ماهر عباسMaher-abas2hotmail.comيدين كثير من أبناء جيلي الذين كانوا ضمن الدفعات الأولي في كلية الإعلام جامعة القاهرة بالفضل للأستاذ والكاتب كمال عبد الرءوف-رحمه الله - فقد كان معلما. فقد تعلمت منه شخصيا الكثير عندما كان يحاضرنا في الساعة الثامنة صباحا ونحن في السنوات الأولى عندما كانت كلية الإعلام ضيفا على كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ,ولا أبالغ السياسية,وجعل مادة الترجمة الصحفية مادة محبوبة وقد كان على حق فهي سلاح الصحفي في عمله في أحيان كثيرة .كان دقيقا وبارعا في توصيل المعلومة وكنت حريصا على قراءة عموده الأسبوعي حتى لو اختلفت مع كثير مما كان يكتب حيث كنت أتعلم منه فن كتابة كتاب في عمود من كلمات ضمن جرعة لغوية كان فيها يقدم الجملة المفيدة بأقل الكلمات والمفردات .كما كان مربيا فاضلا وتولت محاضرته إلى رواق سياسي صباحي عندما كان يقدم لنا قبل الدخول في الدرس المقرر ما يمكن تسميته العالم هذا الصباح .واذكر انه في احد الأيام التي كانت محاضرته أيضا صباحية كالعادة تحولت من دراسة للترجمة إلى موضوع سياسي عن شاه إيران محمد رضا بهلوي قبل خروجه من طهران وتعيين شهبور بختيار,مع تزايد حدة المظاهرات هناك ووقتها تنبأ في المحاضرة ان عمر حكم آل بهلوي في طريقة للنهاية وتحدث وقتها عن الرجل الذي ينتظر الحكم انه الخميني ويعيش في نيو شاتل في فرنسا وقتها بعد خروجه من الكوفة اثر اتفاق صداد حسين مع شاه إيران محمد رضا بهلوي فيما عرف باتفاق الجزائر أواسط السبعينيات .بالرغم أنني كنت لا أتفق كثيرا مع أطروحاته و حيث انه معجب بالنموذج الأمريكي الذي كان قريبا منه ,عكس كثيرين في هذه المرحلة الذين عاشوا تقلبات حقبة مابعد حرب الاستنزاف وبعدها مباحثات الخطوة خطوة وبعدها زيارة السادات للقدس مرورا بكتاب استأذنا الحمامصي حوار وراء الأسوار ,كنت احزن أذا تخلفت عن محاضرته واذكر إنني تأخرت مرة واحدة عن محاضرته وكان باعتذار مسبق لظروف خاصة .كان مهنيا رائعا وحرفيا متمرسا حيث كان يشغل مديرا لتحرير أخبار اليوم ومعه تعلمنا كيف تبدأ الجملة الخبرية الدقيقة, وكيف تمصر الخبر المترجم, وهكذا كانت كتبه المترجمة التي كانت تصلني في الغربة باستمرار ومجانا في أحيان كثيرة .وقد كان بيننا قواسم مشتركة أبرزها انه منوفي من شبين الكوم .وثانيها - عرفت ذلك عندما عرف قصة انتقالي إلى كلية الإعلام - انه يعشق الطب وهي الكلية التي أحببتها في طفولتي ودرس بها عدة سنوات .وتحدثت معه ذات مرة عن الكيمياء والتشريح والوراثة والفيزياء والمنشق الروسي زخاروف وجوائز نوبل المسيسة ,ويومها ابلغني انه كان يدرس الطب , قبل دخولة عالم الصحافة من بوابة كلية الآداب جامعة القاهرة تاركا الطب طالبا نجيبا ومتفوقا من السنة الثالثة ? ?,?منتصرا لموهبته أمام عشقه للطب . وتفوق في الآداب كما في الطب وكرمه الرئيس عبدا لناصر في مطلع الستينيات?.?مسيرته الصحفية كان واضحا أنها تأثرت بمدارس كثيرة لكنها مدينة بمدرسة اخبار اليوم التي لم يحدث ان زرتها دون أن أمر على الدور العاشر حيث كان يجلس لتحيته ,حيث تربطني بهذه المؤسسة علاقات صداقة عميقة مع زملاء أعزاء تقاسمنا فيها العيش سويا إضافة إلى الزمالة المهنية رغم أن الأيام فرقتنا جميعا لكننا نلتقي ونخطف من جوف الزمان دقائق اللقاء .وعندما يلتقي أي من الزملاء خريجو الدفعات الأولى وكلهم تقريبا قيادات الإعلام في مصر اليوم ,يذكرون باعتزاز مواقفهم معه , وهذا يحمل شيئا مهما وهو أن من بين الذين تركوا بصمة قوية في طلاب كلية إعلام القاهرة في الدفعات الستة أو السبعة الأولى إضافة إلى طلاب الجامعة الأمريكية هو كمال عبد الرءوف -رحمه الله .