نجا كوكب الأرض من أكبر عاصفة شمسية عرفت تقريبًا في التاريخ، وذلك بعد أن مرت بالقرب من كوكب الأرض في العام 2012. وبحسب صحيفة "الديلي ميل" البريطانية، فقد أشارت وكالة ناسا لعلوم الفضاء، أن العاصفة كان بمقدورها تدمير الحضارة البشرية على الأرض وإعادة عقارب ساعتها ثلاثة قرون للوراء، فيما كشفت الوكالة الأمريكية عن سر هذه العاصفة بعد عامين من حدوثها. وأشار العلماء أن تلك العواصف الشمسية تنشأ في البداية على سطح النجم الشمسي من الانفجارات والمقذوفات الحممية، والتي تبعث ببلازما متأينة تسافر في الفضاء بسرعات عالية جدا، ينتج عنها رياح شمسية محملة بإشعاعات تسبب عواصف مغناطيسية عند دخولها في المجال المغناطيسي للأرض، مؤكدين أن مثل تلك العواصف لديها القدرة على إصابة جميع الشبكات الكهربائية الأرضية باضطرابات وقطع جميع وسائل الاتصالات المعتمدة على الكهرباء. وأكد عدد من العلماء أن تغيرًا كبيرًا لشكل الحياة من المحتمل أن يتغير، جراء تلك العاصفة الشمسية، منه التسبب في انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع وضرب شبكات GPS والاتصالات. وقد نشأت تلك العاصفة الشمسية في 23 يوليو عام 2012، ونشرت الوكالة فيديو يوضح قذف الشمس بسحابة ضخمة من البلازما تسافر بسرعة 3000 كم/ثانية، أي أسرع أربع مرات من كل التوهجات الشمسية المعتادة التي لوحظت حتى الآن. ويعتقد عدد من المحللين أنه من حسن الحظ أن الأرض لم تكن موجودة في طريق العاصفة أثناء مرورها، والتي كانت متجهة نحو كوكب الأرض، مؤكدين انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع، وتعطيل كل الوصلات بمقبس الحائط، فيما كان سيتأثر السفر الجوي بشدة جراء تلك العاصفة، مع تعطل الأجهزة الإلكترونية وأنظمة الملاحة الجوية والأقمار الصناعية الرئيسية. وأعتمد علماء ناسا على القمر الصناعي "ستيريو إيه" والذي خصصته ناسا لمراقبة هذا النوع من الظواهر، والذي استطاع تسجيل هذه العاصفة جيدا، والتي تعد الأقوى والأعنف منذ عام 1859، وقدرت الوكالة كلفة الخسائر التي كان سيخسرها الاقتصاد العالمي في حال ضرب لعاصفة للأرض بأكثر من ألفي مليار دولار.
