يصادف اليوم، الذكرى الثانية لرحيل جنرال الكرة المصرية والعربية الكابتن محمود الجوهري، أبرز من أنجبت الكرة المصرية والعربية في مجال التدريب، والذي غيّبه الموت عن أعين محبيه في مثل هذا اليوم من العام قبل الماضي في الأردن، قبل أن يتم نقل جثمانه إلى مصر في جنازة عسكرية تكريمًا للدور الذي قام به الراحل في تطوير الكرة المصرية والعربية خلال السنوات الماضية. ورغم رحيله عن عالمنا إلا أن إنجازاته وتاريخه الحافل في المستطيل الأخضر وخارجه ومع الكرة المصرية أو البلدان العربية سيظل عالقًا في أذهان الجميع، وستبقى ذكرى خالدة لعاشقي الساحرة المستديرة المصرية والعربية. الجنرال .. رياضي بزي عسكري الجنرال، كما أطلق عليه النقاد الرياضيون كونه رجلًا عسكريًا بزي رياضي، استطاع خلال مسيرته الكروية تحقيق إنجازات لا حصر لها ولكن يبقى الإنجاز الأبرز هو قيادة منتخب الفراعنة للصعود لبطولة كأس العالم 1990 بعد غياب 56 عامًا عن المونديال، كما أنه قاد المنتخب للمشاركة في كأس القارات عام 1999 للمرة الأولى، أيضًا في إنجاز جديد بعد التتويج بكأس الأمم الإفريقية قبلها بعام مع الجيل الأبرز في تاريخ الكرة المصرية. أما على مستوى الإنجازات مع الأندية، فيعتبر الراحل هو المدير الفني الوحيد الذي تُوج ببطولة دوري أبطال إفريقيا مع قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك. لم يكتف الجنرال بإنجازاته مع الكرة المصرية، وأصر على كتابة تاريخ جديد مع الكرة الأردنية عندما تولى تدريب منتخب بلادها والإشراف الفني على الكرة الأردنية عام 2002. www.ahlysport.com-image-1478803567« الجنرال» في سطور ولد في 20 فبراير عام 1938 في القاهرة، مسيرته كلاعب كانت قصيرة مع الأهلي بين 1955 و1964 انتهت بعد سلسلة من الإصابات المتلاحقة في الركبة، وكان الجوهري هدافًا للنسخة الأولى لكأس الأمم الإفريقية 1959 برصيد ثلاثة أهداف عندما أحرزت مصر اللقب، كما شارك مع المنتخب في دورة الألعاب الأوليمبية 1960 بالعاصمة الإيطالية روما. مشوار حافل ك«مدرب» فازت مصر تحت قيادته بلقب بطولة أمم أفريقيا عام 1998م والتي أقيمت في بوركينا فاسو وتغلب في النهائي على منتخب جنوب أفريقيا لكرة القدم بهدفين نظيفين، وهو أول مدرب يفوز بالأمم الأفريقية لاعبا ومدربا حيث حصل على الكأس مع منتخب مصر عام 1957 و1959 وكان هداف البطولة كما قاد المنتخب الوطني المصري للفوز بالميدالية الذهبية في دورة الألعاب العربية في 1992 التي أقيمت في سوريا متغلباً على المنتخب السعودي 2/3 في المباراة النهائية وهو أول مدرب مصري يتولي تدريب فريقي الأهلي المصري والزمالك المصري في تاريخ الكرة المصرية. كما كان أول مدرب يقود فريق الأهلي للفوز ببطولة أفريقيا للأندية أبطال الدوري عام 1982 حينما تغلب على كوتوكو الغاني وعاد بالكأس، كما نجح مع الزمالك المصري في الفوز ببطولة أفريقيا للأندية أبطال الدوري عام 1993 والفوز بكأس السوبر الأفريقي بعد أن تغلب على الأهلي المصري في جوهانسبرج مطلع 1994. وتولى الجوهري تدريب عدد من الأندية الخليجية منهاالهلال السعودي واتحاد جدة، وتتلمذ على يد الخبير الألماني كرامر الذي عمل مساعداً له في السعودية، واستفاد الجوهري من خبرته الكثير، كما تولي تدريب ناديي الشارقة والوحدة الإماراتيين وقاد منتخب عمان في كأس الخليج عام 1996. وفي 2002 تولى تدريب المنتخب الأردني والإشراف الفني على الكرة الأردنية وقاد المنتخب الأول للوصول إلى نهائيات كأس الأمم الأسيوية 2004 في الصين لأول مرة في تاريخ الكرة الأردنية وصعد بالفريق إلى دور الأربعة وخرج أمام اليابان بضربات الترجيح بعد أن قام الحكم بتغيير المرمى الذي يسدد عليه الفريقان الركلات في سابقة لم تحدث من قبل وقلبت الموقف رأساً على عقب فبعد أن كان المنتخب الأردني متقدماً 2/ 0 تحولت الكفة لصالح الفريق الياباني الذي فاز بالبطولة. كما حقق مع منتخب الأردن العديد من الإنجازات العربية أهمها المركز الثالث في كأس العرب في الكويت والثاني في دورة غرب آسيا وقد توج العاهل الأردني عطاءه الكبير مع الكرة الأردنية بتكريم ملكي، حيث منحه وسام العطاء المتميز خلال استقباله له في القصر الملكي في عمان بعد أن أنهى مسيرته مع الكرة الأردنية التي وضع لها العديد من أسسس التطور، وما إن أنهى مهمته في الأردن وقرر اعتزال التدريب حتى اختاره مجلس إدارة اتحاد الكرة المصري مديراً فنياً للاتحاد ليضع خبرته الطويلة في التخطيط الفني للكرة المصرية. ويعتبر التخطيط لمنتخب مصر للشباب المشارك في كأس العالم مصر في 2009 أول خطواته في منصبة الجديد وبعد أن داهمه المرض لثلاثة أيام فقط تعرض لجلطة دماغية أدت إلى نزيف حاد بالمخ في 30 أغسطس 2012 ونقل للمستشفي الكبرى في العاصمة الأردنيةعمان حيث أعلن الأطباء عن وفاته إكلينيكيا وفي صباح الإثنين في 3 سبتمبر 2012 توفي الجوهري عن 74 سنة على إثر أزمة قلبية حادة.