رأت صحيفة "جارديان" البريطانية أن القصف الجوي السوري على بعض مواقع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" على الحدود السورية – العراقية مؤخرا يضع نظام الرئيس السوري بشار الأسد في خندق الولاياتالمتحدة وبريطانيا وإيران والحكومة العراقية في مواجهة داعش. ليس من المرجح أن يتوجه الرئيس الأسد إلى بروكسل للتوقيع على اتفاقية انضمام سوريا لمنظمة حلف شمال الأطلسي "ناتو"، أو أن تتم دعوته إلى العشاء مع الملكة في المستقبل القريب، لكن التطورات الأخيرة تلقي الضوء على طبيعة الحسابات التي تشكل نهج الغرب في التعامل مع مع مختلف اللاعبين في منطقة الشرق الأوسط، بحسب الصحيفة البريطانية صحيح أن سوريا تعتبر قوة مستقلة وفي بعض الأحيان تتحدى القوى الغربية في الشرق الأوسط، ويشهد على ذلك دعمها لحماس سابقا ولحزب الله حاليا، فضلا عن تحالفها مع روسيا وإيران، وتريد واشنطن ولندن بلا شك استبدال الأسد برئيس آخر أكثر ودية ومرونة قدر الإمكان، لكن فشل الغرب في التدخل بقوة في سوريا يؤكد حقيقة عدم وجود بديل مجد للأسد، لأن داعش والجماعات الجهادية يمكنها استغلال ضعف أو الإطاحة بالأسد، وليست هذه القوى هي التي يفضلها الغرب، بحسب الصحيفة. وليس هناك شك في أن الأسد لعب على مسألة التشدد كجزء من استراتيجية البقاء، يعرض نفسه فيها أمام العالم أنه رئيس معتدل وعلماني يشن حربا على الإرهاب، وفي هذا الصدد تعتبر الغارات الجوية السورية على تنظيم داعش الذي يهدد بإشعال حرب إقليمية هي جزء من محاولة الأسد لتسويق نفسه بأنه أفضل البدائل المتاحة، بحسب الصحيفة. ومع التطورات الأخيرة من جانب سوريا في محاربة داعش، يمكن للولايات المتحدةالأمريكية والمملكة المتحدة وإيران تضميد جراح العراق بطريقة تخدم كافة الأطراف المشاركة، وفي النهاية لن يعتبر الأسد زعيما صاحب مبادئ ومناهضا للاستعمارية، ولن تختار واشنطن ولندن حلفائهما وشركائهما على أساس المبادئ الإنسانية، بحسب الصحيفة.