قال الدكتور حازم الببلاوى رئيس الوزراء السابق، إن خطر استمرار اعتصام الإخوان المسلمين وأنصارهم عند مسجد رابعة العدوية كان أكبر كثيرا من خطر فضه، ولهذا كان لا بد من أن يتخذ القرار بالفض، مؤضحا أن الأغلبية فى المجلس الأعلى للدفاع، كانت مع فض الاعتصام، إلا البرادعى الذى كان يرفض ذلك، ويقول إنه يخشى أن يتكرر ما حدث فى الجزائر من اقتتال فى تسعينات القرن الماضى بين المتطرفين والجيش استمر لعدة سنوات، وأنه يخشى من وقوع حرب أهلية بمصر. وكشف الببلاوى عن تفاصيل فض اعتصامي ميداني "رابعة العدوية" و"النهضة"، واستقالة نائب الرئيس الدكتور محمد البرادعى عقب الفض. وأضاف الببلاوى إن الدولة كانت تؤجل فض اعتصام "رابعة العدوية" مرة بعد أخرى، لكنها فى الوقت نفسه كانت لا تريد أن تتحول الأمور إلى فوضى تهدد وجود الدولة نفسها، ولهذا عندما تطورت الأمور ووصلت إلى مرحلة معينة تنذر بالخطر، كان لا بد من اتخاذ إجراءات حاسمة لفرض سلطة القانون على الجميع، مضيفا أنه قال فى اجتماع مجلس الدفاع: "إذا لم تتخذ الوزارة أى إجراء يبين أن الدولة قادرة على فرض القانون على الشارع، فإنها ستفقد سلطتها بالكامل". وأكد الببلاوى على أن البرادعى أعرب عن رأيه بصراحة فى اجتماعات المجلس الأعلى للدفاع، وكان مصرا عليه حتى النهاية، لكن مجلس الدفاع الوطنى، فى مجمله، كان يرى أن الأمور جاوزت (كل حد)، وعليه اتخذ القرار (بالفض)، لافتا إلى أن السيسى كان مثل غالبية الحاضرين فى مجلس الدفاع "أعنى أنه لم يكن يوجد تمايز من جانبه يختلف به عن التوجه العام فى الاجتماع"، وأن الرئيس عدلى منصور كان يستمع، ويعطى فرصة للكل فى الحديث وإبداء وجهات النظر والآراء. وتابع الببلاوى قائلا فى الجزء الثانى من حواره المطول مع صحيفة "الشرق الأوسط"، اللندنية، نشر بعددها الاثنين: "البرادعى أولا هو استقال دون أن يخبر أى أحد. أنا أسفت طبعا.. لكن طالما أنه يرى أن هذا الأمر لا يتفق مع ما يعتقده، فمن حقه أن يستقيل. أنا قلت إن الرجل كان متسقا مع نفسه.. إذ الأغلبية رأت رأيا فمن الخطأ أن تحاول أن تفرض رأيك على الأغلبية، لكن إذا وجدت أن ضميرك لن يكون مرتاحا، فيمكنك أن تترك المكان.. أنا رأيت أنه أخذ الموقف المنطقى لواحد له رأى مخالف، أيا كانت مبرراته، فهذا حقه، واستقال. فى الحقيقة أنا فوجئت.. فهو لم يقل لى إنه سيستقيل، إلا أننى كنت أفضل ألا يسافر خارج مصر بعد الاستقالة، لكن هذا قراره هو". وأوضح الببلاوى ،"أعطينا فرصة للمعتصمين لفض الاعتصام سلميا أكثر من مرة، وكانت هناك وساطات من الداخل ومن الخارج، لعلها تنجح، لكنها لم تنجح.. بل بالعكس.. ازدادت لهجة التحدى وازداد الإيذاء للمواطنين، وبدا أن الدولة غير موجودة". وأشار الببلاوى إلى أنه كان لديه خبر بالموعد الذى سيتم فيه الفض، لكن كان من الممكن أن يتأخر يوما أو أن يبدأ التنفيذ قبل الموعد المحدد بساعات. وبسؤاله عن المكان الذى تابع فيه عملية الفض، قال الببلاوى: بالهاتف.. مع وزير الداخلية.