في مفاجأة وصفها مراقبون ب"المدوية"، تخلى أحمد يوسف حمدالله، أمير تنظيم الجهاد ببنى سويف، عن دعم المعزول محمد مرسي وجماعته، ولم تقف حدود المفاجأة عند هذا الحد، بل أمر رجاله وأتباعه من التنظيم، بالابتعاد عن الإخوان، وعدم ممارسة العنف، ومحذرا رجاله من مخالفة ذلك، مشددًا على أنه غير مسئول إلا عن نفسه. وأحمد يوسف، كان قائدا لاعتصام ميدان المديرية بوسط مدينة بني سويف، الذي أقامه الإخوان عقب عزل مرسي، وكان هو صاحب آخر خطبة للجمعة في ميدان رابعة العدوية قبل فض الاعتصام، وكانت الأجهزة الأمنية ببني سويف، قد أفرجت عن أمير الجهاد، وألقي القبض عليه في 22 فبراير 2014، لاتهامه بقتل مواطن بميدان المديرية في 30 يونيو 2013، وإصابة 30 متظاهرًا بالخرطوش، وتأسيسه وقيادته لتنظيم عسكري مسلح، إضافة إلى عدة بلاغات أخرى من الموطنين ضده، شملت إرهابهم وتهديدهم بالقتل ومن هؤلاء صحفيون وأمناء أحزاب وأعضاء بحركة تمرد. وعلى غير المتوقع، تم الإفراج عن أحمد يوسف، وظهر بعد خروجه جالسًا أمام مطعم يمتلكه، ولا يتحدث مع أحد، بعد أن كان يلقب بمدير أمن بني سويف، وكان يحكم بين الناس في المشاكل، وكانت له سطوته وقسوته، وبعد خروج أمير الجهاد من السجن، كانت المفاجأة الثانية، بانسحاب كل رجاله من تأييد مرسي وجماعته إلى ما يشبه العزلة، ولم يبق سوى محاميه أشرف السيسي الذي يحاول التقرب لأجهزة الدولة لخوض معركة "الشعب" القادمة. من جانبها، تترقب الشرطة وترصد بدقة تفاصيل حياة أمير الجهاد ببني سويف، وترصد أيضا كل رجاله، ولكن الشارع السويفي ثائر ورافض لخروج أمير الجهاد، وانتشرت أحاديث بين المواطنين على أنه تم إبرام صفقة بين الجهاديين والدولة ببني سويف، وأن الأجهزة الأمنية نجحت في تحييدهم، وإبعادهم عن تيار الإخوان، وهو أشبه بما حدث من قبل في المراجعات الفكرية التي خرج بعدها أحمد يوسف عام 2007، بعد 17 قضاها ما بين السجن والاعتقال. وهناك تخوفات لدى المواطنين من نكوص أحمد يوسف عن عهده مع الدولة للمرة الثانية، بعد أن وقع على المراجعات في 2005 ثم عاد ومارس العنف بعد ثورة 25 يناير 2011. وبتخلى الجهاديين عن دعم مرسي وجماعته، ينضمون بهذا إلى السلفيين ببني سويف، ولم يبق مع جماعة الإخوان الإرهابية أي من تيارات الإسلام السياسي في بني سويف.