روى عمار مطاوع، صديق زينب مهدي، الذي نشر خبر انتحارها شنقًا، أنها كان تمر بظروف صعبة خلال الفترة الماضية، وأنها أخبرته باعتزامها الانتحار إلا أنه لم يأخذ كلامها على محمل الجد. وكتب «مطاوع»، في تدوينة في صفحته على «فيس بوك»، متحدثًا عن دورها النشط في ملف الفتيات المحتجزات، مشيرا إلى أنها كانت السبب في دفعه لتبنى تلك القضية والعمل عليها، بحسب قوله. وقال: «بعد علمي للانتهاكات التي تعرضت لها الفتيات المحتجزات على ذمة قانون التظاهر وفتيات الإخوان المسلمين دخل في حالة نفسية سيئة نهتني زينب عن الاستسلام لتلك الحالة وطلبت مني توجيه جهودي للكتابة عنهن ونشر قضيتهن»، لافتًا إلى أن «تلك القضية كانت سبب مقابلته لها على الواقع للمرة الأولى برغم تواصله معها عبر (فيس بوك) لفترة». وأشار إلى أنها كانت تتابع عملهم في تلك القضية حتى اختفت فجأة، مضيفا: «هي اختفت وإحنا سيبناها، محدش كان بيسأل عليها، حياة زينب كانت مدمرة على كل الأصعدة، نفسيا وماديا ومعنويا، الحلم والمستقبل كان قدامها مقفول من كل ناحية، فيه حاجات كتير ما ينفعش تتحكي وبتفضل سر مع صاحبها وبتموت معاه، بعتت ليا ولغيري السيرة الذاتية (السي في) بتاعها كذا مرة عشان نشوف لها أي شغل، كانت عايشة لوحدها ووراها إيجار ومصاريف شخصية لازم تغطيها». وأضاف قائلا: «لما يئست إنها تلاقي عندنا إجابات عن أسئلتها، اختفت، وإحنا ما حاولناش نسأل عليها، وفي يوم وقفت قدامنا حاجة كانت هيا اللي بتعملها، افتقدناها، بعت لها رسالة سألتها: إنتي سيبتينا ليه في ملف البنات؟ قالت لي: تعبت، استهلكت، ومفيش فايدة، إحنا بنفحت في المياه، مافيش قانون خالص هيجيب حق حد، بس إحنا بنعمل اللي علينا.. أهى كلمة حق نقدر بيها نبص لوشوشنا في المرايا.. ورجعت اختفت تاني.. قفلت الأكاونت وفتحته وقفلته وفتحته». وأوضح «مطاوع» أنها «نزلت اعتصام رابعة قبل فضه بثلاثة أيام برغم عدم اقتناعها بمطالبه وأهدافه، إلا أنها نزلت بدافع إنساني لحماية المعتصمين بعد تردد أنباء عن نية الدولة فضه بالقوة». وأكد «مطاوع» أنها أخبرته من قبل برغبتها في الانتحار إلا أنه لم يصدقها ولم يأخذها على محمل الجد وظن أنها تمزح، معربا عن حزنه قائلا: «آخر مرة بعت لها رسالة أسألها: إنتي مختفية ليه؟.. قالت لي: عايزة أنتحر، قعدت أتريق عليها.. قالت لي: بجد عايزة أنتحر.. فكرتها بتهزر، ما كانتش بتهزر، أنا عمري ما بكيت زي النهاردة، نفسي بس الزمن يرجع خمس ساعات لورا، والله ما كنا هنسيبها، حاولوا تكونوا على قدر اللحظة، اتقوا ربنا في كل كلمة بتقولوها، ما تسيبوش أصحابكم ومعارفكم، لما يبعدوا عنكم ودوروا عليهم وخليكم مع بعض».