روت "مارجوت فولك" خادمة الزعيم النازي هتلر مأساتها اليومية معه من خلال قصتها "وكر الذئب" وهي تقصد بهذا الاسم مقر إقامته، وكشفت "فولك" لصحيفة الإندبندنت البريطانية أسرار وتفاصيل الحياة داخل الوكر، كانت فولك بنت الخمس وعشرون عاما أثناء خدمتها للفوهلر(الدكتاتور) "أدولف هتلر" كمتذوقة لطعامه حيث كان عليها أن تتذوق الطعام قبله للتأكد من عدم كونه مسموما، وهو ما كان يعرضها للموت في كل دقيقة تقضيها في خدمته. الإعدام قالت فولك إنها لم تكن من النازية ولكنها كانت واحدة من بين 15 فتاة شابة يعملون في حراسة مشددة بخدمة النازي هتلر في وكر الذئب المقر الخاص به أثناء الحرب العالمية الثانية، مشيرة لأنها الوحيدة من بين زميلاتها التي ظلت على قيد الحياة حتى الآن والذين تم إعدامهم رميا بالرصاص على يد الجيش الأحمر عام 1945. الصمت وتابعت فولك في تصريحاتها للتليفزيون الألماني أنها تشعر بالعار والانكسار لالتزامها الصمت طيلة هذه الأعوام بشأن هتلر وأعوانه، فيما عكفت على وصف طعام هتلر والذي كان نباتيا بشكل دائم بسبب الشائعات المستمرة حول رغبة بريطانيا في سم هتلر وهو ما أجبره على الابتعاد عن تناول اللحوم ولكن طعامه كان يتراوح بين الأرز والمكرونة والفلفل والقرنبيط والبازلاء. وأضافت: " كان علينا أن نأكل الطعام بأكمله وننتظر ساعة للتأكد من خلوه من أي سموم قبل أن يتناوله هتلر، كنا نموت في كل مرة نتناول فيها الطعام ونبكي بجنون فور أن نطمأن على أنفسنا أننا بخير ولم نمت بعد". الصدفة عملت فولت بتلك الوظيفة بمحض الصدفة بعد أن لجأت لإحدى البلدات البروسية عقب تجنيد زوجها بالجيش، فأجبرها رئيس بلدية البلدة أن تعمل بتلك الوظيفة، تحت إجراءات أمنية مشددة لدرجة أنها لم تكن تراه شخصيا كما أن قوات النازي الخاصة كانت تغتصب الخادمات في الليل وهو ما تعرضت هي له شخصيًا. ووصفت الخادمة مخاوف هتلر بأنها لا أساس لها من الصحة ووهمية، مشيرة إلى محاولة بعض الضباط الألمان لاغتيال هتلر عام 1944 بتفجير قنبلة بمقر وكر الذئب ولكنه لم يصب بالطبع بأي أذى وقام بعدها بإعدام 5 آلاف جندي ألماني مشتبه بتورطهم بمحاولة اغتياله. واختتمت الخادمة حكايتها بمحاولة أحد الجنود البريطانيين الزواج منها عقب انتهاء الحرب ولكنها فضلت انتظار زوجها الذي سبق تجنيده بالجيش والذي عاد إلى منزله بالفعل عام 1946 وعاش الزوجان معا ولكن الحرب تركت بنفسيهما آثارا سلبية لا حصر لها مشيرة لأن الكوابيس مازالت تلاحقها كلما غفوت حتى الآن كما أن زوجها توفي قبل 24 عاما وظلت تعيش وحيدة أسيرة للذكريات على حد وصفها.