وصف خبراء سياسيون وإستراتيجيون زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للمملكة العربية السعودية بأنها تشكل خطوة مهمة في إطار تعميق العلاقات الثنائية بين مصر والمملكة كدولتين محوريتين في مسار العمل العربي المشترك والإسهام بقوة نحو الدفع قدما بالعمل العربي المشترك وحماية الأمن القومي العربي خاصة وأن الزيارة تضمنت لقاءات مهمة للرئيس السيسي مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والمسئولين بالمملكة أجرى خلالها مباحثات لتعميق التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية ومكافحة الإرهاب. وأكد السفير طلعت حامد الأمين العام السابق للبرلمان العربي ل"النهار" أهمية هذه الزيارة مشددا على أنه عندما يكون المحور المصري السعودي قويا فإن العمل العربي المشترك يسير في مساره الصحيح والقوي بما يحقق الأهداف المرجوة على المستوى العربي، مشيدا بالعلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين خاصة وأن اول مؤتمر قمة في أنشاص عقد بحضور الملك عبد العزيز في عام 1946 ودعا خلاله إلى الدفع قدما بالعمل العربي المشترك. كما ساندت المملكة مصر في حربها ضد إسرائيل في عام 1973 ووقف الملك فيصل بن عبد العزيز موقفا بطوليا بمنع سلاح البترول عن إسرائيل. وفي 30 يونيو عام 2013 أعلن خادم الحرمين الشريفين أنه سيقف إلى جانب ثورة الشعب المصري وأنه سيدعم مصر بقوة واقترح إنشاء صندوق لدعم الاقتصاد المصري، كما أن السعودية منذ ثورة 30 يونيو قدمت دعما اقتصاديا لمصر يقدر ب5 مليارات دولار لدعم اقتصادها فهذه الوقفات كلها توضح مدى أهمية المحور المصري السعودي تجاه استقرار الأوضاع في المنطقة وتقوية العمل العربي المشترك. ولفت إلى أن الزيارة تضمنت العديد من الملفات المهمة التي تتعلق بالعلاقات الثنائية والأوضاع الراهنة وعلى رأسها الملف الأمني وما يتعلق بسبل حماية الأمن القومي العربي خاصة وأن ظاهرة الإرهاب لم تصبح ظاهرة إقليمية فحسب وإنما ظاهرة عالميا ومن هنا ندعو جميع الدول إلى دعم مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لإنشاء المركز الدولي لمكافحة الإرهاب . وشكلت التحديات والمخاطر التي تواجه الأمة العربية محورا أساسيا لمباحثات القيادتين السعودية والمصرية بالإضافة إلى القضية الفلسطينية والأوضاع في دول المنطقة. من جانبه قال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير إيهاب بدوي إنه تم خلال جلسة المباحثات بين الرئيس عبد الفتاح السيسي وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في جدة ، استعراض مجمل الأوضاع الإقليمية وفي مقدمتها الوضع في غزة وجهود التهدئة التي تبذلها مصر حقناً لدماء المدنيين الأبرياء من الشعب الفلسطيني ، في إطار مبادرة مصر لتحقيق هدنة مستقرة يتم البناء عليها من خلال مفاوضات لاحقة ، وبما يتيح استئناف التفاوض حول الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية.وأضاف السفير بدوي ، في تصريحات له أن الرئيس السيسي والملك عبد الله استعرضا أيضا تطورات الأوضاع في العراق في ضوء اتساع دائرة الإرهاب في المنطقة وانعكاسات ذلك على الأوضاع العراقية بصفة خاصة والإقليمية بصفة عامة ، إضافة إلي الأوضاع في كل من سوريا وليبيا وانعكاساتها على كل من مصر والمملكة العربية السعودية والأمن القومي العربي.وأوضح أن الجانبين اتفقا على العمل معا للنهوض بالأمتين العربية والإسلامية ، وتحقيق حلم التكامل والتضامن وتعزيز العمل العربي المشترك ، ونشر قيم الإسلام الصحيحة الوسطية، التي تنبذ العنف والتطرف والإرهاب، وبذل الجهود لتصحيح الصورة الذهنية عن الإسلام في العالم، والتي أضحت مرتبطة بالإرهاب والعنف بعد ما طالها من تشويه.وفى ختام المباحثات الثنائية الموسعة ، عبر خادم الحرمين الشريفين عن تقدير بلاده ملكاً وشعباً ودولةً للرئيس السيسي، مُقلداً سيادته قلادة الملك عبد العزيز آل سعود ، أرفع الأوسمة في المملكة العربية السعودية ، ليجتمع الرئيس وجلالة الملك في لقاء منفرد دام ما يناهز الساعة. وتوجه الرئيس السيسي بعد ذلك إلى قصر الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود ولي ولي العهد والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء الذي أقام مأدبة عشاء تكريماً للرئيس والوفد المرافق له.كان الرئيس عبد الفتاح السيسي وصل الأحد إلى المملكة العربية السعودية حيث كان في استقباله، لدى وصوله إلي مطار الملك عبد العزيز الدولي بمدينة جدة ، الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود ولي ولي العهد والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ، والأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، والأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز أمير منطقة مكةالمكرمة، والدكتور هاني أبو راس أمير محافظة جدة، واللواء عبد العزيز الصولي مدير شرطة منطقة مكة المكرمة