واصلت نيابة إمبابة بإشراف المستشار أحمد البقلى، المحامى العام الأول لنيابات شمال الجيزة، تحقيقاتها فى واقعة «هتك عرض فتاة معاقة ذهنياً» أمام باب «حجز النساء»، داخل قسم إمبابة، فجر الأربعاء الماضى، على يد أمين شرطة بالقسم، وجددت المحكمة حبس المتهم 15 يوماً على ذمة التحقيقات بتهمة «هتك عرض فتاة قاصر». وأثناء نظر الجلسة أنكر المتهم «ح. ع»، 42 عاماً، ما نُسب إليه من اتهامات، واستندت النيابة إلى أقوال شاهدتَى الواقعة اللتين أكدتا أن المتهم ارتكب الجريمة، فيما وصفت التحريات المتهم بأنه «خائن للأمانة، وشيطان». وتسلمت نيابة إمبابة، أمس، برئاسة علاء سمير، رئيس النيابة، تحريات المباحث الأولية حول الواقعة، والتى أكدت أن المتهم ارتكب الواقعة، وذلك بعد فحص كاميرات القسم، وتبين من إحدى الكاميرات أن المتهم أخذ مفتاح الحجز، فجر الأربعاء الماضى، وتسلل إلى الحجز وأخرج الفتاة المعاقة، ووقف أمام الباب وشل حركتها، وهتك عرضها، وحاول اغتصابها، مضيفة أن «الكاميرات التقطت صورة للمتهم وكان معه المجنى عليها ولكنها لم تسجل واقعة هتك العرض التى استغرقت 3 دقائق». وكشفت التحريات التى أشرف عليها اللواءات محمود فاروق مدير الإدارة العامة للمباحث، ومصطفى عصام مدير الأمن العام لمنطقتى الجيزة والقاهرة، وجرير مصطفى مدير المباحث الجنائية، والعميد حسن عليوة مفتش المباحث، عن تضارب أقوال 18 أمين وفرد شرطة بالقسم عن سلوك المتهم، فالبعض قال إنه سيئ السلوك، والآخر أكد أنه حسن السلوك، ولكن عدداً من السجينات أكدن للضباط أن المتهم سيئ السلوك معهن. وتضمنت التحريات أيضاً عبارات تفيد بأن «المتهم خائن للأمانة، لأن السجين الموجود داخل الحجز مسلوب الإرادة والحرية، والمتهم لم يحفظ تلك الأمانة، وهى المجنى عليها التى أودعتها النيابة عنده للحفاظ عليها بعد تعرضها لهتك عرض على يد شابين قبل الواقعة بيوم»، ووصفت التحريات المتهم بأنه «شيطان» بسبب ما ارتكبه من جُرم. وكشفت التحقيقات عن أن بداية كشف الواقعة كانت فى التاسعة صباح الأربعاء الماضى، عقب وصول متهمة فى جريمة قتل زوجها إلى نيابة إمبابة لنظر قرار تجديد حبسها أمام قاضى المعارضات، إذ دار حديث جانبى بينها وبين عاملة البوفيه فى المحكمة، وخلاله كشفت المتهمة لها عن تفاصيل تلك الواقعة «اغتصاب المعاقة ذهنياً على يد أمين شرطة بالقسم». وأوضحت التحقيقات أن عاملة البوفيه أسرعت إلى رئيس نيابة إمبابة وأخبرته بتفاصيل الواقعة، فبدأ فى إجراء تحقيقات، واتصل بمأمور قسم إمبابة. وقبل أن يسأله عن أى شىء، أبلغه مأمور القسم بواقعة اغتصاب الفتاة على يد أمين شرطة، وقال له أيضاً إن أمين الشرطة تمكن من الهرب عقب الحادث، فطلب منه رئيس نيابة إمبابة أن يحرر محضراً بالواقعة ويحضر له الشهود. وبعد قرابة ساعة حضر مأمور القسم إلى سراى النيابة ومعه شاهدتان، هما امرأتان متهمتان فى قضايا قتل ومخدرات، واستمع رئيس النيابة إلى أقوال الشاهدتين، وأكدتا أن المتهم حاول هتك عرض الفتاة، وأنهما شاهدتاه وهو يحاول اغتصابها أمام باب حجز النساء فى القسم عند الثانية والنصف فجر الأربعاء، كما أن رئيس نيابة إمبابة استمع أيضاً إلى أقوال الفتاة التى أكدت أن المتهم شل حركتها وهتك عرضها، فقررت النيابة ضبط وإحضار المتهم. وكشفت معاينة النيابة التى أجرتها لمكان الواقعة داخل القسم عن إمكانية رؤية المساجين للمتهم أثناء ارتكابه للواقعة، كما أن شاهدتى الواقعة نظفتا ملابس المجنى عليها عقب الحادث. وتوصلت تحقيقات النيابة التى أشرف عليها المستشار علاء سمير، رئيس النيابة، إلى أن الفتاة المجنى عليها، وتُدعى «ش» وتبلغ من العمر 17 سنة، حضرت يوم الثلاثاء الماضى إلى سراى النيابة عقب محاولة شخصين هتك عرضها، وذكرت التحريات أن أحد المتهمين «سائق توك توك» استعان بصديق له واستدرجا الفتاة وحاولا الاعتداء عليها فى الشارع، إلا أن قوات الشرطة تمكنت من إلقاء القبض عليهما، وتم اقتيادهما إلى قسم شرطة إمبابة، وأن النيابة أصدرت قراراً بحبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيقات. وقررت نيابة إمبابة إيداع الفتاة المجنى عليها داخل القسم لحين عرضها على الطب الشرعى وإيداعها فى دار رعاية بعد أن قالت التحريات إن الفتاة «معاقة ذهنياً- منغولية»، وليس لها أسرة، متابعةً أنه عقب ذلك تم اقتياد المتهمين والفتاة إلى ديوان القسم وإيداع الفتاة بالقسم لحين إيداعها فى دار رعاية. كما بينت التحقيقات أن أمين الشرطة المتهم أنكر ما نُسب إليه من اتهامات، وقال لمحقق النيابة: «أنا معملتش أى حاجة.. دى بنت معاقة ذهنياً.. وماليش علاقة بها»، فأصدرت قراراً بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيق. وقالت مصادر قضائية إن المحامى العام طلب من نيابة إمبابة سرعة الانتهاء من التحقيق فى تلك الواقعة، تمهيداً لإحالة المتهم إلى محكمة جنائية عاجلة أمام محكمة الجنايات خلال الأسبوع الحالى. ولا تزال النيابة تواصل تحقيقاتها بالاستماع إلى مأمور القسم ووكيل فرقة المباحث و18 أمين وفرد شرطة لسماع أقوالهم حول ملابسات الواقعة.
