توالت تعليقات الصحف الغربية على التطورات الأخيرة في المشهد المصري, خاصة الانفجار, الذي وقع بمحيط وزارة الخارجية في 21 سبتمبر, حيث ذكرت صحيفة "لوإكسبرس" الفرنسية أن التعتيم على ما يحدث في مصر أصبح غير مفيد, وعلى المسئولين فيها, الاعتراف بأن البلاد في خطر كبير, وعلى وشك السقوط , خاصة مع توسع رقعة العمليات الإرهابية, وامتدادها إلى وسط القاهرة. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 22 سبتمبر أن مصر تواجه أزمات عديدة, ولكن أخطرها الانقسام المجتمعي والإرهاب، مشيرة إلى أن الانفجار الذي وقع أمام وزارة الخارجية أثار حالة كبيرة من الهلع والفزع بين المصريين. وتابعت أنه لا بديل لإنهاء الأزمة المحتدمة في مصر, سوى الحوار الوطني, الذي يشمل كافة أطياف المجتمع, خاصة الإخوان المسلمين, محذرة من أن استمرار عزل "الإخوان" سيزيد الوضع تعقيدًا في مصر, خاصة في ظل تصاعد الهجمات الإرهابية. وبدورها, ذكرت صحيفة "الديلي ميل" البريطانية أن الأوضاع في مصر تدهورت بشكل خطير, خاصة بعد الدعوات التي وجهها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" للجماعات المسلحة في سيناء، بتكثيف مهاجمة قوات الأمن المصرية. ونقلت الصحيفة في تقرير لها في 23 سبتمبر البيان الذي بثه الناطق باسم "داعش" محمد أبو العدناني على الإنترنت, وخاطب فيه الجماعات المسلحة بسيناء, قائلاً :"فلتهاجموا قوات الأمن، وتقطعوا رؤوسهم". وأضافت الصحيفة أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أعلن مرارا أنه سيضرب الإرهاب بيد من حديد, إلا أن الهجمات الإرهابية تزايدت، وآخرها الانفجار الذي وقع بمحيط وزارة الخارجية المصرية, وهو "مؤشر كارثي" على تدهور الأوضاع في البلاد. وبدوره, حذر موقع "المونيتور" الأمريكي من احتمال انتشار تنظيم الدولة الإسلامية " داعش" بشكل واسع في مصر, خاصة في الصعيد. وأضاف الموقع في تقرير له في 23 سبتمبر أنه فى ظل حالة الاستياء وخيبة الأمل بين شباب الإسلاميين بمصر، لن يكون تجنيد عناصر جهادية أمرا صعبا. وتابع الموقع أن أفضل الأماكن لظهور موالين لداعش بمصر هى الصعيد، وليس سيناء, كما يتوقع كثيرون، مشيرا إلى أن الأسلحة تنتشر في الصعيد, بينما توجد سيطرة حكومية ضعيفة للغاية. وفي السياق ذاته, ذكرت صحيفة "الجورنال" الإيطالية أن الوضع في مصر يزداد سواء، خاصة مع تزايد الهجمات التي تستهدف قوات الأمن, والتي كان آخرها, التفجير الذي وقع أمام وزارة الخارجية. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 22 سبتمبر أن الشعب المصري بات يخشى التواجد في الأماكن العامة, أو الشرطية, خوفا من استهدافها. وتابعت الصحيفة أن الوضع في مصر أصبح خطيرا جدا, بسبب كثرة المشاكل التي تواجهها البلاد, إلى جانب ضعف الدولة في محاربة "الإرهاب". ومن جانبها, سلطت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية الضوء على جانب آخر للأزمة في مصر, مشيرة إلى أنه كان من المتوقع أن ترتفع أسهم البورصة المصرية باستمرار بعد فوز المشير عبد الفتاح السيسي بالرئاسة, لكن ذلك لم يحدث. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 22 سبتمبر أن البورصة المصرية شهدت تذبذبا وخسائر بين الحين والآخر في الأسابيع الأخيرة, ما فاقم من أزمة البلاد الاقتصادية. وتابعت الصحيفة أن استمرار خسائر البورصة وغياب السياحة بسبب "الاضطرابات والإرهاب", يهدد بسقوط نهائي لمصر, وليس سقوطها اقتصاديا فقط, مشيرة إلى أن الوضع في البلاد أصبح هشا وخطيرا للغاية. وكانت مصادر أمنية مصرية أعلنت في 21 سبتمبر أن ضابطين برتبة مقدم قُتلا وأُصيب عدد آخر من رجال الشرطة بجروح في انفجار قنبلة استهدفت نقطة تفتيش للشرطة بالقرب من البوابة الخلفية لمبنى وزارة الخارجية المطل على تقاطع شارعي 26 يوليو وكورنيش النيل بمنطقة بولاق أبو العلا. ووضعت القنبلة أسفل شجرة في شارع 26 يوليو، بحسب شهود عيان, وطوَّقت الشرطة مكان الحادث الذي وقع في منطقة مزدحمة بالقرب من نهر النيل، وقامت بتمشيطها مستعينة بالكلاب البوليسية, بحثا عن قنابل أخرى محتملة.