مع بدء العد التنازلي لموسم الحج، تزايد الطلب على عملة «الريال السعودي»، الأمر الذي خلق أزمة جديدة بسوق العملات، إذ ارتفعت قيمته بالسوق السوداء لتصبح قيمته نحو 203 قروش، مقابل 191 قرشا بالبنوك. والجدير بالذكر أن الطلب علي الريال السعودي قد ارتفع بشكل غير مسبوق في تعاملات شركات الصرافة والبنوك خلال الأيام القليلة الماضية بسبب حلول موسمي الحج والعمرة واستعداد الآلاف من المصريين لأداء مناسكهما خلال الأسابيع القادمة. لذا استطلعت « النهار» آراء عدد من الخبراء والمصرفيين، حول الأسباب وراء تفاقم أزمة الريال؟، وكيف يمكن الحد من هذه الأزمة ؟.. وجاءت إجاباتهم خلال السطور التالية.. في البداية أكدت بسنت فهمي، الخبيرة المصرفية، أن أزمة الريال السعودي تعد أزمة موسمية تظهر سنوياً مع اقتراب موسم الحج والعمرة من كل عام، إذ إن تزايد الطلب عليه يؤدي لانخفاض قيمة المعروض منه بالبنوك ومن ثم يظهر دور السوق السوداء والتي تقوم باستغلال هذه الأزمة، لافتة في الوقت ذاته إلى أن المعروض من الريال السعودي حالياً بالبنوك وشركات الصرافة لا يغطي سوى نحو 60% من حجم الطلب عليه. وأوضحت أن انخفاض تحويلات المصريين العاملين بالمملكة العربية السعودية من الريال هو أحد الأسباب وراء عدم قدرة البنوك على تلبية احتياجات المواطنين الراغبين في شراء الريال السعودي، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن السوق غير الرسمية دائما ما تستغل قدوم موسم الحج حتى تتلاعب بأسعار العملات وبالأخص الريال والدولار. بينما أكد أحمد رشدي، الخبير المصرفي والمدير السابق للبنك الأهلي، أن تراجع حجم الايرادات السياحية وبالأخص السياحة الدينية والخليجية الوافدة لمصر أدي لتراجع حجم المعروض من الريال السعودي، في الوقت الذي تزايد فيه حجم الطلب عليه مع قدوم موسم الحج هو السبب الرئيسي وراء تفاقم أزمة الريال السعودي في السوق المصري. وأضاف رشدي أن ارتفاع تأشيرات الحج لنحو 80 ألف تأشيرة أدى لزيادة الطلب على الريال السعودي ومن ثم ارتفاع قيمته أمام الجنيه، لافتاً إلى أن هذا الأمر تزامن مع انخفاض موارد البنوك من الريال، فهذه الأمور أدت لانتعاش تعاملات السوق غير الرسمية في الريال السعودي. وتابع رشدي، حديثه ل» النهار» قائلاً إن أزمة الريال السعودي تعد أزمة مؤقتة وموسمية، وتنتهي بانقضاء موسمي الحج والعمرة ، مشيراً إلى أن العام الجاري شهد زيادة على طلب الريال السعودي بنحو 16% مقارنة بالعام الماضي. في حين أكد الدكتور محسن الخضيري، الخبير المصرفي، أن الريال السعودي ترتفع قيمته في العام مرتين، الأولي خلال شهري يونيو ويوليو وذلك بالتزامن مع عمرة شهر «رجب» و»شعبان» و»رمضان» وتنخفض قيمته نسبياً في شعر أغسطس ليعاود الارتفاع مجددا في منتصف شهر سبتمبر. وأوضح الخضيري أن أزمة الريال السعودي هي نتيجة طبيعية لزيادة إقبال شركات السياحة والمعتمرين والحجاج على شرائه من البنوك وشركات الصرافة من أجل تغطية جميع نفقات رحلات العمرة والحج قبل بداية الموسم بعدة أسابيع خوفاً من اختفائه مع حلول الموسم، وبالفعل هذا ما حدث إذ ارتفعت الفجوة بين العرض والطلب على الريال ومن ثم اشتعلت أزمته. وأضاف الخضيري أن انخفاض قيمة الدولار أمام الجنيه سيؤدي لانتهاء أزمة الريال السعودي خاصة وأن تفاقم الأزمة يتزامن مع زيادة الطلب على الدولار إلا أن هذا العام حدث العكس خاصة وان الدولار انخفضت قيمته مع لجوء المصريين لشراء شهادات استثمار قناة السويس خلال الأيام القليلة الماضية. في حين أكد أحمد آدم، الخبير المصرفي، أن السماسرة وشركات الصرافة هم السبب وراء تفاقم أزمة الريال، إذ إنهم يلجأون لاتباع سياسة المضاربة الأمر الذي يؤدي لارتفاع سعر الريال السعودي ، فهم يمارسون دوما أداة ضغط على البنك المركزي إلا أن الأخير يتبع سياسة نقدية رشيدة قادرة على مواجهة مضاربات السماسرة. وأضاف آدم أن عدم التوازن بين العرض والطلب على الريال السعودي السبب الرئيسي وراء استمرار صعوده أمام الجنية، إلا أن هذه الأزمة سرعان ما ستزول عقب انتهاء عيد الأضحي المبارك ، إذ سينخفض الطلب عليه ومن ثم سيزداد المعروض منه. وطالب آدم ، البنك المركزي بتشديد الرقابة على شركات الصرافة خاصة وأنها المتهم الأكبر في هذه الأزمة، لاسيما وأن الرقابة ستحد من نشاط السوق غير الرسمي للريال السعودي وباقي العملات الأخري، خاصة وأن حلول موسمي الحج والعمرة ينعشان الطلب على الريال السعودي خلال هذه الأيام.