمساندة الفورية فى حال نشوب صراعات. وكانت دول مجلس التعاون، بعد اجتماعات سرية ودورية قد قررت إنشاء جيش خليجى موحد قادر على صد أى عدوان خارجى وقد شاركت وزارات الدفاع لدول مجلس التعاون فى بلورة هذا التوجه من خلال دراسة متأنية شارك فيها عسكريون متخصصون وضعوا أفكارهم ومقترحاتهم على طاولة وزراء الدفاع. وتأتى فكرة إنشاء هذا الجيش تلبية لتطلعات قادة دول مجلس التعاون، وذلك بسبب الأخطار المحدقة بدول المجلس جراء الصراعات التى تشهدها المنطقة، وظهور جماعات إرهابية مسلحة إضافة إلى تنامى القوة الإيرانية والتحولات التى يشهدها العالم العربى وظهور المطالب العرقية والمذهبية والدينية وتناميها، مما ينذر بخارطة جديدة للمنطقة لن تكون حدودها هى التقليدية، المتعارف عليها للدول، بالإضافة إلى إفراز الثورات العربية صعودا بارزا للتيارات الإسلامية التى عانت من بعض التهميش السياسي، والتى وصلت لمراكز القرار عبر الانتخابات، وبالتالى تلقى مشروعية دولية وداخلية لممارسة السلطة، الأمر الذى ستكون له انعكاسات مباشرة على دول الخليج العربية. فهل سيكون الجيش الخليجى الموحد بداية قوية لجيش عربى موحد ضد التهديدات التى تعصف بالمنطقة برمتها؟ أم ستكتفى دول الخليج باتفاقيات أمنية مع الدول العربية وبعض الدول الأوربية للمساندة فى حالة وجود تهديدات على دولها، خاصة فى ظل الأحداث الإرهابية الأخيرة فى العراق على أيدى تنظيم " داعش" الإرهابى والذى أصبح خطرا ليس على دول الخليج فقط بل يهدد العالم أجمع، فقد شهدت دول الخليج العربى خلال الأيام الماضية حراكا سياسيا غير مسبوق على أعلى المستويات لوضع آلية للتصدى لأى خطر قد يلحق بها سواء من داعش أو من إيران أو من أى تيارات إرهابية لاسيما وأن دول مجلس التعاون تعتبر هدفاً للتيارات الإرهابية التى تسعى بين الفينة والأخرى إلى زعزعة الأمن والاستقرار فى هذه الدول. فقد تم الكشف مؤخرا عن خلايا إرهابية تابعة لتنظيم داعش فى الكويت والسعودية والبحرين، ووصل الأمر إلى تجنيد مواطنين من هذه الدول كخلايا نائمة يستخدمها الإرهابيون وقت الحاجة إليهم، إضافة إلى العمليات الإرهابية التى سبق تنفيذها فى فترات مختلفة، فضلاً عن مظاهر التحريض الإرهابى المستمرة عليها وإعلان " داعش" بأن الكويت ستكون إمارة ضمن الدولة الإسلامية الداعشية . كل هذه الأحداث جعلت قادة دول الخليج العربى يشعرون بالخطر المحدق على بلدانهم ، وأصبحت العواصم الخليجية تعمل كخلية نحل للتباحث والتشاور لوضع الخطط الكفيلة لحماية أمنهم .