فتاوى شيوخ «الدعوة السلفية» تثير الجدل

تعتبر "الدعوة إلى الله"، من أشرف الأنشطة التي يمكن أن يقوم بها الأفراد، الذين تعلموا قواعد وأصول الدين، وعرفوها حق المعرفة، وعلى الرغم من ذلك فقد تفرغ بعض المحسوبين على "العلماء"، للأمور السطحية، التي تعد بعيدة تماما عن الصورة الصحيحة للإسلام.
وعلى هذه الطريقة يسير مشايخ الدعوة السلفية والذين خصصوا بابًا على موقع "أنا السلفي" التابع للدعوة على شبكة الإنترنت لإطلاق الفتاوى التي تهتم ب"قشور الدين"؛ ما جعل البعض يشبه هذه الطريقة بأنها "فتاوى التيك أواي".
ومن عينة هذه الفتاوى، تلك التي رد عليها الشيخ ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية، والشيخ سعيد عبد العظيم عضو مجلس إدارتها، وغيرهما.
عدم جواز صبغ الشعر بالأسود
ففي سؤال عن جواز إعادة صبغ الشعر باللون الأسود، بعد صبغه بلون آخر، قال برهامي: "الأحوط أن تنتظر حتى يعود الشعر إلى لونه الطبيعي".
وفي سؤال آخر عن جواز كشف المنتقبة يديها ووجهها في المطعم من أجل تناول الطعام، أفتى الشيخ قائلا: "إذا كانت لا تستطيع الأكل إلا بكشف يدها كشفتها، وإذا كان يمكنها أن تأكل مع دوام ارتدائها للنقاب - وهو ممكن - لا تكشف وجهها، هذا إذا كانت ترى مذهب وجوب ستر الوجه".
تقشير الشفايف أثناء الصيام
وفي سؤال عن حكم "تقشير الشفايف" أثناء الصيام قال برهامي: "لا تبتلع القشور، وإذا فعلتَ ذلك عامدًا ذاكرًا؛ فعليك القضاء، وأما ما كان رغمًا عنك أو مع النسيان؛ فلا يفطر، والصوم صحيح".
كما أفتى أيضا بتحريم العمل في التسويق للسجائر، حيث رد على سائل يقوم بتوزيع "ولاعات" مجانية مع علب السجائر فقال: "هذا عمل تسويقي للتدخين وهو محرم؛ فاستغفر الله، وأنفق المال في مصالح المسلمين، وإن كنتَ فقيرًا فاستعمله".
وفي فتوى أخرى بعدم جواز بيع الحلوى في المواسم "البدعية" مثل حلوى المولد؛ رد الشيخ على سائل فقال: "إذا كان عملك على الدوام بيع الحلوى؛ فلا حرج عليك".
لا يجوز للمرأة لبس «الإسترتش» أمام الأب والأبناء
أما الفتاوى الأشهر لنائب رئيس الدعوة السلفية، والتي أثارت الجدل خلال الفترة الماضية، فكانت عدم إجازته للبس المرأة "الإسترتش" أمام أبنائها أو إخوتها أو أبيها، حيث قال: "إذا كانت الثياب ضيقة تجسِّم حجم الفخذ "مثل الإسترتش"؛ لم يجز للمرأة أن تلبسها إلا أمام الزوج، وإن كانت واسعة جاز لها أمام أبيها وإخوتها أو أولادها".
الأدوية الجنسية
وعلى طريقة برهامي، سار الشيخ سعيد عبد العظيم، عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية، الذي قام بالرد على عدد من الأسئلة بفتاوى، منها:
إجازة بيع الأدوية الخاصة بالجنس حيث قال في فتواه: "إذا كانت العقارات والأدوية الجنسية بمثابة منشطات يترتب عليها مصلحة ولا مضرة في تعاطيها فلا مانع من الاتجار فيها، وقد ذكر القرطبي جواز تعاطي الرجل الدواء الذي يزيد به الباهة عند امرأته".
احرصي على تغطية وجهك وكفيك
وفي سؤال أرسلته إحدى السائلات، عن خوفها من مخالفة السلف من حيث قيامها بارتداء عباءة وقفازين عند الخروج دون القيام بتغطية الوجه، قال عبد العظيم: "مسألة تغطية الوجه والكفين، البعض يقول بالوجوب _ وهذا أشبه الأقوال بالصحة _ والبعض يقول بالاستحباب فاحرصي على تغطية وجهك وكفيك فإن لم تفعلي فبعض الشر أهون من بعض، وليست من غطت وجهها أو كفيها كمن كشفت الكل".
عمل المرأة
أما عن عمل المرأة، فقد سألته إحدى السيدات: "أنا طبيبة أريد ستر عورات المسلمات فبلدي تفتقر إلى الطبيبات النساء ولهذا سأظل أعمل نحو أربع سنوات في جو من الاختلاط إلى أن أترك العمل الحكومي وأفتح عيادة خاصة فهل يحرم على ذلك، وأيهما أَولى ستر العورات أم ترك العمل وتجنب الاختلاط تماما؟"، فرد عليها الشيخ قائلا: "خدمة المسلمات وستر العورات عمل جليل ولكن يتم ذلك مع المحافظة على النفس قدر الاستطاعة فتجنبي الاختلاط قدر استطاعتك وعليك بغض البصر والتزام ضوابط الحجاب الشرعي وعدم الخضوع بالقول، والكلام بقدر الحاجة والضرورة مع الرجال، وعدم الخلوة، والعمل في محيط النساء".
لا تجوز رؤية وجه زوجة الأخ
وفي سؤال عن جواز رؤية وجه زوجة الأخ، قال عبد العظيم: "لا يجوز لك النظر إلى امرأة أخيك ولا أن تكشف وجهها أمامك، إذ هي أجنبية بالنسبة لك، وقيامك بالحقوق والواجبات تجاه زوجة أخيك لا يستلزم رؤية وجهها".