الداخل مفقود والخارج مولود, شعار ترفعه المستشفيات الحكومية, إذ أصبح من المعتاد أن يدخل المريض على قدميه إلى المستشفى ويخرج محمولا على نقالة ... هذا هو الحال في مستشفيات مصر .. سوزان محمد الكورانى امرأة مصرية من سرس الليان محافظة المنوفية من متوسطى الحال لجأت إلى المستشفى الحكومى لتضع جنينها، ولكنها خرجت بجريمة مكتملة الأركان. معاناة طويلة استمرت لمده 32 يوما ولا تزال مستمرة .. الآلام تنتابها من وقت لآخر ولا أحد يستطيع أن يخفف عنها، والسبب الإهمال داخل المستشفيات الحكومية.. قصة سوزان يرويها زوجها مجدى سيد أحمد... الذى بدأ كلامه بقوله زوجتى التي لم تتعدَ ال 35عاما، كانت على وشك وضع مولود جديد يزيد بهجة الأسرة وهو المولود الثانى لى, توجهت بها يوم 18سبتمبر إلى مستشفى سرس الليان بالمنوفية لتضع مولودها, ولكن العاملين رفضوا استقبالها بحجة أن المستشفى لا يوجد به تخدير لإجراء عملية الولادة. حملت زوجتى وتوجهت بها إلى مستشفى الباجور العام , وتم عمل الأشعات اللازمة ودخلت قسم النساء والتوليد لتجهيزها لعملية الوضع, بعد أن أكد جميع الأطباء أن حالتها جيدة, وبعد 13ساعة فوجئت بهرج ومرج ينتاب العاملين بالمستشفى، أحسست أن شيئا مريبا يحدث داخل جدران غرفة العمليات, وبسؤال الأطباء والممرضات, أكد لى أحدهم أن زوجتى تعانى من نزيف حاد بالرحم, وأنه لابد من عمل استكشاف لمعرفة أسباب النزيف, ودخلت زوجتى لغرفة الاستكشاف وبعد 9ساعات خرجوا ليخبرونى أنه تم اسئصال رحم زوجتى ..نعم تم استئصال الرحم دون استئذانى أو إخبارى. المأساة لم تتوقف عند هذا الحد, كما يحكى مجدى, بل تخطته إلى مزيد من المأساة. يتابع مجدي: فبعد وجود زوجتى لأكثر من عشرة أيام داخل غرفة العناية المركزة بمستشفى الباجور, خرجت ولم يمر على خروجها سوى ساعات وبدأت تنتابها حالات من المغص الشديد, لم أجد أمامى حلا سوى التوجه لطبيب باطنى للكشف عليها ومعرفة سبب أوجاعها, وداخل عيادة الطبيب قال بأن زوجتى تحتاج إلى أشعات عديدة, حملت زوجتى سريعا وتوجهت بها إلى مستشفى الجامعة بشبين الكوم لإجراء الأشعات اللازمة لمعرفة أسباب أوجاعها, وداخل المستشفى كانت المصيبة الكبرى, زوجتى تعانى من تضخم فى الطحال وفشل كلوى وتم إجراء جراحتين لها لمدة 12ساعة خرجت بعدها ليؤكد الطبيب أن من قاموا باستئصال الرحم أخطأوا مهنيا وقاموا بسد الحالب, الأمر الذى أدى إلى إصابتها بفشل كلوى, ودخلنا في دوامة أخرى ما بين بنوك الدم والمستشفيات, حيث قمت بشراء أكياس الدم والصفائح على نفقتى الخاصة لاستكمال علاج زوجتى, وخلال هذه الفترة أنفقت ما لا يقل عن 12 ألف جنيه. رغم أننى أعمل نجار موبيليا ورزقى يومى وليس شهريا, وخلال فترة متابعتى لزوجتى فى مرضها أغلقت الورشة لأتابع حالتها, لم أجد أمامى فى النهاية سوى تحرير محضر بالواقعة برقم 12أحوال فى 17 أكتوبر اتهم فيه مستشفى الباجور بالإهمال فى حال زوجتى مما أحدث بها نزيفا تسبب فى اسئصال الرحم ولا يزال التحقيق مستمرا ولا تزال آلام زوجتى تتعالى.. صرخة نطلقها إلى وزير الصحة ومحافظ المنوفية للتحقيق فى الأمر لمساءلة من تسبب فى هذه المأساة وعقابه.