أكد برنابا مريال بنجامين وزير خارجية جنوب السودان حرص بلاده على تعميق التعاون مع مصر والعالم العربى موضحا أهمية الزيارة المرتقبة للرئيس سلفاكير ميارديت المقررة لمصر منتصف نوفمبر المقبل والتى اعتبرها تشكل انطلاقة جديدة فى مسار التعاون بين بلاده ومصر . وتوقع فى حواره ل"النهار" أن تؤدى روح التفاهم الحالية بين مصر وإثيوبيا إلى مفاوضات وحوار بناء حول أزمة سد النهضة من أجل تحقيق مصالح دول حوض النيل . وكشف النقاب خلال الحوار حول علاقة بلاده مع إسرائيل ومدى تأثيرها على العلاقات بين جوبا ودول المنطقة، وتفاصيل الحوار الحالى فى أديس أبابا مع المتمردين وقائد الانقلاب رياك مشار. ٪ هذه الزيارة جاءت بدعوة وزير الخارجية المصرى سامح شكرى وهى أول زيارة رسمية لتقوية العلاقات بين البلدين وأود أن أشير إلى أن علاقتنا قوية منذ سنين وبيننا تعاون فى مجالات كثيرة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا ونأمل زيادته خلال الفترة المقبلة. وماذا عن الآفاق المرتقبة لزيارة الرئيس سلفاكير لمصر خلال الشهر المقبل ؟ - كما هو معروف هناك لقاء تم بين الرئيس سلفاكير ونظيره المصرى عبد الفتاح السيسى تم فى مالابو فى غينيا الاستوائية وفى نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة وخلالها قدم له الدعوة لزيارة مصر من أجل تقوية العلاقات وتعزيزها بين جوبا والقاهرة ومن هذا المنطلق جاءت زيارتى للترتيب لهذه الزيارة المهمة التى نتوقع أن تكون انطلاقة جديدة بين البلدين. وكيف يمكن تعظيم الاستثمار المتبادل بين الجانبين؟ - فى الحقيقة أن مصر تقدم مساعدات كبيرة لجنوب السودان فى العديد من المجالات، ففى التعليم هناك طلاب من جنوب السودان يدرسون هنا فى مصر وهناك فرع لجامعة الإسكندرية تم افتتاحه فى جنوب السودان بالإضافة إلى التعاون فى تقوية قدرات الجيش والشرطة السودانية وتدريبهم، وهناك فرص واعدة للاستثمار فى الزراعة والتعدين والبنية التحتية والكهرباء ومن المنتظر أن يوقع الرئيس سلفاكير ووزراء الحكومة فى دولة جنوب السودان مع نظرائهم فى مصر العديد من الاتفاقيات خلال زيارته المرتقبة لزيادة آفاق التعاون خلال الفترة المقبلة. وكيف ترى جوبا انخراط الجيش المصرى فى قوات حفظ السلام بجنوب السودان ؟ - لا نمانع وجود قوات مصرية عن طريق الأممالمتحدة فى جنوب السودان فحتى قبل أن تصبح دولتنا حرة كان هناك قوات مصرية فى جبال النوبة وجنوب السودان كان جزءا من السودان، فمن جهتنا لا يوجد أى شيء يعارض وجود قوات الجيش المصرى ضمن قوات الأممالمتحدة لحفظ السلام فى دول عديدة والتى تضم حوالى 15 ألف جندى من دول العالم من أوروبا وآسيا وإفريقيا ، ونعتبر أن وجوده يساعد فى حفظ السلام. وهل ناقشتم ملف سد النهضة ضمن مباحثاتكم فى مصر مع وزير الخارجية ؟ - نحن نتابع هذا الأمر والحوار بين مصر وإثيوبيا ولاشك أن هناك روحا من التفاهم ونحن نشجع الحوار بين دول حوض النيل كعائلة واحدة ولصالح الجميع لأن المياه هى الحياة ولابد أن يتحاور الطرفان كعائلة واحدة والرئيس السيسى التقى رئيس الوزراء الإثيوبى وتحاورا فى جو جديد من التفاهم وهناك توافق على ضرورة التوصل لحل يحقق المصالح المشتركة ونحن نؤكد ضرورة مواصلته فالبلدان صديقان وقريبان لنا ونرحب ونشجع جو التعاون والحوار لأنه بدون النيل لا توجد مصر، وبالتالى لا بد من حوار يحقق شراكة ومصالح للجميع. وماذا عن الأوضاع بين دولتى السودان وجنوب السودان والملفات العالقة؟ - لدينا ملف التعاون المشترك بين الدولتين وبه بنود من بينها اتفاقية السلام الشامل التى لم تنفذ حتى الآن ولذلك لابد من مواصلة الحوار من أجل تنفيذ البنود التى تم الاتفاق بشأنها وحل المشكلات الموجودة ومن بينها تلك المتعلقة بالحدود وحركة الأفراد بين الجانبين والحالة التجارية وألا يكون هناك متمردون أوحركات مسلحة تزعزع الأمن فى كل من الجانبين والآن هناك حوار بين الرئيسين البشير وسلفاكير لحل هذه المشكلات ونحن حريصون على علاقات حسن الجوار والحوار فيما يخص كل المشكلات ونرى أن علاقاتنا تتحسن يوما بعد يوم. وما ردك على التقارير التى تتهم الخرطوم بدعم المتمردين فى جنوب السودان وزعيمهم رياك مشار النائب السابق لسلفاكير؟ - بالطبع هذا الأمر لا يتناسب مع روح التعاون الجديدة بين الخرطوموجوبا ولذلك فإن سلفاكير يحاور الرئيس البشير لأن هناك بعض الأجهزة الحكومية التى لا تعترف بهذا خصوصا فى الملف الأمنى والطرفان حريصان على روح التعاون وألا تقدم أى دعم للحركات التى تزعزع أى جانب ونحن لا نقدم أى مساعدات لمتمردين فى دارفور أو النيل الأزرق ولذلك يجب أن تسود نفس الروح لدى الطرف الآخر. لكن هل هذه التقارير صحيحة ؟ - نحن نسمع عنها لكن التحقيقات جارية بشأنها وأن رئاسة جوبا تحاور وتشاور حكومة دولة السودان فى هذا الأمر وتسعى لتهيئة الأجواء من أجل حوار مشترك لحل كافة المشكلات، خاصة وأن هذا الأمر لا يساعد الروح الجديدة لحسن الجوار . وكيف تتوقع شكل التعاون بين حكومة الخرطوم والمتمردين؟ - هناك أجهزة أمنية يمكن أن تقوم بأعمال غير مسئولة تؤدى إلى زعزعة الداخل، لذا لابد للقيادة من الحد من نشاط هذه الأجهزة التى تقوم بعمليات "مثل بيع الأسلحة"، وهو ما لا يعكس الموقف السياسى الرسمى الذى نعرفه. وإلى أين وصل مسار المفاوضات بين حكومة جنوب السودان مع المتمردين بزعامة رياك مشار ؟ - هناك بروتوكول وقعته رؤساء دول الإيجاد وقد وقع عليه الرئيس سلفاكير وهو الأساس للحوار والحل السياسى بين الطرفين لكن قائد المتمردين رياك مشار لم يوقعه، ونحن كحكومة مصممون على الحل السياسى وتكوين حكومة انتقالية تضم كل الأطراف لأن لدينا أكثر من 19 حزبا سياسيا وفى الحكومة 6 أحزاب مشتركة مع الحركة الشعبية "الحزب الحاكم" وخلال الفترة الممنوحة 45 يوما لابد من الاتفاق خلالها، ولذلك نرى أن العقبات كلها من طرف الدكتور مشار وقادة المتمردين، وفى هذا الصدد نريد من دول الاتحاد الإفريقى والإيجاد والأممالمتحدة ومصر وبريطانيا أن يقنعوا الطرف الآخر بضرورة العمل على إحلال السلام فى جنوب السودان، والحوار مستمر والمفاوضات قائمة.