شهدت جامعة الأزهر، اليوم الجمعة، إجراءات أمنية مشددة في محيط الجامعة، وأغلق أفراد شركة فالكون جميع بوابات الجامعة، فيما قابل الطلاب قرار الرئيس عبد الفتاح السيسى بإعادة تنظيم الأزهر والهيئات التي يشملها، عاصفة من الرفض بينهم. وتواجدت سيارة ومدرعة أمن مركزي أمام كل من البوابة الرئيسية وبوابات كلية طب وزراعة بنين وصيدلة بنات ودراسات إسلامية بنات، فضلا عن حاملة جنود أمام المدينة الجامعية. ومن جانبه، قال اللواء مجدى عباس، مدير أمن جامعة الأزهر، في تصريحات صحفية، إنه يجرى حاليا مراجعة خطط التأمين بالنسبة للأمن الإدارى وأفراد أمن (فالكون)، بالإضافة لقيام وزارة الداخلية بمراجعة جميع الخطط التأمينية للجامعات خاصة جامعة الأزهر، بعد استهداف الجامعات من قبل العناصر الإرهابية بزرع القنابل، واستهداف رجال الأمن المتواجدين لتأمين الجامعات من الخارج. وأضاف أنه تم التنبيه على الضباط بصفة مستمرة باتخاذ الحيطة والحذر، أثناء ممارسة عملهم أمام الجامعة، وكذلك عدم تثبيت الخدمات في مكان واحد، بالاضافة إلى البحث عن المتفجرات من خلال الأجهزة الخاصة بالحماية المدنية وكذلك الكلاب البولسية، وتعميم تلك الإجراءات على الأكمنة القريبة من محيط الجامعة، وسيارات الأمن المركزي خارج الجامعة. في سياق آخر، شهدت الجامعة، حالة من الجدل حول القرار بقانون أصدره الرئيس عبد الفتاح السيسي مساء الخميس، بشأن تعديل بعض أحكام القانون رقم 103 لسنة 1961 بشأن إعادة تنظيم الأزهر، والهيئات التي يشملها؛ وأشاد الدكتور عبد الحي عزب، رئيس الجامعة، بالقرار الذي يقضي بمنح رئيس الجامعة حق فصل الطلاب وأعضاء هيئة التدريس حال ثبوت تورطهم في أعمال الشغب. وقال عزب، فى تصريحات صحفية اليوم الجمعة، إن القرار سيستخدم ضد مثيري الشغب من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، الذين يقومون بأعمال عنف، وإدخال أشياء مخالفة للحرم الجامعي.. مشيرا إلى أن القرار سيطبق بعد إجراء التحقيقات اللازمة للتأكد من مدى ثبوت التهمة على المتورط بها أو محرضا عليها. في المقابل هاجمت حركة «طلاب ضد الانقلاب»، والحركات الموالية لها، تعديل أحكام القانون، ووصفت التعديل بأنه التعديل «فصل بقرار جمهورى». وقال عاصم الشافعي المتحدث الرسمى باسم (طلاب ضد الانقلاب) بجامعة الأزهر: «هكذا أصبحت الحجة الجديدة لفصل الطلاب وأعضاء هيئة التدريس من الجامعة، ليظهر لنا هذا النظام بزيه القبيح والمعادى للطلاب؛ فتلك القرارات ليست بجديده علينا، فالنظام الذى يقتل ويغتصب ويختطف الطلاب هو نفسه من يسمح بفصلهم». وأضاف الشافعى، في تدونيه له على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك: «أن إدارة الجامعة لم تنتظر الإذن فقد بدأت بفصل الطلاب دون أي قرارات قبل بدء العام الدراسى، وهذا القرار اتخذ بشأن جامعة الأزهر، والتى من الواضح أنها تثير الرعب والخوف في نفوس هذا النظام القمعي، فشل بعد فشل بظهرة هذا النظام الذى يهتم بتدمير مستقبل الطلاب بدلا من الاهتمام بتطوير العلم وتحصيله». وأعلنت حركة طالبات ضد الانقلاب، عن تنظيم عدد من الفاعليات بعد غد الأحد، بفرع البنات بجامعة الأزهر بمدينة نصر، للمطالبة بالإفصاح عن مكان (علياء طارق السيد)، الطالبة بكلية الدراسات الإسلامية التى اعتقلتها قوات الأمن الاثنين الماضى، والإفراج عن الطالبات المعتقلات اللواتى حصلن على أحكام بالسجن 5 سنوات وغرامة 100 ألف جنيه منذ شهر ديسمبر الماضى، وتأجيل الاستئناف على الحكم للمرة الحادية عشر دون مبرر للإمعان فى الاعتفال والتعذيب على حد تعبيرهن. إلى ذلك استمرت أعمال الصيانة بمبانى المدينة الداخلية، والتى تتواصل حتى بدء فتحها بداية شهر نوفمبر، حسبما أكد الدكتور عبد الحى عزب، رئيس الجامعة، بعد فحص أوراق الطلاب الذين تقدموا بأوراقهم خلال الأسبوع الماضى. فيما استنكر طلاب وطالبات الجامعة، استمرار ما وصفوه ب«مهزلة» عدم التسكين بالمدينة، وأطلقوا التعليقات الساخرة على صفحاتهم بمواقع التواصل الاجتماعى، بعد تحديد موعد امتحان الفصل الدراسى الثاني يوم 27 ديسمبر المقبل، دون فتح المدن الجامعية، مشيرين إلى معاناتهم من التنقل بين الشقق المفروشة المخصصة للطالبات والإيجارات المرتفعة ، وبين عودة عدد منهم الى محافظاتهم لحين فتح المدينة والانتظام فى الدراسة.