تأتي زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى روسيا الاتحادية والتي تستغرق يومين يلتقي خلالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مدينة «سوتشي» الروسية الواقعة على البحر الأسود لتشكل علامة فارقة في العلاقات بين البلدين وفي توقيت وصفه الخبراء بالمهم للغاية خاصة في ظل حالة التوتر بين القاهرةوواشنطن الداعم الرئيسي للإرهاب وتنظيمه الدولي في مصر ودول المنطقة . واعتبر حامد محمود الخبير السياسي أن زيارة السيسي لموسكو في هذا التوقيت وبناء على دعوة الرئيس بوتين تدل على رغبة روسية قوية في تقوية العلاقات مع مصر التي تنطلق بقوة نحو الاستقرار السياسي والاقتصادي منذ تولي الرئيس السيسي رئاسة البلاد كما تعد روسيا من الدول الصديقة لمصر والتي ساندتها منذ ثورة 30 يونيو وتسعى بقوة لتعميق التعاون العسكري والاقتصادي معها وتعزيز جهود مكافحة الإرهاب من أجل تحقيق الاستقرار، متوقعا أن تشهد المرحلة المقبلة تنفيذ العديد من الاتفاقيات العسكرية لتسليح الجيش المصري خاصة بعد تقاعس واشنطن تجاه القاهرة والتلكؤ بشأن تسليم طائرات الأباتشي، فضلا عن التلويح بتجميد المعونات الاقتصادية. واعتبر محمود أن الجانب الروسي ليس بديلا عن واشنطن وإنما تسعى مصر لإقامة علاقات متوازنة مع جميع دول العالم بعيدا عن التبعية وهو ما أكد عليه الرئيس السيسي في أول خطاب له بعد تولي الرئاسة. من جانبه قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة المصرية السفير إيهاب بدوي في تصريح له إنه من المقرر أن تشهد زيارة السيسي لموسكو مباحثات، بشأن مجمل الأوضاع الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط ، وفي مقدمتها الأوضاع في قطاع غزة، فضلاً عن ليبيا، وذلك اتصالا بالتداعيات السلبية لتردي الأوضاع السياسية والأمنية على الحدود الغربية المصرية، إلى جانب الأوضاع في العراق، وضرورة الحفاظ على وحدته الإقليمية، وكذا الأزمة السورية، وأهمية التوصل إلى تسوية تحفظ وحدتها الإقليمية وتصون أرواح مواطنيها . وأضاف بدوي أنه من المقرر أن يتطرق اللقاء كذلك إلى أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي، وتكثيف التعاون في كافة المجالات ذات الصلة بمكافحة الإرهاب، لا سيما في ضوء حاجة المجتمع الدولي إلى جهد جماعي لدحره والقضاء عليه . وأشار بدوي إلى أنه سيتم خلال اللقاء ، بحث سبل التعاون الثنائي وتنمية العلاقات بين الجانبين في كافة المجالات، وذلك في ضوء ما سبق أن أعلنه الرئيس السيسي من حرص مصر على توسيع علاقاتها الدولية والانتقال بها إلى آفاق أرحب ومستوى أكثر تميزا مع كافة دول العالم الصديقة والمحبة للسلام، والتي تتشارك مع مصر قيم عدم التدخل في الشئون الداخلية، واحترام كرامة الشعوب وإرادتها الوطنية الحرة . وأوضح أنه سيتم إطلاع الجانب الروسي، على التطورات السياسية والاقتصادية في مصر، خاصة ما يتعلق بالشقين الاقتصادي والاستثماري، حيث تعكف مصر على صياغة حزمة تشريعية جديدة لتحسين مناخ الاستثمار، وجذب الاستثمارات الأجنبية، ومن بينها الاستثمارات الروسية، التي سيكون مُرحباً بها في مصر ، فضلاً عن تطوير التعاون في المجال السياحي، بالنظر إلى كون روسيا من أكبر الدول المصدرة للسياحة إلى مصر،