أكد الدكتور محمد الحارثي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الملك سعود، إن زيارة أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إلى السعودية، والتي التقى خلالها خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز، تأتي تتويجًا للتقارب الحاصل بين الدولتين بعد الاحتقان الذي حصل في البيت الخليجي. وأضاف الحارثي، في حديث لبرنامج «اليوم في ساعة» على قناة «CNBC عربية»: «اللقاء مهم جدًا ويأتي للملمة الملفات الثنائية والخليجية والإقليمية لا سيما أن أي شرخ في البيت الخليجي يمس الأمة العربية التي تمر بفترة تاريخية لا تحسد عليها». وأكد الحارثي: «التقارب بين السعودية وقطر أمر مرحب به في ظل الأوضاع الصعبة التي تمر بها الأمة العربية، فأبناء الخليج خاصة وأبناء الأمة العربية عامة يتطلعون لرأب الصدع وتقريب وجهات النظر بين قطر والسعودية حيال الملفات المختلف عليها وكذلك للتعامل مع التحديات الكبيرة التي أصبحت على مرمى حجر من دول الخليج». وردًا على سؤال يتعلق بمدى صحة الأنباء حول تأخر اختيار رئيس جديد للائتلاف السوري المعارض نتيجة الخلاف القطري السعودي، قال الحارثي إن العلاقات بين البلدين أكبر من أن يعيقها اختلاف في وجهات النظر، وبخاصةً ما يتعلق بالائتلاف السوري. وأوضح: «السعودية لها موقف مشرف منذ بداية الأزمة السورية ولا أعتقد أن قطر سوف تقف عائقًا أمام أي خيار لدعم وتخفيف معاناة الشعب السوري، وأمرٌ طبيعي أن يحدث خلاف بين الدولتين لكن ذلك لن يعيق التقارب السياسي بينهما خاصة أن حجم الملفات أمام قيادات الدولتين أكبر من قضية اختيار زعيم هنا وهناك». وعبَّر الحارثي عن تفاؤله إزاء عقد القمة الخليجية المقبلة في الدوحة، مؤكدًا أنّ التحدي الإيراني هو أكبر تحدّ الآن أمام دول الخليج، وبخاصةً ما يتعلق بموقف إيران من العراق وسوريا ودعمها المعلن للحوثيين في اليمن، مبينًا أن وجود تنظيم الدولة الإسلامية، المعروف إعلاميًا ب «داعش» يشكل أيضًا تحديًا أمنيًا كبيرًا، إلى جانب التحديات السياسية الأخرى التي باتت على مقربة من دول الخليج. وقال: «كل هذا يجعل السعودية وقطر تقفان أمام هذه التحديات ونأمل أن تزول الخلافات بين البلدين لا سيما بعد الأجواء الأخوية التي شاهدناها خلال زيارة أمير دولة قطر إلى السعودية وما سبقها من مؤشرات إيجابية».