في الوقت الذي تستخدم فيه إسرائيل طائرات الأباتشي في قذف بيوت المواطنين العزل بغزة، ما تزال الولاياتالمتحدة تتحفظ على إرسال عشر طائرات أباتشي سبق أن أعلنت أنها ستسلمها لمصر، وذلك لرفع كفاءة الجيش المصري، ومكافحة الإرهاب في سيناء. وكانت الإدارة الأميركية أعلنت في شهر يونيو موافقتها على تسليم الطائرات العشر، لكن حتى الآن لم تخرج أي تصريحات تحدد متى سيتم تحديد موعد التسليم. وبدأت المسألة تثير ردود فعل حادة، على خلفية الموقف الذي تواجهه مصر الآن، سواء بشأن مطاردة الارهابيين في سيناء، أو انعكاسات العدوان الإسرائيلي على غزة. وقال اللواء سامح سيف اليزل الخبير الاستراتيجي ل”العرب اللندنية” إن صفقة طائرات الأباتشي مهمة جدا لمصر، وثبت تأثير هذه الطائرات الواضح خلال الحرب على الجيوب الإرهابية في الجبال والتلال بسيناء، مشيرا إلى أنها طائرات هجومية قتالية مجهزة بأحدث وسائل الاستكشاف، إضافة إلى أنه يمكن تحميلها بأسلحة مختلفة من الصواريخ “جو-جو” و”جو-أرض”. من جانبه، أوضح أحمد رجائي، الخبير العسكري، أن الأباتشي تعد أكثر دقة من المقاتلات الموجودة لدينا، لكن نستطيع أن نتغلب على عدم وجودها بأن نحل محلها القوات الخاصة. وأكد محمد حسين أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الإدارة الأميركية تعطل الصفقة لعدة أسباب، هي أن اللوبي الصهيوني في أميركا يضغط كي لا تصل تلك الطائرات إلى مصر، حتى لا ترتفع القدرات التسليحية لجيشها. ولفت إلى أن بعض وسائل الإعلام الأميركية ما تزال تعتقد أن ما حدث في مصر “انقلاب عسكري”، وهو ما يجعل الصفقة تصطدم مع عدد من أقطاب الكونغرس وبعض القوانين الأميركية، وتستخدمه كنوع من ليّ الذراع . واعتبر اللواء حمدي بخيت، الخبير العسكري أن أميركا تختلق أسبابا واهية وغير منطقية لتأسيس مصالحها وتعمل على التلاعب بالتصريحات، واستخدامها كأداة ضغط للدول التي لا تنصاع لأوامرها، مؤكدا أن الحكومة المصرية واعية لتلك الطريقة وقادرة على التعامل معها. أما اللواء عبدالرافع درويش، الخبير الاستراتيجي، فأكد ل”العرب” أن تعطل تسليم صفقة الطائرات يعود إلى موقف أميركا من ثورة 30 يونيو، موضحا أن واشنطن تعتبر أن أهم ما يخصها في الشرق الأوسط هو أمن إسرائيل، التي كانت معترضة على إتمام الصفقة لأنها تخشى أن يجتمع العرب ضدها. وأضاف أن مصر لجأت إلى تنويع السلاح بالتفاوض مع الصين والذهاب إلى روسيا وتوطيد العلاقات معها، وهو ما يزيد الأمور تعقيدا، لكن مع ضغط مصانع السلاح التي تعمل بأموال المعونة الأميركية التي تذهب لمصر، بدأت أميركا تعيد النظر في توقيف صفقاتها لمصر. بدوره، أشار حازم حسني، أستاذ العلوم السياسة بجامعة القاهرة، أن ثورة 30 يونيو ورفض إسرائيل إتمام الصفقة منذ البداية، من الأسباب الرئيسية لمماطلة أميركا في تسليم الطائرات حتى الآن. وقال حسني ل”العرب” إن الحقيقة أن مصالح إسرائيل هي ما يحرك الإدارة الأميركية. وحول تنويع مصادر السلاح باللجوء إلى روسياوالصين، أوضح حسني أنها سياسة متبعة منذ فترة، لكنها صفقات تخضع لحسابات استراتيجية، وفي النهاية الأسلحة التي تتسبب في تغيير التوازنات يجب أن تشتريها القاهرة من أميركا. وأكد حسني أن روسيا لن تضحي بعلاقتها بأميركا أو تدخل في صراع على منطقة الشرق الأوسط، خصوصا أن مصر مازالت تعتبر أميركا حليفها الأول، مشيرا إلى أن كل ما يحدث حاليا من تدخل روسيا في المنطقة وعلاقتها الجيدة بمصر مجرد استهلاك إعلامي.