تقرير يكتبه : محمد ربيع غزالة تشهد جامعة الأزهر أحداثا ساخنة مؤسفة منذ إعلان المشير عبد الفتاح السيسي ترشحه للرئاسة، ويأتى ذلك تنفيذا لمخطط التنظيم الدولي للإخوان وتعليماته لقيادات الجماعة المنتشرين فى معظم كليات جامعة الأزهر، لإحداث القلاقل والاضطرابات تزامنا مع الانتخابات الرئاسية وعرقلة تنفيذ الاستحقاق الأهم من خارطة الطريق، والعمل على نقل تجربة «طالبان» الأفغانية إلى مصر عبر طلاب جامعة الأزهر وكشف الدكتور أسامة العبد رئيس جامعة الأزهر، في تصريحات خاصة ل»الأهرام العربى» عن أن هناك طلابا «ملثمون» وراء عملية حرق الجامعة وتكسير سيارته، ومن المرجح أن يكون بعضهم من خارج جامعة الأزهر وهم علي درجة عالية من الاحترافية، مؤكدا أن كاميرات الجامعة حددت شخصية عدد منهم وجار تحديد الباقين من المتورطين في أعمال حريق جراج الجامعة. وأضاف العبد أن الخسائر المبدئية للحريق تتجاوز 10 ملايين جنيه، مشيرا إلي أنه تم حرق العديد من سيارات الجامعة والموظفين وأعضاء هيئة التدريس، منهم نواب رئيس الجامعة الدكتور أحمد حسني طه نائب وجه بحري، والأمين العام محمود شعيب والدكتور عبد الله النجار عضو هيئة التدريس وعضو لجنة وضع الدستور. وقال إنه تم تكسير السيارة الثانية التي خصصتها له الجامعة بعد تكسير السيارة الخاصة به من بعض الطلاب الملثمين، موضحا أنه سيصدر قرارا آخر بفصل ما يقرب من 50 طالبا وطالبة آخرين، بعد ثبوت تورطهم فى عمليات إجرامية داخل الجامعة، منوها أنه تم فصل نحو 75طالبا وطالبة من قبل. من بينهم «عائشة» نجلة مفتى الإخوان الهارب د.عبد الرحمن البر وهى طالبة بالفرقة الخامسة بصيدلة الأزهر وأوضح أن رئيس مجلس الوزراء المهندس إبراهيم محلب على اتصال يومى لمتابعة تطورات الموقف بالجامعة، وأنه أصدر توجيهاته بإعادة إصلاح ما خربته أيدى الطلاب والإخوان. ومن جانبه اتهم د. عبد الله النجار الأستاذ بجامعة الأزهر وعضو تأسيسية الدستور، جماعة الإخوان المسلمين بحرق سيارته المرسيدس الخاصة بجراج جامعة الأزهر الكبير، قائلا: «هأعمل إيه.. العمل عمل ربنا»، مشيرا إلى أنه لا يعلم إذا كان قد تم استهداف سيارته بشكل شخصى أم لا؟ وأضاف النجار أنه فوجئ بما حدث، وأنه حرر محضرا بما حدث محتسبا أجره عند الله. وعلم مندوب «الأهرام العربي» من مصدر مسئول أن الطلاب لا يقومون بتكسير السيارات وحرقها جزافا، ولكن يتم استهداف سيارات بعينها، حيث تطورت العمليات في استهداف بعض أساتذة الجامعة ولم ينته الأمر عند ذلك، ولكن تم إعداد لائحة بأسماء أعضاء هيئة التدريس المستهدفين وعناوينهم خصوصا العمداء الذين يتصدون لطلاب الإخوان. وكانت بعض الطالبات والطلاب قد قاموا بمحاصرة منازل بعض نواب رئيس الجامعة بمدينة نصر وعميدة صيدلة بنات الدكتورة راجية، وترديد هتافات سب وقذف لهم وقد سبق ذلك التعدي علي الدكتورة مهجة غالب عميد دراسات إسلامية وعربية بنات وإرهابها داخل منزلها، مما يعد مؤشرا خطيرا وتطورا للأحداث يؤكد وجود جهات مدربة علي أعلي مستوي للتعامل مع ذلك الملف وإرهاب أساتذة جامعة الأزهر. وقال مصدر مطلع: إن كاميرات المراقبة رصدت الطلاب المفصولين وتم التعرف عليهم، وسيتم ملاحقتهم قضائيا. وكشف المصدر عن أن تسريب معلومة وجود اللواء ممدوح شاهين عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة معه بالأزهر فى اجتماع خاص مع د. أسامة العبد رئيس الجامعة، بمركز صالح كامل للاقتصاد الإسلامى، هو السبب فى تجمهرهم ومحاولة الفتك بهما ومحاولة الاعتداء عليهما ونجحوا فى تحطيم سياراتيهما، وسيارات أخرى كانت موجودة أمام المركز وعددها