اعتدى مجموعة من أعضاء الدعوة السلفية بالضرب، على إمام المسجد الكبير بقرية محمد فريد، إحدى قرى منطقة قرى البنجر غرب الإسكندرية، وألقوه على الأرض وجذبوه من جلبابه وجعبته الأزهرية، وذلك لمنعه من صعود المنبر في خطبة الجمعة أمس الأول. وحررت وزارة الأوقاف 3 محاضر ضد السلفيين المتورطين في الواقعة، الأمر الذي ردت عليه الدعوة السلفية بأنها لا تعرف شيء عنها، وأن هناك محاولات متعمدة لتشويهها. وقال هليل محمد عبدالونيس، إمام الأوقاف الذي تعرض للضرب على أيدي السلفيين، ل"الوطن"، إنه توجه إلى المسجد يوم الجمعة لإلقاء الخطبة طبقًا لمهام عمله في وزارة الأوقاف، إلا أن 5 من السلفيين المعروفين بانتمائهم إلى حزب النور بالمنطقة اعترضوه ومنعوه من إلقاء الخطبة بغرض تمكين زميل لهم من إلقاءها، وعندما أصر على صعود المنبر اعتدوا عليه بالضرب، وجذبوه من جلبابه وجعبته حتى وقع على الأرض. وأضاف محمود عبد اللطيف، أحد شهود العيان على الواقعة، إن السلفيين توعدوا الشيخ قبل يوم الجمعة ب3 أيام، وقالوا له إنهم لن يتركوه يلقي الخطبة بسبب دفاعه المستمر عن الجيش، الأمر الذي رد عليه الإمام بأنه لا يتطرق إلى أمور سياسية في خطب الجمعة، ويلتزم بالخطب المقررة من قبل الأوقاف. وقال مسؤول بالأوقاف في قطاع برج العرب، فضل عدم نشر اسمه بسبب تعليمات الوزارة التي تمنع الإدلاء بتصريحات إعلامية، إن الواقعة لم تكن الأولى، مضيفًا: "السلفيين افتروا علينا". ورفض الشيخ محمود عبدالحميد، مسؤول الدعوة السلفية بالإسكندرية، التعليق على الواقعة، مكتفيًا بقول: لا نعرف الواقعة، لكننا سنبحث فيها لمعرفة ملابساتها وتحديد هوية المحرر ضدهم المحاضر، ونؤكد دائمًا أننا نحترم ونقدر وزارة الأوقاف، ولا يصدر منا أي اعتداءات ضد أئمتها، إلا أن هناك محاولات متكررة لتشويهنا. ومن جانبه قال الشيخ أحمد البهي، منسق حركة أئمة بلا قيود، ل"الوطن"، إن أعضاء الدعوة السلفية دائمًا ما يحاولون التعدي على أئمة الأوقاف داخل المساجد، خاصة بعد ما استطاعت المديرية ضم عدد كبير من المساجد الذين كانوا مسيطرين عليها، وتحرير محاضر ضدهم لمخالفة قانون الخطابة. وأضاف "البهي": أن غرب المدينة والمناطق النائية البعيدة كمنطقة برج العرب والعامرية كان مسيطر عليها أعضاء الدعوة السلفية، واستطاعت أوقاف تعين أئمة على هذه المساجد والسيطرة عليها ومنعهم من إلقاء خطب في المصليين، الأمر الذي جعلهم يستغلون أي فرصة من أجل ضم أي مسجد إليهم مرة أخري. وأشار إلى أنه لن يسمح بعودة أي أفراد من جماعة لا يحملون تصريح الخطابة إلي المنابر مرة أخرى، واستغلالها، مضيفًا: "سيظل أئمة الأوقاف هم لهم الحق الأول في الخطابة بالمصليين وليس أي شخص أخر".