يزيد على 8 سيارات. وكان شاهين قد حضر مع نجله محمد المعيد بطب الأزهر، والذى كان يناقش رسالة الماجستير بعد يومين من إعلان المشير السيسي ترشحه للرئاسة. وعند سؤالنا لصحة هذه المعلومة قال الدكتور أسامة العبد إنه ذهب للاطمئنان علي اللواء شاهين أثناء وجوده بالجامعة وحضوره مناقشة نجله للرسالة، لمعرفتي أنه «مستهدف» ولكنني فوجئت بعدد من الملثمين يحاولون اقتحام المبنى وقاموا بتحطيم عدد من السيارات منهم سيارته أثناء وجوده في مركز الشيخ صالح كامل. فيما كشف مصدر مطلع بالجامعة عن أن رئيس جامعة الأزهر طلب من وزير الداخلية أثناء اجتماع المجلس الأعلي للجامعات بحضور رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب دخول قوات الشرطة للحرم الجامعي باستمرار وأن وزير الداخلية وعد بذلك وهو ما تم تنفيذه حاليا. وأضاف أنه بالنسبة للمدن الجامعية، كشف المصدر عن مخطط طلاب الإخوان للتصعيد وشل حركة قوات الأمن وعدم السماح للطلاب بالدخول للمدينة، بالإضافة إلي قطع جميع الطرق المجاورة للمدن الجامعية «بنين وبنات»، مبينا أن عددا من الملثمين الذين يرتدون ملابس حماس والقاعدة، هم من يقومون بهذه الأعمال وبصحبتهم عدد من طلاب وطالبات الإخوان المدربين على عمليات الاقتحام. من ناحية أخري قالت فاطمة عبد العزيز مدير المدينة الجامعية لطالبات بجامعة الأزهر، إنه تم فصل طالبتين عقب قيامهما بأعمال عنف، واشتراكهما فى تحريض الفتيات للتظاهر داخل المدينة الجامعية. وأكدت أن الأمن الإدارى للمدينة لن يستطع مواجهة تظاهرات الطالبات داخل المدينة، مشيرة إلى أن جميع أبواب المدينة تدمر كل يوم وتقوم الإدارة بعمل صيانة مستمرة لهذه البوابات نتيجة شغب الطالبات وتظاهراتهن اليومية. وأضافت أن عدد الطالبات اللاتى تم فصلهن من المدينة الجامعية وصلن إلى 6 طالبات منذ بداية الفصل الدراسى الثانى. يذكر أن طلاب الإخوان كانوا قد أشعلوا النيران في جراج الجامعة أثناء أعمال العنف التي شهدتها الجامعة بعد مقتل زميلين لهما، وقد عاين فريق من نيابة قسم ثان مدينة نصر برئاسة محمود الدشلوطى السيارات المحترقة بالجراج الكبير للجامعة، فيما تظاهرت الطالبات وقطعن شارع يوسف عباس، مما أدي إلي تحرك قوات الأمن وإطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريقهن. من جهة أخرى، ألقت قوات الأمن القبض على 50 طالبا الأسبوع الماضي، بتهم التورط فى أحداث الشغب التى وقعت، كما قام الطلاب بإشعال النيران فى المخلفات بجوار الجراج وكلية التجارة أثناء تظاهرهم، كما قاموا بإشعال الشماريخ والألعاب النارية والهتاف ضد إدارة الجامعة والنظام. كما قامت قوات الشرطة بمحاصرة مبنى كلية الهندسة بجامعة الأزهر، للقبض على الطلاب مثيرى الشغب والذين احتموا بالمبنى، وقامت الشرطة بإطلاق الغاز المسيل، بينما أغلق الموظفون مكاتبهم للاحتماء بها بعيدا عن العنف المتبادل فى محيط الكلية الذى شهد مواجهات بين الطرفين. وفى السياق ذاته قام طلاب الإخوان بالاعتداء علي العقيد سمير أبو عجيلة مدير أمن المدن الجامعية لطلاب جامعة الأزهر عقب قيامه بمحاولة الإفراج عن جثة الطالب عبدالله أحمد الذي توفي الأسبوع الماضي مع زميل له فى مواجهات مع الشرطة ورفض الطلاب تسليم جثمانه إلا لأسرته. وقام الطلاب بالاعتداء بالضرب على أبو عجيلة وسرقة مقتنياته الشخصية وهاتفه الشخصى، ظنا منهم أنه جاء يرشد عنهم وعن مكان الجثة التى رفضوا تسليمها، مدعين أن الصحة سوف تغير التقرير الطبى، كما قام الطلاب بأداء صلاة الغائب على قتيلى الجامعة فى وقت متأخر بالمدينة الجامعية ليلة الاثنين الماضى.